ضياء مزهر الموسوي
في مشهد استثنائي خلال انتخابات #نقابة_المهندسين الأخيرة في #كربلاء، برهنت النخبة العلمية مرة أخرى على وعيها العالي واستقلاليتها الراسخة.
فقد كانت هناك قائمة مدعومة من قِبل اصحاب المال والنفوذ ، قائمة لم تخفِ طموحاتها السياسية ولا أهدافها الخفية، لكنها ؛ رغم كل ذلك، فشلت فشلاً ذريعاً، لتكشف النتيجة عن معادلة جديدة: الوعي لا يُشترى.
المسؤول الذي وضع كل رهاناته على هذه القائمة، ربما ظن أن دعم النخبة له سيمنحه دفعة سياسية تمهيدية نحو تعزيز مكانته في الانتخابات النيابية المقبلة، لكن المفاجأة جاءت صادمة له.
لقد نسي أو تناسى أن المهندسين ليسوا كبقية الفئات التي قد تخدعها الشعارات الزائفة أو تُغريها الوعود الفارغة. هؤلاء المثقفون، أصحاب العقول التي تبني وتخطط، ليسوا أداة يمكن التلاعب بها لتحقيق أجندات شخصية.
هذه الانتخابات لم تكن مجرد منافسة داخلية في نقابة، بل حملت معها رسالة أعمق وأوضح: إن النخبة الواعية تعرف جيداً من يمثل مصالحها ومن يحاول استغلالها ، ومن يعتقد أن أصحاب الفكر ساذجون أو يمكن التأثير عليهم بالتهديدات أو الإغراءات، فهو واهم.
المسؤول الذي راهن على الشعبية المزيفة، تلقى اليوم درساً قاسياً، ونقول له بكل وضوح: قد تنجح في إقناع بعض البسطاء من الناس، لكنك لن تستطيع أبداً خداع المثقفين ؛ فهؤلاء يعرفون جيداً متى يقولون “نعم” ومتى يقولون “لا”، لأنهم أدرى بمصلحتهم ومصلحة مجتمعهم.
ما حدث في كربلاء هو تأكيد جديد على أن الوعي هو الحصن الأخير في وجه استغلال السلطة والنفوذ، وأن صوت المثقفين يعلو دائماً فوق أي حسابات شخصية ، لذا؛ نقول لكل من يسعى للتلاعب بالنخب: ابتعد عن هذه المساحات إذا كنت لا تفهم قيمتها، فهنا الفكر والوعي هما من يقرران.
#نقابة_المهندسين
#مهندسو_كربلاء
#كربلاء_وعي