مقالات

رسالة الى الوالي- الرسالة الأولى

فارس الحسناوي- رئيس التحرير 

سيدي الوالي…

أكتب إليكم هذه الكلمات بكل احترام، راجياً أن تجد لديكم سعة صدر لتأمل مضمونها بعيداً عن تأثير المحيطين بكم.

ففي كثير من الأحيان، تكون الخلوة مع الضمير أصدق من ألف مشورة.

سيدي، بما أنكم من الموالين للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلا شك أنكم سمعتم يوماً بتلك الرواية المؤثرة، حين دخل عليه أخوه عقيل وهو خليفة المسلمين، وكان بيت المال بين يديه.

قال له عقيل: “ردائي بالٍ، وأريد رداءً جديداً يليق بي.”

فأجابه الإمام: “انتظر حتى نهاية الشهر، حتى أستلم راتبي، فأعطيك منه لتشتري ما تحتاج.”

فقال عقيل: “أليس بيت المال بين يديك؟ وأنت الحاكم، ولك الحق في التصرف به؟ وأنا أخوك، وهناك مبررات شرعية لإعطائي شيئاً منه.”

فرد الإمام عليه قائلاً: “أيعني هذا أن أذهب إلى السوق فأسرق من أموال المسلمين لأعطيك؟!”

سيدي الوالي…

هل يُحاسَب المقربون منكم – من إخوة وأبناء وغيرهم – بذلك الورع والعدل؟

أم أن بيت المال اليوم يُصرف كيفما يشاؤون، دون رقيب أو محاسبة؟

نحن لا نطلب المستحيل، بل نرجو أن نرى فيكم بصمةً من سيرة ذلك الإمام العظيم، الذي جعل من العدل منهجاً، ومن الأمانة ميثاقاً.

وأن تُجسدوا، من خلال أفعالكم، ما تتحدثون عنه من مبادئ الحسين، وثورة الحسين، وبركات الحسين التي طالما قلتم إنها تسري في دمائكم، وهي – بلا شك – سبب التوفيق الذي رافقكم في توليكم لهذه المسؤولية.

والسلام ختام…

Oplus_131072

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى