مقالات

دواء للفأر والصراصر والبعوض والنمل

 

كتب/ أحمد حسين ال جبر

يحل علينا موسم الحر ويجذب معه كثيرا من الحشرات الضارة والنافعة وتخرج علينا القوارض والافاعي من جحورها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها ال((50)) درجة وهذا عندما تتحدث به مع كثير من الأصدقاء في دول أوربا وغيرها يستغربون ذلك كونهم يعيشون درجات حرارة معتدلة حسب البيئة التي يعيشون فيها اضافة الى السعي الجاد من قبل الدولة وكثير من المنظمات الإنسانية والصحية سواء كانت منظمات مجتمع مدني أو منظمات رسمية في العمل لتخفيف مستويات التصحر والتغير المناخي ، طبعا أواجه هذا بالضحك كثيرا واخبرهم اننا في عز درجات الحرارة نحتسي الشاي والقهوة ونمارس حياتنا طبيعيا بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المستمر وخصوصا في مثل هذا الموسم بالذات والذي يطلقون عليه أهلنا (( انها ايام طباخات التمر)) ، وتكثر تصريحات مسؤولي الحكومة عن استيراد الكهرباء وانقطاع التيار الناقل من إيران والربط الخليجي والربط الخماسي ولا اعرف هل المقصود به خماسي كرة القدم ام لا ، ولايوجد حل واصبحنا نستعد لهذه الايام وهذا الموسم كوننا مللنا الوعود والكلام الذي لايغني ولايسمن ولم يعد ينفع معهم مظاهرات ولا مقالات وامتعاضات ولا انتفاضات ولا حتى حفاظات .
وهذه الحال تذكرني بحادثة مع صديق حيث مر من قربه بائع يشدوا بصوته دواء للفار والصراصر والبعوض والنمل يتجول بالسوق اقترب منه صديقي واشترى منه وذهب للبيت وعندما استخدم الدواء ازداد عدد الفئران في بيته والصراصر والبعوض والنمل غضب غضبا شديدا خرج من البيت وذهب للسوق يبحث عن هذا البائع المتجول حتى عثر عليه
عاتبه وقال له : إن دوائك فاسد
أجابه البائع : أيها الأخ هل سمعتي أنادي ببيع السم للفئران والصراصر والبعوض والنمل أم اني ابيع الدواء لهم
أجاب صديقي : لا انت قلت الدواء
أجاب البائع : وهو كذلك دواء لهم وليس سم ..
وهذا حالنا منذ سنوات ونحن نخرج بمظاهرات نطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين لكنهم يتزايدون قباحة وعلانية بالفساد والإصلاح غائب عن الوعي .. ما أكثر وجعي والمي ومرضي ولن أجد الدواء .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى