تقارير وتحقيقات

ايادي الخير تنطلق من كربلاء الحسين (ع) ‎

 

احمد عاصم

 

‎من صفات المؤمن ان يحب لأخيه ما يحبه لنفسه وهذا ما يميزنا نحن كعراقيين عن غيرنا اذ لا يخفى على احد غيرتنا و شهامتنا وحبنا لبعضنا البعض في الشدائد و المحن واخص بالذكر ابناء مدينتي كربلاء الحبيبة التي كانت سباقة دائماً لتقديم الدروس و العبر ابتداءاً من قضية سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) مروراً بمحبيه و السائرين على نهجه ولنا اليوم مثال على ذلك بمجموعة تكونت من اشخاص نذروا انفسهم لخدمة المحتاجين من اخوتهم رغم قلة عدد الداعمين الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة في اول الامر ولتنمو هذه المجموعة الصغيرة من الداعمين لتكون نواة لمؤسسة خيرية حملت اسم ( مركز الامام الحسين ع الخيري) اخذت على عاتقها مساعدة المتعففين و المحتاجين في كربلاء و باقي محافظاتنا الحبيبة . ‎اذ بدأ مشوارها بتقديم الدروس التعليمية وبأسعار رمزية جداً واستثناء اولاد الشهداء و الحشد الشعبي و الفقراء من هذه الرسوم الرمزية في العطلة الصيفية على مدار الـ 10 سنوات المنصرمة وذلك لأعداد جيل واعٍ من شأنه تحمل المسؤولية ، بالاضافة لكونها من اول الملبين لأي طارئ قد يحصل لنشر عطائها الخيري .

‎و كانت مستمرة بتقديم يد العون لذوي الدخل المحدود و الاسر المتعففة بتجهيزهم بالاجهزة المنزلية اللازمة و السلات الغذائية التي يتم توزيعها في وقت متأخر من الليل لتكون هذه العوائل بمنأى عن الاحراج للحفاظ على ثواب العمل . ‎وكان هذا العمل الدؤوب مشتركاً بين المؤسسة و طلابها الذين اتسموا بصفات اساتذتهم بالشعور بغيرهم و تقديم يد العون لهم . ‎وكانت جائحة كورونا بمثابة التحدي الاكبر للمؤسسة من خلال العمل الدؤوب الذي تواصل لحد الآن وذلك بتقديم المساعدة اللازمة للمصابين بهذا المرض من مسلتزمات طبية بأشراف كادر طبي ضمن فريقهم .

‎اما فكرة تشكيل فريق (حملة قطيع الكفين ع) فقد نشأت بمبادرة من السيدين مازن الوزني و غسان الخفاجي بالتعاون مع مدينة الامام الحسن (ع) ممثلة بمديرها المجاهد هشام العميدي نتيجة لمكالمة من احد المصابين بعد منتصف الليل يطلب فيها المساعدة بتوفير قنينة أُوكسجين لحاجته الماسه لها وفعلاً تم تأمين ذلك ولتكن هذه المبادرة انطلاق نشاط هذه الفريق الخيري ليقدم خدماته بالتعاون مع المشتركة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة على مساحة كبيرة من المحافظة والذين اخذوا على عاتقهم مهمة توفير وايصال قناني الأوكسجين مع ملحقاتها و جهاز الاعطاء و الاوكس ميتر و قناع الوجه رغم ارتفاع اسعاره لأسعاف من لا يستطيعوا شراء هذا الجهاز وكانت البداية توزيع خمس قناني أوكسجين بسعة 10 لتر الى 120 قنينة كانت السبب في نجاة اكثر من 300 مصاب تم تثبيت معلوماتهم من قبل الفريق في مختلف مناطق كربلاء مثل الهندية و عين التمر و توسعت لتلبي نداء الاستغاثة في بقية المحافظات عبر نشر الارقام في صفحات الفيس بوك و عبر اذاعة الروضة الحسينية ولتصل المساعدات محافظة كركوك و الحلة واطراف مدينة الديوانية التي تبعد عن مركز المدينة 40 كيلو متر . ‎و اصعب ما كان قد واجهه الفريق توفير احدى المستلزمات الضرورية لعمل جهاز الاوكسجين الا وهو جهاز الاعطاء لندرة توفره لكن بأشارة لاحد تلاميذ المؤسسة بأن هنالك عدة اجهزة في مدينة الامام الحسين (ع) الطبية شبه تالفة و بعد التنسيق مع مدير المستشفى الدكتور صباح الحسيني من خلال احد الاطباء تمكنا من استغلال هذه الاجهزة لعمل الخير عن طريق اصلاح 120 جهاز بنوعيه الضغط العالي و الواطئ من اصل 199 جهاز واعادتها للعمل من خلال استغلال قطع بقية الاجهزة . ‎وفي كلمة اخيرة للاستاذ غسان يوضح من خلالها انهم مستمرون في تقديم اعمالهم الخيرية سواء في الوقت الراهن وحتى بعد انتهاء هذه الازمة بأذن الله ، مشيراً الى ان مثل هذه الازمات تبين معدن الانسان و حسن نيته عبر الشعور بأخيه المحتاج و نزع رداء الانانية من خلال العمل الخالص لله تعالى مستشهداً بالقول المأثور :- ” اعمل بصمت و دع عملك يتكلم ” . ‎كما نود ان نتقدم بشكرنا و امتنانا لأسرة وكالة انباء الرأي العام العراقي ورئيس تحريرها والشكر موصول ايضاً للسيد (حسن عداي) مدير التحرير و لكاتب الموضوع الإعلامي أحمد عاصم على هذه المبادرة في دعم و تشجيع الاعمال الخيرية . ‎ونحن نودع هذه الكوكبة الرائعة من صناع الحياة من ابناء مدينة الحسين ع ، حق لنا ان نفخر بما قدموه من عطاء كبير أشعرنا ان الدنيا لازالت بخير ، ولو خليت قلبت .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى