مقالات

يوم النصر: التتويج بدماء الأبطال وإرادة الحياة التي لا تُقهر

منار قاسم 

هنيئاً لكم يوم النصر يوم تحققت فيه الإرادة وانتصرت إرادة الحياة.

إن يوم النصر ليس مجرد تاريخ يُضاف إلى سجل الأيام بل هو محطة فارقة في مسيرة الوطن وتجلٍ عظيم لقوة العزيمة وصدق الانتماء. 

إنه اليوم الذي استطاعت فيه إرادة الشعب أن تسمو فوق التحديات وأن تثبت للعالم أجمع أن الحق قادر على أن ينتصر مهما بلغت شراسة الظلام.

يومٌ تكللت فيه المسيرة الشاقة بتاج الفخر وأعادت أياديكم الكريمة رسم حدود الأمان.

لقد كانت المسيرة شاقة ومحفوفة بالمخاطر، لكن الإيمان بقضية الوطن وعمق التضحيات التي قُدمت جعلت من هذا العبء الثقيل تاجاً من الفخر يزين جبين الأمة. 

فبفضل السواعد الباسلة والقلوب المؤمنة، أُعيد رسم خارطة الأمان وفي هذا اليوم، لا يسعنا إلا أن نستذكر أرواحاً طاهرة كروح البطل الأسطوري “شيخ القناصين” أبي تحسين الصالحي الذي جَسَّد بحياته ومماته عهد الفداء وكان استشهاده دليلاً ساطعاً على الثمن الغالي لكرامة هذا الوطن.

لقد صنعتم المجد بصدقكم وحفظتم العهد ببأسكم فكان النصر حليفاً، والأمان درباً.

المجد الحقيقي لا يُشترى بالمال ولا يُورث بالجاه بل يُصنع بصدق النوايا وإخلاص العمل. 

إن هذا النصر لم يكن مجرد صدفة بل هو ثمرة لعهد أوفى به الأبطال بدمائهم وبأسهم الذي لا يلين أمام المعتدي. 

فكانت النتيجة الطبيعية هي النصر المؤزر الذي جعل من الأمان ليس مجرد حلم بل درباً نسير عليه بثقة نحو المستقبل.

فلتتواتر هذه الذكرى العطرة في قلوب الأجيال ولتكن منارتكم شاهداً على أن الحق قادر وأن التضحيات لا تضيع عند الله ولا عند الوطن.

يجب أن يظل يوم النصر منارة تضيء للأجيال القادمة تُعلمهم معنى التضحية وغلاوة التراب وقدسية الوحدة. 

هذه الذكرى يجب أن تُروى كقصة عزيمة ليتعلم الجميع أن ثمن الحرية غالٍ وأن دماء الشهداء هي الوقود الذي يبقي شعلة الوطن مضاءة. 

إن التضحيات التي قُدمت كتضحية أبي تحسين الصالحي وكل رفاقه هي وديعة مقدسة محفوظة في سجل العلياء ومحفورة في ذاكرة الوطن الخالدة.

دام النصر رايةً خفاقةً والأرض مباركة بخطاكم

وَلِلَّهِ الحَمْدُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى