سعد رزاق الأعرجي
ان الانفتاح السعودي على كل الصعد، والمخطط له سلفا لم يأت من فراغ، إذ حمل في جعبته العديد من الأهداف التي جاءت بالنتائج الإيجابية وحسب مامرسوم لها. فسياسيا مدت يد الصلح لهذا وقدمت تنازلات لذاك وأنهت حربا لاطائل منها في بلد فقير. أما من حيث حقوق الانسان فقد تغير وجه المملكة مؤخرا وبدأت رسائل الرضا والمديح تنهال تباعا ومن مختلف المنظمات الدولية سواء أكان حقيقيا ام لا، حيث بدأت السيدة السعودية تقود سيارتها بكل حرية في شوارع المملكة، وبدأت النساء السعوديات يرتادن ملاعب كرة القدم فتسلط عليهن الكاميرات دقائق في إشارة للحرية الشخصية في البلد وتطبيق مبدأ المساواة الذي يتمتع به الشعب السعودي، وكذلك اجتماعيا عندما سمحت السلطات السعودية لرفيقة المحترف البرتغالي (رونالدو) بدخول اراضيها حيث بوبت المسألة ب (ما ملكت أيمانكم).
اما على الصعيد الرياضي وهو الأهم، فقد شهد الدوري السعودي تسابق حثيث للأندية الجماهيرية لاستقطاب صفوة محترفي العالم بكرة القدم، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا بهذا التوقيت بدأ التنافس بين الأندية بالتلويح لمحترفي الكرة البارزين،، ولماذا لم يكن قبل عامين مثلا .
إذا فالنوايا واضحة ولعل من أهم المنافذ واوسعها انتشارا هي لعبة كرة القدم والذي من خلالها تستطيع اي دولة ان تحقق مكاسب مادية وسياسية، وما هؤلاء المحترفين الا سفراء ومروجي لأي بطولة عالمية.
أن دوري (روشن) الذي سينطلق بعد أيام، بمجرد تواجد نجوم العالم فيه أمثال رونالدو وكريم بن زيما وساديو مانى و بروزوفيتش وكوليبالي واخرون… أعلنت عدة محطات تلفزيونية عالمية تعاقدها مع السعودية لنقل وقائع واحداث الدوري السعودي للمحترفين، حيث من المتوقع له ان يصبح خامس أقوى دوري في العالم،، على رأي المحللين الرياضيين،، وهذا بحد ذاته مكسب مادي ومعنوي.
أن بطولة كأس الملك سلمان، نظمت لتكون (اعلامية) صرفة بالدرجة الأولى وتعريفية بالاندية السعودية التي طالما ظلت معروفة على النطاق العربي، وعند مشاهدة احداث البطولة أدرك الجميع أن الهدف الأساس هو تنظيم كأس العالم وليس من المستبعد ان نرى كأس العالم عام 2030 في الخليج مرة أخرى ولكن على الأراضي السعودية.
في بطولة كأس الملك سلمان، شاركت أربعة أندية سعودية وكان، وحسب ما مخطط له ان يتواجد فريقان منهما في النهائي، والأمر محسوم مهما بلغ الثمن، فلم يكن بالحسبان ان يتواجد نادي عراقي عريق ممثلا بالشرطة في المربع الذهبي،، لقد أحرج نادي الشرطة فريق النصر السعودي بكل محترفيه، وما ضربة الجزاء الا مجاملة من ال( var) الخروج هذا النادي من الاحراج،، اذا فالبطولة مفصلة على مقاس الأندية السعودية ولاعزاء لبقية الأندية ، فتحية لنادينا العريق.