الدوحة: خاص/ طلال العامري
تتجه أنظار مشجعي كرة القدم في العالم إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تستضيف الشهر الجاري بطولة كأس العالم للأندية FIFA بعد نجاحها في تنظيم النسخة الماضية من البطولة في 2019، واختتمت بتتويج نادي ليفربول الانجليزي بلقب مونديال الأندية.
وتشهد النسخة السابعة عشرة من مونديال الأندية سبع مباريات في الفترة من 4 – 11 فبراير الجاري، بمشاركة نادي الدحيل، ممثل الدولة المستضيفة، وخمسة من أبطال الاتحادات القارية الستة؛ النادي الأهلي المصري، بطل أفريقيا، وبايرن ميونخ الألماني، بطل أوروبا، وأولسان هيونداي، بطل آسيا، وتيجريس أونال، بطل اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، وبالميراس، بطل أمريكا الجنوبية، بينما أعلن أوكلاند سيتي، ممثل أوقيانوسيا، عدم مشاركته في البطولة بسبب قيود السفر المفروضة في نيوزيلندا والمتعلقة بجائحة كوفيد-19.
ولإلقاء مزيد من الضوء على أهمية البطولة الأعرق على مستوى الأندية في العالم، ودورها في تشكيل مسيرة ألمع نجوم كرة القدم في العالم؛ أجرى موقع (Qatar2022.qa/ar) حوارات مع عدد من ألمع النجوم في عالم الساحرة المستديرة، وسفراء اللجنة العليا للمشاريع والإرث، للحديث عن ذكرياتهم مع البطولة، وما تعنيه المشاركة في مونديال الأندية بالنسبة لهم.
البرازيلي كافو
المشاركة في مونديال الأندية: 2007 مع إيه سي ميلان الإيطالي.. الفوز بالبطولة: 2007..
“أعتقد بأن إحدى أهم بطولات الأندية التي خضتها في حياتي كلاعب مع فريق إيه سي ميلان الإيطالي هي دوري أبطال أوروبا 2007، إذ كان انتزاعنا لقب هذه البطولة القارية بمثابة تذكرة العبور لخوض منافسات بطولة كأس العالم للأندية. وكلاعب كرة قدم، أشعر بفخر شديد لفوزي بمونديال الأندية وإحراز هذا النجاح في سجل مسيرتي الكروية، خاصة وأن الكثير من لاعبي كرة القدم يتطلعون بشغف لنيل لقب هذه البطولة الهامة. تضمنت تشكيلة فريق ميلان في تلك البطولة نُخبة من اللاعبين المميزين منهم كاكا وكلارنس سيدورف وأندريا بيرلو.”
وأشار كافو إلى أن تنافس الفرق الفائزة بدوري الأبطال في قاراتها لانتزاع لقب مونديال الأندية هو بمثابة تتويج للاعبين وتكريم لهم وتقدير لجهودهم التي بذلوها لنيل شرف المنافسة في البطولة الأعرق على مستوى قارات العالم الست.
وعن ذكرياته في بطولة كأس العالم للأندية 2007، قال كافو: “جمعنا نهائي البطولة بخصم شرس هو نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني بطل أمريكا الجنوبية، لكن استعدادنا التام وإيماننا بإمكانيات فريقنا وقوته جعلنا في نهاية المطاف نتربع على عرش البطولة، واستطعنا هز شباك بوكا جونيورز بأربعة أهداف مقابل هدفين.”
وحول رأيه في استعدادات قطر لاستضافة مونديال الأندية للمرة الثانية على التوالي، قال كافو: “سيكون لاعبو الفرق الستة المشاركة في البطولة على موعد مع تجربة لا مثيل لها، إذ أرى استعداد قطر التام للترحيب باللاعبين واستضافة هذه البطولة القارية آخذة بعين الاعتبار كافة التدابير والاحتياطات التي تضمن سلامة الجميع وأمنهم. وأعتبر نفسي محظوظاً كوني سفيراً للجنة العليا للمشاريع والإرث، وأتابع عن كثب مستجدات استضافتها لكافة البطولات الكروية، وحظيت بفرصة زيارة استاد المدينة التعليمية واستاد أحمد بن علي اللذين سيستضيفان منافسات البطولة بعد أيام قليلة. وسيحظى اللاعبون والمشجعون بفرصة الاستمتاع بأجواء مونديال 2022 المرتقبة في هذين الاستادين الرائعين وغيرهما من استادات قطر 2022.”
الكاميروني صامويل إيتو
المشاركة في مونديال الأندية: 2010 مع فريق إنتر ميلان.. الفوز بالبطولة: 2010.. الألقاب الشخصية: الكرة الذهبية 2010..
“حققتُ مع فريق نادي إنتر ميلان الإيطالي فوزاً ساحقاً في نهائي بطولة كأس العالم للأندية عام 2010 أمام فريق تي بي مازيمبي بطل أفريقي، والذي أعتبره أحد أقوى الفرق الأفريقية وأكثرها تميزاً، واستطعنا هز شباك مرمى الخصم بثلاثة أهداف نظيفة وتحقيق الفوز للإنتر ميلان في هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخ النادي. اعترتني آنذاك الكثير من المشاعر المتناقضة خاصة وأني أحمل في قلبي الكثير من الولاء والمحبة للفريق الأفريقي الخصم القادم من القارة التي أنتمي إليها وعازم في الوقت ذاته على هز شباكهم ونيل شرف حمل كأس البطولة. أذكر أنه بعد تتويجنا باللقب، اتجهت إلى غرفة تبديل ملابس لاعبي مازيمبي وشاركتهم فرحتي بالفوز خاصة بعد نيلي شرف الفوز بالكرة الذهبية كأول لاعب أفريقي في تاريخ البطولة.”
ومن موقعه كسفير للجنة العليا للمشاريع والإرث، أشاد إيتو بجاهزية قطر لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية، وأضاف: “سيحظى لاعبو فرق الأندية المشاركة في هذه البطولة بفرصة خوض تجربة فريدة وخلق لحظات سعيدة ستظل محفورة في أذهانهم ليتذكروها لأيام وأعوام قادمة.”
المصري وائل جمعة
المشاركة في مونديال الأندية: مع النادي الأهلي في نُسخ 2005، و2006، و2008، 2012، 2013.. أفضل أداء: المركز الثالث في 2006..
“تكمن أهمية بطولة كأس العالم للأندية التي أعتبرها البطولة الأهم على مستوى أندية قارات العالم في إتاحة الفرصة أمام اللاعبين المشاركين ليكللوا جهودهم خلال الموسم الكروي. وغنيٌّ عن القول بأن الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا ليس هدفاً سهل المنال خاصة في ضوء الصعوبات التي يواجهها اللاعبون وأجهزة الفرق في التنقل من دولة لأخرى لخوض المنافسات. لذا تأتي بطولة كأس العالم للأندية في نهاية الموسم الكروي بمثابة مكافأة تضع اللاعبين أمام تجربة عالمية تجمع أبطال الأندية في القارات الست.”
وعن تجربته في بطولة كأس العالم للأندية، قال جمعة: “أفخر بمشاركتي مع النادي الأهلي في 11 مباراة في 5 نسخ من بطولة كأس العالم للأندية. تزخر هذه التجربة بالكثير من الذكريات السعيدة التي سأظل أحتفظ بها ما حييت.”
وعن مشواره في مونديال الأندية، قال جمعة: “شاركت للمرة الأولى في هذه البطولة في نسخة عام 2005 في اليابان، وأصفها بالتجربة الصعبة لنا، إذ توجب علينا اللعب في أجواء لم نعتد عليها من قبل. وعلى الرغم من حصولنا في تلك البطولة على المركز السادس، إلاّ أننا عدنا إلى ديارنا حاملين معنا الكثير من الدروس والخبرات الإيجابية التي ساعدتنا على إحراز تقدم ملحوظ في نسخة 2006 من البطولة، حيث كنّا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائي البطولة قبل أن ينتهي بنا المطاف في المركز الثالث عقب خوضنا منافسة قوية أمام خصمنا المكسيكي. وما تزال تلك المباراة حاضرة في أذهاننا وقلوب عشاق ومشجعي النادي الأهلي.”
وأشاد جمعة باستعدادات قطر لاستضافة النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس العالم للأندية وقال: “ليس بغريب على قطر استضافة كبرى البطولات العالمية منها مونديال الأندية، خاصة وأن استضافة دولة عربية لهذه البطولة الهامة يُشكل محطة بارزة في تاريخها الرياضي.”
ووصف جمعة مشاركة النادي الأهلي في مونديال الأندية 2020 على أرض عربية بالحدث المميز، وعبّر عن تمنياته بأن يقدم الأهلي أداءً كروياً عالمياً يُرضي عشاق ومشجعي هذا النادي العريق في قطر والعالم.
الإسباني تشافي هيرنانديز
المشاركة في مونديال الأندية: ثلاث مرات مع برشلونة الإسباني 2006، و2009، و2011.. الفوز بالبطولة: 2009 و2011
.. الألقاب الشخصية: الكرة البرونزية 2009 والكرة الفضية في 2011..
تطرّق تشافي للحديث عن ذكرياته كلاعب ومدرب في بطولة كأس العالم للأندية وقال: “تشرفت باللعب ضمن صفوف نادي برشلونة خلال مشاركته في ثلاث نسخ من مونديال الأندية. ونجحنا في الفوز بلقب البطولة مرتين في 2009 و2011. ما زالت أذكر نهائي بطولة 2009 الذي استطاع فيه ميسي إحراز هدف الفوز للفريق بضربة قوية سجلها في مرمى نادي إستوديانتيس الأرجنتيني في الوقت الإضافي للمباراة بعد انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل.
“أما في نسخة 2011؛ فقد استطعنا تسجيل أربعة أهداف نظيفة في شباك سانتوس البرازيلي. وما زلت أحتفظ بالعديد من الذكريات الرائعة من تلك المباراة، ليس بسبب النتيجة الثقيلة أو الهدف الشخصي الذي سجلته، لكن لأننا لعبنا بروح الفريق وقدمنا أداءً قوياً، رغم مواجهتنا لاعبين مميزين أمثال غانسو ونيمار، إلا أن فريقنا ضم لاعبين رائعين استطاعوا انتزاع اللقب عن جدارة واستحقاق بقيادة بيب جوارديولا، لقد كان من الرائع المشاركة في المباراة النهائية، ما زالت هذه الذكريات عالقة في مخيلتي وتغمرني مشاعر السعادة كلما تحدثت عنها.”
أما عن تجربته كمدرب في مونديال الأندية، قال تشافي: “حظيت بشرف تدريب فريق نادي السد الذي نافس بقوة في بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها قطر 2019. لقد قدم الفريق آنذاك أداءً كروياً مميزاً واستطاع تمثيل الكرة القطرية خير تمثيل. وأستطيع القول بأن تلك البطولة أسهمت في إكساب لاعبي نادي السد تجربة قيمة أضافت إلى رصيد خبراتهم للمنافسة في بطولات دولية، بعد أن تمكن السد من الفوز في المباراة الأولى التي جمعتنا مع فريق هينجين سبورت، وقدم أداءً جيداً أمام نادي مونتيري.”
وحول استضافة قطر بطولة كأس العالم للأندية، قال تشافي: “تتطلع قطر من خلال تنظيمها هذه البطولة العالمية على أرضها للمرة الثانية على التوالي إلى تعريف المشجعين في قارات العالم بالتجربة الكروية المبهرة التي تنتظرهم في 2022 عند استضافتها المونديال بعد أقل من عامين.”