مقالات

 الإمارات تشهر زواج المسيار مع نتانياهو

سعد رزاق توفيق

 

من بعد الإمارات … الأمر حقا مثير للجدل والعجب كل العجب منكم أيها العرب فماذا جرى وما الذي يحدث ؛؛ من يتذكر معي زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 ؛ وقتها قامت الدنيا ولم تقعد لان السادات أدرك بأنه مهما فعل لن يستطيع استعادة مافقده من أرض في حرب حزيران 67 لا لقوة الجيش الإسرائيلي بل أنه بذلك يقاتل أمريكا وحلف الناتو بأكمله ؛ حتى حرب 73 الذي تعدها مصر نصرا مبينا لم تحقق بها اي انتصار على الأرض بالمعنى التعبوي والاستراتيجي سوى استعادة الضفة الشرقية لقناة السويس دون شبه جزيرة سيناء التي لم تعد لمصر بالحرب وإنما عادت باتفاقية سلام بين السادات ومناحيم بيجن تحت مظلة أمريكية وهذه هي الحقيقة شأنا ام ابينا . فأصبح وقتها السادات بطل الحرب والسلام وحاز على جائزة نوبل للسلام . والحقيقة أن معظم الدول العربية كانت ترغب بهذا الأمر لكنها تنتظر الفرصة لتبرر هذا الفعل . لكن الأمر عندما يتعلق بمخطط أمريكي يعزز من حظوظ الرئيس ترامب في ولاية ثانية فإن الدول العربية تكون جاهزة لأي أمر امريكي للتطبيع مع إسرائيل مثل البحرين والسعودية وقطر وعمان ودول أخرى مدت يدها بالخفاء نحو تل أبيب . لكن لماذا الإمارات ؟ ان ترامب يعلم جيدا أنه لن يحظى بولاية ثانية مالم يحسن صورته أمام المجتمع الامريكي ؛ فقد تسبب ترامب في خسارة ثقة الاوربيين والتي باتت تهدد بالاعتراف بدولة فلسطين بحدود 67 ؛ كذلك فشله في إقناع كوريا الشماليه بالتخلي عن برنامجها النووي لحكمة رئيسها الصلب وكذلك لم تجد إدارة ترامب اي خضوع من إيران بعد إلغاء الاتفاق النووي في عهد الرئيس أوباما ؛ فلم يجد إلا عرب الخليج الجاهزون دوما لأي حل ينقذ الإدارة الأمريكية ومشاكل أمريكا التي لا تعد ؛ فكانت بإعلان التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي طالما كان جاهزا والحجة جاهزة بأن الإمارات حريصة على وحدة فلسطين وأنها بذلك اوقفت التمدد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ؛ غريب هذا الامر فالغبي هو من يثق باليهود . وبهذا النصر يستطيع أن ينظم ترامب إلى كارتر وكلنتون اللذان شهدا توقيع اتفاقيات سلام الأول مع مصر والثاني مع ياسر عرفات .وهكذا أرضى ترامب اللوبي الصهيوني القوي والمسيطر على القرار في أمريكا والأمر المحير لماذا سبقت الإمارات البحرين العارفة المتجاهلة والجاهزة بملابس العرس لإعلان الزواج وكفى مسيارا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى