جليل عامر / وكالة الرأي العام
في أتم الأستعداد أستيقظو وعلى نور الشمس صب الحنين في قلوبهم فأتجهو راكضين لمحلات صنع الحلوى من أجل شراء الكيك ، تعزف الشوارع لحنها المعتاد لكن لهذا اليوم سمفونية خاصة تُعزف يوم واحد بالسنة فقط لينقل لنا ربيع العلاقة وريعانها بين الأبناء والأم حيث تتناثر باقات الورد المزوق وتزدحم وتكتظ الأماكن المتخصصة بالهدايا في هذا اليوم المطرز بأغنية فايزة احمد ( ست الحبايب ) لكن هذا الواقع الذي نراه مصور عبر مواقع التواصل الأجتماعي هل هو صحيح ام وراء هذا اليوم طامة كبرى لا تصدق ؟
لا نشمل الكل لكن جزء كبير اليوم يصورون اكاذيبهم لغرض الرياء المعلن عبر واقعهم الأفتراضي فهل سيستمر هذا الود المعلن ام هو مفترض يخلو من المشاعر والأحاسيس والعواطف الصادقة الكثير من النقاد سوف يوجهون سهامهم لكني أكتب عن مرحلة من العمر حينما تبلغ الأم مرحلة الشيخوخة ويستلزم علينا الأحتواء التام والرعاية الواجبة هل سنوفي الجزء القليل لبر تلك المرأة التي افنت حياتها مضحية لأجلنا ام تكون النتيجة أسرها بأصعب محطات العمر والتخلي عنها بحجة ظروف الحياة الشاقة ؟
من خلال مشاهدة لأحد القنوات الفضائية ، فأخترت توقيت ربما يكون مناسب لأيصال رسالة في هذا اليوم لكي نرى مأساة الأمهات في مكان مجرد النظر اليه ستلوحك غصةًُ وألمُ وحسرة هكذا وصفها الزميل في كربلاء حيدر هادي في تقرير لهُ فهل هذا جزاء الأحسان ان يكون مستقر الأم هو دار المسنين ، كانت للأعين حديث اخر في هذا الدار الذي يلبد فيه كل من امتلئت خيباتهُ من قبل أبنائه الذين سمحت لهم الفرصة عن طريق تلك الدور المرخصة من الدولة ان يتجهو لعقوق الوالدين وجفائهم ، أحد موظفي الدار يتحدث عن مشكلة أزلية الا وهي انقطاع العلاقة التامة بين المسنين وأبنائهم وقال ” من يجيبة للدار يكول شوكت ما احتاجيتو شي خابروني ومن نتصل عليه مايجاوب ” ليس هنا الطامة الكبرى بل عند ما يتوافها الأجل يقول لهم الأبناء “أنتو دفنوهم”
في الختام لا تحتاج الأم الى يوم لعيدها فكل يوم نصحى على صوتها ورؤيتها هذا هو العيد لكن تحتاج الأم ان يكونو أبنائها هم الملاذ الامن لها في مرحلة ما من العمر ليس تلك الدور وتحتاج أيضًا النهوض من الدولة النائمة لتعديل بعض القوانين بشدة وصرامة حول هذهِ الأماكن وأن تعتبرها جريمة ويحاسب عليها القانون بأشد العقوبات لمن انعدمت مروءتهم امام ابائهم وأمهاتهم .