مقالات

تسول العقول ام تسول الجيوب

 شيماء الموسوي 

أصبح من غير مستغرب كل فترة وأخرى، أن يتم القبض على عصابة عربية ام عراقية امتهنت مهنة التسول فتجني منها أرباحاً تفوق في بعض الأحيان ما يجنيه الطبيب والمهندس.

وقد أصبح لهذة المهنة أصول وقواعد مبتكرة تكاد عقولنا لا تستوعبها ولا تدرك جديدها 

نعم انضموا معي في افاق مقالي لتعرفوا على دوافعها وخباياها المعقدة 

ظاهرةٌ تصنف من اخطر الظواهر التي تهدد الامن والاستقرار لها ابواب كثيره ولها اوجة متعددة ليست كالمعتاد لطلب المال او الطعام ولاتقتصر على فئة مهمشة بل اصبحت نمطاً مخيفاٌ من انماط السلوك المرضي قديما .

كانت تقتصر ع فئات معدومة اما تعاني من امراض معينة او من ذوي الاحتياجات الاجتماعية الخاصة. فيعبرون عن شعورهم بالتهميش الاجتماعي و يلجئون الى التسول وكانت اعدادهم فردية. 

 

 ولكنها اليوم بدأت تتحول إلى مهنة تضم جميع الفئات العمرية 

ومن الجنسين خاصة (الفتيات). 

وان رصد حالات التسول والتشرد للأحداث (القصّر الذين تقلّ أعمارهم عن السن القانونية) يقع على عاتق وزارة الداخلية، التي بدورها تنسق مع وزارة العمل لغرض إيداعهم في دور المشردين التابعة للوزارة، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عاماً، لغرض إعادة تأهيلهم وتدريبهم للحصول على عمل في حال تم الإفراج عنهم”.

وفي احصائية لسنة 2022من مسؤولين في وزارة الداخلية العراقية بشأن أعداد المتسولين تفيد بأنه يوجد في بغداد أكثر من (140) الف متسول وفي البصرة نحو (100) الف وفي ذي قار أكثر من (100) الف وفي المحافظات الوسطى  النجف- كربلاء- الديوانية- بابل نحو (160 )الف متسول.

اما في محافظات (ديالى- الانبار- صلاح الدين- كركوك- نينوى)، فهناك اكثر من (230) الف متسول. وتُعد هذه الارقام المهولة مؤشر يدق ناقوس الخطر للانحراف الاخلاقي, كون المتسولين هم أكثر عرضة للاستجابة للمغريات المادية بسبب فقرهم أو طمعهم للمال وهنا تسول العقل.

حيث أن معظم المتسولين من المنحرفين واصحاب الاخلاق غير الحميدة. يسهل استدراجهم من قبل العصابات والمنظمات الاجرامية من اجل تجنيدهم للعمل الاجرامي وفي حال تم القبض على العصابات فإنه حتى لو تم ضبط تلك الشبكات المتسولة ومن يديرها وفك ارتباطاتها.

فان هذا لايمنع أن يعمل مجموعة من المتسولين بشكل مستقل، ينتخبون أحد السيناريوهات الملائمة لحالتهم، يتقمصون فيها الدور التمثيلي وينطلقون في سيرك الحياة وهم يغتنمون الضياع العقلي بالربح السهل لكن نسوا وتناسوا ان اهدار كرامة الانسان أمام الناس وان اتخاذ التسول مهنة لجمع المال دليل على ضعف الثقة بالله تعالى الذي ضمن الأرزاق لجميع مخلوقاته وقد حفظ الإسلام ماء وجة الانسان وكرامته. من التعرض للاهانة قال الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم”

واستناداً لما سبق فقد حـرم الإسلام هذه الظاهرة لما لها من آثار سلبية تعود على الأفراد والمجتمعات 

 حملات واسعة واجراءات اعم بحق المتسولين للحد من هذه الظاهرة 

 

 لكن هل تنتهي. الظاهره ام ……………ام انها تحدث نفسها عند توفر الواي فاي ؟؟؟

 

مع ترامي الخيوط الرفيعة للشبكة العنكبوتية وتطور وسائل الاتصالات ارتفعت نسبة مستخدمي هذة المواقع الاجتماعية .

وبدأ العد الجديد لطريقه مستحدثه وهي التسول الإلكتروني التي تُعتبر نسخة إلكترونية عن ظاهرة التسول الكلاسيكي الشائعة .

لكن هذه الطريقة تجعل من يستعطف مجهول الهوية استجداء.  

بطرق باتت معروفة اما عن طريق البريد الالكتروني (الايميل وغيرة )كان ان يكون مريض وبحاجة للعلاج او سرد قصص خيالية مؤثرة او انقذوا الطفلة فلانه او اجمعوا التبرعات لمرضى السرطان او الفشل الكلوي او غيرها وهنا التسول الإلكتروني أضاع المصداقية و قطع سبيل المعروف”

أما العقوبة القانونية للمتسولين 

 المادة 390 فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد على ثلاثة أشهر، كل شخص أتم الثامنة عشر من عمره وكان له مورد مشروع يتعيش منه أو كان يستطيع بعمله الحصول على هذا المورد، وجد متسولا في الطريق العام أو في المحلات العامة أو دخل دون أذن منزلا أو محلا ملحقا به لغرض التسول، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة اذا تصنع المتسول الإصابة بجروح أو عاهة أو استعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الخداع لكسب احسان الجمهور أو كشف عن جرح أو عاهة أو غيرها  في الاستجداء”.

 ان السيطرة على هذا الوباء المستشري يتتطلب اولا وعيا مجتمعيا كبيرا نستطيع من خلاله أن نميز بين المحتاج والمحتال 

وكذلك يتطلب أن تكون رقابة من قبل الأجهزة المختصة على تلك الصفحات التي تروج لقضية التسول. وضرورة تفعيل دور الإيواء للمتسولين لما لها من أهمية كبيرة لإعادة تأهيلهم وتدريبهم للعمل كما لا بد من تظافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص لحل مشكلة البطالة ودعم المشاريع الخاصة التي توفر وظائف للشباب العاطلين عن العمل، فالقضاء على التسول لابد ان يكون عبر تحسين الوضع الاقتصادي العام

قال رسول الله (صلوات ربي عليه وعلى الة ):

 (( من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له )

و قال: «مَن سأل الناس في غير فاقةٍ نَزَلَتْ به أو عيالٍ لا يطيقهم جاء يومَ القيامة بوجهٍ ليس عليه لحَم».

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى