مقالات

(إيران وإSرائيل) هجوم قوي وردّ موجع .. نهايةٌ مواجهة أم بدايةُ حرب؟

 احمد الهنداوي

دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري، مع قيام إسرائيل بشن هجوم جوي واسع النطاق فجر الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، استهدف منشآت نووية وعسكرية وعمليات إغتيال لقادةٍ بارزين داخل إيران، في عملية وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ عقود.  

 

وجاء الرد الإيراني سريعاً وعنيفاً، حيث أطلقت طهران مئات الصواريخ الباليستية على أهداف إسرائيلية، مستهدفةً مصافي النفط والبنية التحتية وشبكة الكهرباء، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا الجانبين.  

 

(حصيلة ثقيلة وخسائر متبادلة)

 

أسفرت الضربات المتبادلة حتى الآن عن استشهاد اكثر من 340 شخص في ايران بينهم عشرات من عناصر الحرس الثوري وقادة عسكريين ، مع إصابة أكثر من (5000) بجروح ، أما في الكيان الغاصب بلغ عدد القتلى (48) بينهم وأكثر من (1200) مع استمرار القصف المتبادل لليوم السابع على التوالي. وشهدت إسرائيل هروباً غير مسبوق للمدنيين عبر البحر خشية ضربات إيرانية أوسع، بينما تعيش باقي المدن الإسرائيلية حالة طوارئ واستنفار دائم.  

 

(أهداف استراتيجية ورسائل متبادلة)

 

تسعى إسرائيل من خلال ضرباتها إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني واغتيال قيادات الصف الأول في الحرس الثوري، معتبرةً أن امتلاك إيران للسلاح النووي يمثل تهديداً وجودياً لا يمكن التساهل معه.  

 

في المقابل، تراهن إيران على استنزاف إسرائيل اقتصادياً وعسكرياً، وتوظف قدراتها الصاروخية لإحداث شلل في البنية التحتية الإسرائيلية وإثارة الذعر في المجتمع الإسرائيلي.  

 

(هل هي نهاية مواجهة أم بداية حرب؟)

 

رغم شراسة الضربات، لا تظهر في الأفق مؤشرات جدية لوقف إطلاق النار أو العودة إلى طاولة المفاوضات؛ بل إن التصريحات الرسمية من الطرفين تؤكد استمرار العمليات العسكرية وتصعيدها إذا لزم الأمر.  

 

يرى مراقبون أن الحرب الحالية أقرب إلى “ماراثون استنزاف” مفتوح، وأن خط النهاية لا يزال بعيداً، ما ينذر بمخاطر توسع الصراع إقليمياً، خاصةً في ظل قلق دول الخليج من تداعيات امتلاك إيران للسلاح النووي.  

 

(خلاصة المشهد)

 

دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل منعطفاً خطيراً، حيث لم يعد الحديث عن ردع متبادل، بل عن سباق لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالخصم. ومع غياب بوادر التهدئة، تبدو المنطقة أمام بداية حرب مفتوحة قد تعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط لعقود قادمة.

 

السؤال الأكبر الآن :هل سيتدخل المجتمع الدولي قبل فوات الأوان؟ أم أن الشرق الأوسط مقبل على إعادة رسم خريطته الجيوسياسية بقوة السلاح؟

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى