مقالات

تحديّات الإنحراف .. مسؤولية من ؟

احمد يحيى الهنداوي

في ظلّ العواصف الإعلاميّة التي تبتدعها أيدٍ خبيثة في العالم للنيل من القيم الإنسانيّة الرفيعة، والمبادئ الدينيّة الجليلة التي شرّعها الله تعالى ، لضمان سعادة الإنسان وعيشه الكريم في حياته الدنيا والآخرة، في ظلّ تنامي التحدّيات الثقافيّة والفكريّة والتربويّة التي تحيط بنا ، تتبادر إلى أذهان البعض تساؤلات عدة: ما هو الدور الذي ينبغي أن أقوم به في ظلّ ما نراه من تضليل وتشويه يستهدف الفطرة الإنسانيّة؟ وهل هو من مسؤوليتي كفرد ؟ أم مسؤولية قادة الدولة وعلماء الدين ؟

في الواقع، إنّ المسؤوليّة في النهضة بالأمّة ومبادئها وفي مواجهة تحدّياتها، إنّما هي مسؤوليّة عامّة تشمل جميع أفراد الأمّة، “كلكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيته” ومن هذا المنطلق يحتّم على كلّ فرد أن يسعى ضمن دائرة حركته واهتماماته وطاقاته ، ولأجل ذلك، فإنّ من مهمّات المرء الأولى أن يصقل روحه وعقله بما يقوّي عوامل صموده بوجه تلك التحدّيات، وإلّا سوف يكون عرضةً للانحراف أو الانجراف، خاصّة وأنّ أصحاب الأفكار المضلّلة والمنحرفة يمتلكون لوبيات الإعلام العالميّ، ما يجعلهم قادرين على التأثير في الكثير من الناس ممّن لا يملكون حصانة فكريّة وثقافيّة. وليس الترويج لفكرة (الجندر) أو فكرة تقبّل التحوّل الجنسي، وحريّة اختيار المرء الجنس الذي يريد ! وغيرها الكثير من محاولات تحريف السلوك العام للأفراد والمجتمعات، إلّا شواهد على حجم الأفكار المنحرفة، التي تسعى جهات عالميّة إلى نشرها وبثّها في أذهان شبابنا وأبنائنا.

إزاء ذلك، تتّجه المسؤوليّة نحو كلّ فرد كي يوسّع دائرة اهتمامه ليشمل أسرته وأبناء بيئته ، وإنّ لتحصين النفس والأسرة والمجتمع سبلاً عديدة، تبدأ بالتعرّف على مبادئ الإسلام من مصادرها الأصيلة، وبالتمسّك بالجانب العباديّ وإحياء شعائر الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأيضاً من خلال الابتعاد عن بؤر الفساد، كتلك القنوات التلفزيونيّة التي تبثّ السموم عبر برامجها، وصفحات التواصل الاجتماعي المشبوهة ، والابتعاد عن المؤسّسات التعليميّة التي لا تراعي حرمةً للدين والتي تعتمد مناهج تربويّة تتنافى مع روح الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى