أحمد حسين ال جبر
كيف لو كان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا بيننا هذه الأيام ؟ كيف سيكون الحال وماذا سنقول له ونحن قد بعدنا عن رسالته التي تحمل من أجلها من الألم والمعاناة وتكالب المشركين عليه الكثير وفقد الاحبة حتى وصلت رسالته مشارق الأرض ومغاربها ، وأسس أمة أراد منها الله سبحانه وتعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس ، لكن مع الأسف الشديد هذه الأمة انقلبت على عقبيها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا ، كما جاء في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ .
صدق الله العلي العظيم
اليوم نرى العجب العجاب في المجتمعات ، فكل المحرمات والكبائر مباحة في الواقع بعد أن كنا نقرأ عنها في الكتب ونسمع عنها بالمحاضرات الدينية وندرس عنها وعن عاقبتها في المناهج الدراسية وينهانا أهلنا عنها في تربيتهم لنا ، حيث إنا كنا حينما نرى أحدها ننفر منها كثيرا ويستفزنا مرتكبها ، ونسارع في ردها أو أن ننهى عنها بكل مالدينا من وسائل متاحة ، لكن مع الأسف الشديد هذه الأيام نراها ولاينتهى عنها واستغلت من الكثير لغياب الرادع وضعف الدولة واجراءاتها التي تتخذها للحد منها ،
حيث نرى الباطل حق والحق باطل ، والحق لايعمل فيه ، وينهون عن المعروف ويامرون بالباطل ، ويتنابزون بالالقاب وتسود الغيبة والنميمة ، القتل مباح حتى على الشبهه ، والخطف والاكراه والتشدد والانحراف والتطرف والربا والزنى والجهل في كل شيء حتى أصبحنا أمة مستهلكة غير منتجة لايهتم لامرنا احد أن غبنا أو حضرنا لم نقدم للعالم اي شيء ، يحكمنا عملاء خونة جبناء فرقوا الأمة وسادوا تطبيقا لنظرية (فرق تسد) مع الأسف الشديد واقع حال مؤلم جداً ، لانبحث ولانسال بل نعتمد على مايغذينا وتغذينا به المؤسسات الدينية التي غلب عليها تحقيق مصلحة الحاكم خوفا من بطشه وسلطته لذا غاب العدل والإنصاف وساد الظلم والاضطهاد بين الناس ، كيف وان فسدت كل الطبقات والسلطات كثر الظالمين ونحن شتات مقسمين بين هذا الظالم وذلك ، ماذا سنقول والقرآن يخاطبنا بلسان عربي فصيح ، يا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا ، ترى كيف سيكون الختام ونحن موعودون بالثواب والعقاب في النار والجنة ، كيف والأغلبية تصد عن سبيل الله والاقلية تحاول لكن لاقوة لها ولاحول في مجابهة هذا الانحراف والهجمة الممنهجة على ديننا ، حتى أصبحنا مضحكة في أنظار الآخرين ومنحناهم الفرصة في ان يقوموا بالاساءة العلنية لديننا ونبينا محمد الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا ، واصبحنا مصداق لما جاء في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا في القرآن الكريم الآيات الثلاثة الأولى منها .
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (٢) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (٣)
صدق الله العلي العظيم
أما آن الأوان لصحوة من حالة الشقاق والنفاق والتشظي والانشطار في الآراء والفكر وتسيد الانحراف والتشدد والأنقسام ام اننا سننتظر زلازال يهز العروش والقلوب لنكون خير أمة أخرجت للناس أما آن الأوان أن نصنع للمستقبل حضارة نحن اسيادها ولدينا المقومات لها وقد منحنا الله مالاتملكه بقية الأمم أما آن الأوان أن تسود الأخلاق والإنسانية والسلام أرأضينا يتوقف القتل والتشريد انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم إلى الله المشتكى وإليك يارسول الله من حال أمتنا في هذا الزمان العجيب الذي نعيش فيه .