تقارير وتحقيقات

حوار عراقي في “ستاد” النهار نيوز المصري.. خطيب العراق.. ابن البزّاز الذي لم يغيّر قميصه الأزرق..

 

حوار عراقي في “ستاد” النهار نيوز المصري..
خطيب العراق.. ابن البزّاز الذي لم يغيّر قميصه الأزرق..

كيف ومتى تفوّق أسود الرافدين بـ(حسينهم)على فراعنة مصر بـ(بخطيبهم) وأين..؟

متى اجتمع العراقي والمصري في ألمانيا..؟

ابن سعيد يعشق الأزرق وعينه على الأحمر والأبيضً..!

رفض منصب الوزير معتذراً وقال لست بنادم..!

لدغ “سرباح” الجزائر بالثلاث في بغداد..!

ما فعله أبو زيد في العراق “ردّه” أبو عمر في مصر..!

راحت عليه فرصة التواجد مع “الملك” الإسباني بسبب الفكر الاشتراكي..!

أجبر 100 ألف مناصرٍ على البكاء بحركةٍ من رأسه وقال.. لكبيرهم.. كش مات..!

بلا وداع: ترك معشوقته الساحرة وفي قلبه غصّة..!

قبل أن نبدأ.. كلمة لابد منها:
نافذة جديدة يطلّ من خلالها أهل الرياضة العراقية للتواجد في ملاعب الصحافة المصرية للتذكير أو التعريف بهم لأهل الكنانة ووطننا العربي الكبيروجماهيرهم العراقية داخل وخارج مصر، “رغم أنّ العارف لا يعرّف” ولكن هي أبجديات لمقدمة ننوّه عبرها بما نقدِم عليه في قابل الأيام ونحن نستضيف في “ستاد” النهار نيوز قاماتٍ كبيرة ونجوم ومواهب وشخصيات رياضية لها من الإرث والمكانة الشيء الكثير..

العراق/ طلال العامري

أولى المحطات مع شخصية أردناها فاتحة “الحوارات” لأن صاحبها ” المائز” على مرّ الأجيال الكروية العراقية..
كيف لا يكون “المائز الأبرز” وهو كما يحلو للكثيرين أن يلقّبوه بـ”خطيب” العراق حبّاً وتكرّماً بأيقونة كرة “الرجّاله” فراعنة مصر الذين يحتفون بأبيضهم قبل أحمرهم بهذا العنوان الكبير “خطيب مصر محمود”..
نعم ضيفنا هو “حسين وخطيب” العراق.. ابن التاجر سعيد “البزاز” الذي رفض طيلة مسيرته الكروية أن يرتدي قميصاً غير الأزرق “ناديه الأوحد الطلبة” عشقه الأزلي الذي لم تستطع شتّى المغريات أن تحيده عنه..!

دخل نادي الجامعة وتخرّج منه “طالباً” يغزو المنتخبات باجتهاده وأهدافه التي بايعته ليكون الهدّاف التاريخي للكرة العراقية.. عاصر نجوم لا يتكررون.. ويكفي القول أن بروزه ذاك أحدث نقلة نوعية للكرة العراقية…

بدأ ناشئاً كروّياً حاثّاً خطاه لتسلّق أعلى درجات سلّم المجد لاعباً ومن ثمّ إدارياً.. ساهم بانتشار كرة بلده التي كانت معروفة، إلّا أنّها لم تلق وقتها ذلك الاهتمام الحكومي، حتّى موقعة ملعب “الأمجدية.. أريا مهر” الإيراني، محتضن ختام آسيا للشباب (1977) بهدفين من أربعة، كان آخرها في الرمق الأخير من عمر اللقاء.. رأسيةٍ “قوسية بعيدة المدى” أناخت الحارس الإيراني لينكبّ على الأرض غير مصدّق أن النهاية أعلنت ليبكي خلفه 100 ألف مناصرٍ..!
حفظ التاريخ تلك اللقطة للأجيال التي عشقت الكرة العراقية بزيادةٍ وذابت بها ولهاً، كيف لا و(ابن شاه إيران) انفعل لحظتها وبدلاً عن تقليد الميداليات لأعضاء حاصد الكأس، إكتفى بتقليد “الخاسر فقط” ومسلّماً ميداليات الفائز بعدها “بلا تقليد دفعةٍ واحدةٍ” كردٍ على شاب عراقي قال له برأسه: “كش مات”..!

ضيفنا وضيفكم هو أحد المساهمين بوصول العراق إلى مونديال “مارادونا” المكسيك 1986 مع نخبة من جيله الذين لعبوا النهائيات والكثير منهم يعيشون بيننا بدرجة سفير “أوحدٍ” غير مكلّف عن تلك المرّة (الوحيدة) للتواجد في النهائيات..!
لن نطيل بالتعريف بنجم الكرة العراقية، أزرق الهوى محلياً وأحمره عربياً وأبيضه عالمياً..
نقول أهلاً بعاشق الأزرق “الطلبة العراقي” الكابتن حسين سعيد.. لتكن أسئلتنا تلقائية بلا ترتيب وبدايتها من..

مبارياتك الدولية وأجملها وأخرى لا تغادر الذاكرة محلياً ودولياً..؟

كثيرة هي المباريات الدولية التي خضتها حتى بلغت رسمياً “131” مباراة دولية وأجملها المباراة النهائية لكأس أسيا للشباب ضد إيران، حيث استطعنا الفوز عليها في عقر دارهم وبحضور أكثر من “100” ألف متفرّج مناصرٍ لأصحاب الدار.. مكّنني الله من تسجيل هدف الفوز الرابع في الوقت القاتل برأسية حسمت اللقب إضافة لتسجيلي للهدف الثالث قبله..
أما المباراة الأخرى فكانت الحاسمة ضد منتخب سوريا في إطار التصفيات المؤهّلة للمكسيك واستطعنا أيضاً تحقيق الفوز بثلاثة اهداف لهدفٍ، أقيمت في السعودية “كأرض بديلة” للعراق المحروم من اللعب على أرضه بقرارٍ دولي بسبب الحرب مع إيران 1980 – 1988 وأنا من افتتح التسجيل في اللقاء الذي نقلنا إلى نهائيات (1986)..!

عرض عليك منصب وزير الشباب والرياضة مؤخراً.. لماذا رفضته مع أن الأغلبية رحّبوا بك..؟
اعتذاري عن تسنّم منصب وزير الشباب والرياضة بعد التعديل الوزاري الأخير أكشف عنه هنا..
تمت مفاتحتي بشكل مباشرٍ من قبل رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي حينها مع ترحيبٍ شعبي وسياسي واسع النطاق واعتذرت عن “تسنّم” المنصب للأسباب التالية وأذكرها لكم..
الأوضاع غير المستقرة والتي يعيشها العالم بأسره وليس العراق فقط بسبب جائحة كورونا، بحيث من الصعب أن تتوفر سبُل النجاح في ظلّ هذه الظروف وفترة الحكومة الحالية تبقى “مؤقتة” والأزمة المالية التي يمر بها العراق والعالم أجمع كل هذه الأمور لا تمكننا من تحقيق رؤيتنا للإصلاح والتغيير الذي كان ولا زال ينشده الشباب الرياضي وأيضا تلبية رغبات وطموحات الشباب المتظاهرين الذين هم من أطاحوا بالحكومة السابقة وجلبوا لنا التغيير الممثل بالحكومة الحالية التي أراها لم تحقق الطموح المنشود.. نعم اعتذرت ولست بنادمٍ على ذلك..!!

لقب لاعب القرن الماضي.. قيل الكثير عنه.. ماذا قلت أنت سابقاً أو تقول عنه اليوم..؟

على الصعيد المحلي تم منحي والراحل أخي ورفيق دربي الكابتن احمد راضي “ساحر الكرة العراقية” رحمه الله اللقب وتقاسمناه مناصفة كلاعب القرن في العراق، فيما تم منحي اللقب منفرداً كعراقي من قبل الأتحادين الدولي والآسيوي “لاعب القرن العشرين”..

هل حقّاً أنت الهدّاف التاريخي الأول للمنتخبات الوطنية.. لأننا لم نرك تتكلّم بهذا الخصوص أبداً..؟

نعم أنا الهدّاف التاريخي للعراق برصيد 78 هدف وهذه الإحصائية موثّقة من قبل الفيفا..

ممكن تحكي لنا قصّة العرض الذي أتاك من ريال مدريد الإسباني..؟

عقب مشاركتنا في نهائيات كأس العالم للشباب وأيضاً لأول مرّة والتي أقيمت في تونس عام 1977 وبالتحديد بعد مباراتنا مع النمسا، والتي فزنا فيها بخمسة أهداف مقابل هدف واحدٍ وسجلت فيها ثلاثية “هاتريك” وحصولي على الحذاء الفضي في البطولة المذكورة، فاتحني السيد “ميلانيتش مدرب ريال مدريد” وعرض عليّ اللعب مع الملكي “الريال” وقتها، لكن ظروف البلد وعدم السماح لنا الدخول في عالم الاحتراف خارج العراق لأسباب كثيرة.. فوّت عليّ فرصة اللعب مع “ريال مدريد” والفرص لا تأتي كل يوم بل مرّة بالعمر..! وحين أتت لم أكن مسؤولاً عن ضياعها..!

سمعت منك أيضاً وعبر جلسات سابقة بأنّك الهدّاف التاريخي “الأوحد” لبطولات الخليج العربي، كيف ذلك ولماذا لا تطالب بحقّك إن وجد، لأننا نعلم أيضاً بوجود هدّاف تاريخي آخر هو الكويتي الكابتن جاسم يعقوب..؟

أنا الآن أقف في المركز الثاني في سجلات تاريخ بطولات الخليج وبرصيد “17 هدف”، لكن في الحقيقة انا سجّلت “22 هدف” وتم حذف “5 أهداف” من رصيدي بسبب انسحابنا من البطولة التي اقيمت في الامارات عام 1982 بقرارٍ من “بغداد” بعد أن تم شطب جميع نتائج المنتخب الوطني العراقي الذي كان يقف باقتدار على حافة منصّة التتويج باللقب في تلك البطولة فضاعت أهدافي “الخمسة” ولم يتطرّق لها أحد..!
فيما تقاسم لقب الهدّاف لها برصيد “3” أهداف أربعة لاعبين هم يوسف سويّد وإبراهيم زوّيد وسالم خليفة وماجد عبد الله.. وبقيت صاحب أعلى رقم 10 أهداف في دورة واحدة ولم يكسره أحد..!

ماذا تعني لك أرض الكنانة وذكرياتك معها وأنت من قابل فريق الفراعنة في أكثر من موقعة.. وحكاية الهدف الذي سجّلته في مدينة المحلّة المصرية إن لم تخنّي الذاكرة..؟

صدق من قال “من شرب من ماء النيل في مصر مرّة يبقى الحنين يشدّه ليزورها مرّةٍ أخرى وهذا حصل معي كثيراً لذا الذكريات كثيرة”
أشتق منها وأقول: كانت هنالك لقاءات جميلة ورائعة بين منتخبي العراق ومصر، حيث أجتمعنا مرّة في بغداد ويومها فاز المنتخب المصري بهدف نجمه الكبير طاهر أبو زيد في العام ١٩٨٣ومن بعده التقينا لمرتّين في مصر.. جمعنا اللقاء الأول في “ستاد القاهرة الدولي ” فتعادلنا بدون أهداف والثاني جرى في “ستاد غزل المحلة” استطاع المنتخب العراقي الفوز بهدفين مقابل هدف لمصر وحينها سجّلت الهدف الاول الجميل من مسافة بعيدة، بعد أن “راوغت” تلاعبت بعدد غير قليل من اللاعبين وسجل الهدف الثاني زميلي عدنان حمد من كرة سددتها من بعيد، ضربت العمود وعادت فأكملها الكابتن عدنان في المرمى فيما سجل هدف مصر الكابتن القدير محمود الخطيب..
لي علاقات مع الإخوة في مصر “كبرت تدريجياً” ومنها حين اجمعتنا معهم في معسكرٍ للمنتخبين في مدينة باد فوسينك قرب ميونيخ بالمانيا قبل ذهاب المنتخبين لأولمبياد لوس أنجلوس عام ١٩٨٤ وكانت الكوادر التدريبية للمنتخبين يقومون ببعض التمارين المشتركة وكأننا “منتخب واحد”..
وأيضا في القاهرة كان لنا “نحن نجوم الكرة العربية” تكريم خاص من الانحاد العربي لكرة القدم عندما جمعتنا مباراة جرت بين نجوم عرب آسيا ونجوم عرب أفريقيا وكانت مبادرة رائعة وقتها..!
وعلى الصعيد الإداري تواجدت في معظم اجتماعات مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب التي كانت تعقد في مصر كأحد الممثلين للبلد مع الوفد الوزاري العراقي الذي يحضر هذه الاجتماعات، كوني عضو اللجنة الرياضية التابعة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب بوقتها.. جميلة تلك الأيام التي عشناها في أرض الكنانة..

سآتي بسؤالٍ ربما يسبب لك الإحراج وهو: أحب الأندية إلى قلبك .. محلياً وعربياً وآسيوياً وعالمياً..؟

محليا لم ولن يأتي قبله وبعده “الطلبة” لكونه بيتي الثاني.. لديّ فيه ذكريات جميلة وأيام خوالد مطرّزة بالانجازات ومكتوبة بماء الذهب ولم ألعب لأي نادٍ أخر طيلة مسيرتي الكروية..
أما عربياً فهو النادي الأهلي المصري الذي أتابعه بشغفٍ ولن أسهب كي لا يزعل الأحبّة “الزملكاويّة” مني..!
آسيوياً… السد القطري فهو يطربني..
افريقيآ… الترجي التونسي..!
عالميآ… ناديان وهما: ريال مدريد ومانشستر يونايتد..

ماذا تفعل اليوم في قطر ولماذا يتباين وقت زيارتك للعراق “يطول ويقصر”.. ؟
أنا في قطر منذ مدةٍ قصيرةٍ برفقة العائلة ولأكون قريب على الأولاد وأعوّضهم عن الأيام التي كنت فيها بعيداً عنهم خلال مسيرتي الرياضية كلاعبٍ وإداري.. ولكون كرة القدم أخذت مني الكثير اجتماعيآ، لكن في نفس الوقت اعطتني الكثير وأهم ما تم كسبه هو محبّة الناس..

كأس العالم في قطر.. كيف تنظر له بحكم علاقتك الطيّبة هناك..؟

كأس العالم ٢٠٢٢ أجدها وأراها بطولة “لنا” وأقصد “كل العرب”، بل هي لكل دول الشرق الأوسط..
أنا واكبت هذا الحدث العظيم والملف الخاص به منذ عشر سنوات ويزيد،عندما كنت بموقع المسؤولية بالاتحاد الآسيوي والدولي والعربي والأمور التي تجري بشكلٍ جيّدً وكما مخطط لها من حيث جاهزية أغلب “الاستادات” والبنى التحتية والتحضيرات الأخرى، تكون قد اكتملت قبل سنة من بدء البطولة وإن شاء الله تتوفّق المنتخبات العربية بقارتي آسيا وأفريقيا بأكبرعدد منها وأن تكون من أفضل وأنجح البطولات..

لديك ماجستير زراعة… وظيفياً في العراق.. أين كنت تعمل وتحت أي عنوان وماذا حلّ بالوظيفة..؟

عملي الحالي “متقاعد” بدرجة رئيس مهندسين أقدم بوزارة الشباب والرياضة..

من هم أقرب الأصدقاء لـ(حسين سعيد) الإنسان.. الرياضي..؟

أغلب الأصدقاء المقربين لي.. هم من خارج الوسط الرياضي ولكن يبقى جمهور نادي الطلبة الأقرب إلى قلبي، لكونهم كأفراد ومجاميع كانوا خير عون لي في تحقيق ما وصلت إليه من نجومية ونجاحات وإنجازات.. ولن أذكر أي اسم لأني لا أريد نسيان أحد..!

علاقتك مع الصحافة والإعلام عراقياً وخارجياً ورؤيتك للذي يتم تناوله فيهما وهل من نصيحة تحب أن توجهها..؟

جميع الصحفيين أخوة أعزّاء وتربطني بهم علاقة أخوية طيبة، انا كنت قريب من الإعلاميين والوسط الإعلامي بسبب نجوميتي كلاعبٍ وأيضا كمدربٍ وإداري عمل في كل المفاصل الإدارية الرياضية، سواء بالنادي “الطلبة” أو اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية وخارجياً بلجنة الإعلام وكذلك كنت رئيس مجلس الإدارة لجريدة “الملاعب العراقية” والتي أستقطبنا للعمل فيها كثير من الإعلاميين الرياضين المتميزين بوقتها..
ونصيحتي لهم:
ملزم على الإعلامي في كتاباته، بل يجب أن تكون معلومته التي يستقيها ويتم تناقلها، دقيقة وصائبة ومستندة إلى مصدرٍ موثوقٍ به وأكيد إن استندت المعلومة الى المصداقية والأدلة الدامغة، سترتقي بقائلها أو ناشرها وتعزز الثقة به..

كابتن.. لماذا تركت بزّة التدريب مبكّراً وهل كنت ستبدع فيه كما تألقت كلاعبٍ ومن ثمّ إدارياً تقلّد أعلى المناصب دولياً..؟

تركت التدريب بعد أن دخلت عدة دورات تدريبية، تفوّقت بها.. وخلال الفترة القليلة التي درّبت فيها نادي “الطلبة” والتي أحرزنا وقتها بطولة (أم المعارك) وكانت تجمع نخب أندية الدوري العراقي..! وكذلك ساهمت بتأهل نادي الطلبة تحت إشرافي التدريبي إلى نهائي بطولة كأس العراق التي كانت قويّة جداً ثم غادرت مهمة التدريب وذلك لأنّيّ مللت من تواجدي الدائم خلال كل سنيّ عمري التي مضت على أديم ملاعب التدريب و”الاستادات”.. وحاولت تغيير نمط حياتي وعملي إلى الولوج في الجانب الإداري الرياضي ووجدت نفسي بهذا المجال وقادر على العطاء وخدمة رياضة العراق والعالم العربي والآسيوي عبر المقوّمات التي أملكها وتفتّحت تدريجياً، كالنجومية والعلاقات الواسعة والشهادة الأكاديمية واللغة وغيرها من الأمور التي يجب توافرها بمن يخطون هكذا خطوة، لأن العمل في ميادين الإدارة محلياً ودولياً يحتاج للكثير..!

هناك من يسأل ويقول: أدرت اتحاد الكرة لسنوات طوال.. كيف وفّقت بذلك رغم (شحّ المال على الاتحاد في فترتكم) وبالمناسبة كم كانت نسبة المال الحكومي المخصص لاتحادكم من الحكومة حينها وهل نجحت أم لا..؟

أثناء رئاستي لاتحاد كرة القدم التي بدأت في ” ٢٠٠٣”.. كان البلد محتلاً وبحالة انهيار تامٍ ومن بين أنقاض البلد والانفجارات، تمكنّا مع زملائي النهوض بالرياضة.. وبالأخصّ “كرة القدم” كونها رأس الرمح للرياضة العراقية وكانت لا توجد حكومة وإنما “مجلس حكم يترأسه كل شهر شخصية من الاحزاب السياسية” وكان ما (مخصّص) لاتحاد كرة القدم (فقط) “ستمائة ألف دولار” سنوياً ومع ذلك تأهلنا لأولمبياد أثينا ٢٠٠٤ وشاركنا في نهائيات الأولمبياد وحققنا نتائج مشرّفة.. كانت الحصيلة الأبرز فوزنا بالمركز الرابع أولمبياً مما شجعنا لتكملة المشوار وفق رؤيةٍ واضحة وضعناها وتحدٍ وعزيمة كبيرة جعلت المنتخب العراقي يفوز بعدها ببطولة غرب آسيا وحصول المنتخب الأولمبي على الميدالية الفضية للدورة الآسيوية عام ٢٠٠٦ بدورة قطر ومن ثم تتويج المنتخب العراقي بكأس أمم أسيا ٢٠٠٧ وبعد هذا الإنجاز التأريخي الكبير، تم رفع ميزانية الاتحاد المالية ولأوّل مرّة من (600 ألف دولار) إلى (1مليون) دولار سنوياً واستمر ذلك حتى مغادرتي الموقع.. اجتهدنا وتحمّلنا، ثم أننا كنّا نعوّض نقص الدعم المالي للاتحاد، بتوفير منافذ تسويقية تمكننا من سدّ العجز المادي للاتحاد واستمر ذلك إلى أن تمت إستقالتي وإبتعادي عن الاتحاد عام ٢٠١١ وسلمت للاتحاد الذي إستلم من بعدي مبلغ “نصف مليون دولار” وكل هذا موثّق رسمياً والكل يتذكرون مشاركات الكرة العراقية ومسابقاتنا المحلية وكيف استطعنا أن نديرها ونسوّقها.. الحكم على نجاحنا من غيره تركناه للجمهور وأهل الاختصاص ليقولوا كلمة الحق فيه..!

من هو حسين سعيد الإنسان وكيف كنت تقضي وقتك وهل ظلمت العائلة أم لا..؟

من الصعب على الإنسان أن يقيّم نفسه بنفسه، سواء مع عائلته أو ألأصدقاء أو ألأهل والمقربين والمحبين وأترك هذا التقييم للآخرين وهم أدرى “به مني” ولكنني حالياً وخصوصاً بعد تفشي جائحة “كورونا” والذي نسأل الله أن يرفع هذا الوباء وكل بلاء عن البشرية جمعاء بعد أن فقدنا أعزّاء رحمهم الله باصابات الوباء.. وأحمد الله لأني أحرص يومياً على قراءة جزءٍ من القرآن الكريم وأؤدي الصلاة في المساجد، بعد أن تم فتحها للمصلّين وأمارس الرياضة باستمرار، لأنها أسلوب حياة مهم من المتعة وراحة البال، إضافة إلى التواصل مع ألاهل وألأصدقاء والمحبين، سواء بالزيارات أو من خلال الهاتف وكذلك إنجازي لأعمالي اليومية الخاصة لي ولعائلتي..!

من دون رتوش.. القراءة التي لديك لحاضر ومستقبل الكرة العراقية..؟

بالنسبة لواقع كرة القدم العراقية فإنها لا تزال بعيدة جداً عن مفهوم الإحترافية الحقيقي كمثل ما معمول به في دول العالم المتقدمة كروياً لأسباب عديدة منها: نقص الأموال للمؤسسات الرياضية سواء الأندية أو الاتحاد وكذلك عدم وجود التشريعات والقوانين التي تدير الرياضة وفق مفاهيم إحترافية صريحة وعدم وجود رؤيةٍ واضحة للدولة وهي.. ماذا تريد من الرياضة..؟ هل هو الحصول على البطولات والأوسمة وصعود الرياضيين لمنصّات التتويج أو لغرض “فقط” ممارسة الرياضة وإستقطاب الشباب للرياضة، لذلك لا يلمس الرياضيين الدعم الكبير والمحسوس لهم من قبل الحكومة..!

شكراً لكم على هذا للقاء ومن منبركم أرسل تحياتي لكل العراقيين داخل وخارج الوطن وعلى رأسهم جمهور الأنيق “الطلبة” وكل من تربطني بهم علاقات أو لقاءات في أرجاء المعمورة.. شكراً لكم..

نبذة يسيرة من تاريخ حافلٍ ومشرّفٍ..
بدأ حسين مسيرته الكروية من خلال المنتخب العراقي المدرسي، ثم شبّان العراق ومنه إلى الخط الأول للمنتخب 1976الذي خاض معه المباراة الأولى أمام السعودية في الرياض انتهت بهدف لهدف وهو الأول له، فيما عزز تواجده كهدّاف بارز “بالهاتريك” أمضاه دولية الجزائر وحارسه الشهير “سرباح” والذي انتهى به اللقاء..
قاد منتخب العراق المدرسي إلى الفوز بالوسام الذهبي للدورة المدرسية العربية “مصر” عام 1975.
أول أهدافه مع الطلبة “الأنيق” كان في مباراته الثانية له أمام العريق القوة الجوية “الصقور” هدف الفوزباللقاء.
أحرز لقب الهداف في عدة بطولات نذكر منها:
الدوري العراقي 3 مرات مع الطلبة مواسم (1980-1981)..(1982 -1983).. (1985-1986) والأخيرة بصحبة لاعبين آخرين هما الراحل احمد راضي “الرشيد” ورحيم حميد “الجيش”..
هدّاف شباب آسيا لمرتين 1976 و 1977 برصيد 17 هدف في الأولى 7 أهداف والثانية 10أهداف… خرج من الأدوار الأولى سنة 1976 ونال لقبها 1977..
هدّاف دورة الخليج العربي في دورتي 1979 و 1984 برصيد 17 هدف..

صاحب هدف الذهب على الكويت في نهائي دورة الألعاب الآسيوية الهند 1982 وهدّافها..

حقق بطولة مرليون الدولية 1984وحاصداً لقب هدّافها..
الفوز بلقب بطولة العالم العسكرية في الكويت عام 1979.
تأهل لثلاث نهائيات أولمبية في موسكو ولوس انجيلوس وسيئول، أعوام (1980، 1984، 1988)..
إقترن إسمه بتسع حالات – هاتريك – بينها سوبرواحد بمجموع 28 هدفاً..
آخر هدف دولي له، كان أمام قطر في مباراة التعادل 2 – 2 في بغداد وأدّت إلى خروج المنتخب العراقي من تصفيات كأس العالم 1990..
عاد إلى صفوف المنتخب العراقي في دورة الخليج العاشرة في الكويت 1990 والتي انسحب منها العراق أيضاً وكانت آخر مناسبة له ليودع الكرة بعدها.. وداعاً أبكى ملاعب كرة القدم العراقية التي لم تدوّن له أو لكثير من النجوم العراقيين مباراة اعتزال يستذكرونها..!
بعدها توجه نحو العمل الإداري…
ليتبوأ خلاله العديد من المناصب منها: مدير مكتب العلاقات الخارجية في الأولمبية العراقية ونائباً لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وأميناً للسر ونائباً لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية وأمينها العام..
نائب رئيس نادي الطلبة 1985 – 1992
عضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة 1990 – 2003
رئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القـدم 2003 – 2011
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسـيوي لكرة القدم 1996- 1998..
عضو اللجنة الرياضية في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب 2000 – 2003
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الاسـيوي لكرة القدم 2002..
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم 2005 – 2009
النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية 2004 – 2008
رئيس لجنة اللعب النظيف في الاتحاد الاسـيوي لكرة القدم
رئيس لجنة كرة القدم النسوية في الاتحاد العربي لكرة القدم..
وتبقى السيرة فيها الكثير…!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى