مقالات

شرطة المرور.. وأصحاب الدراجات .. من الجاني ومن المجني عليه ؟؟

 

سعد رزاق الأعرجي

ماهو سر ملاحقة رجال المرور لسائقي الدراجات،،؟ قد يتصور البعض وأغلبهم من الشباب ان ثمة عداوة يكنها أفراد شرطة المرور لهذه الشريحة الكبيرة من أبناءنا، وأن هناك شيء من الحقد يحمله هذا المنتسب الذي تراه دوما يقف في كل مكان تتواجد فيه المركبات حتى أصبحت هناك فجوة كبيرة بين الاثنين، هذا الشعور يغذيه بعض المنافقين من خلال حملات فوضوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة العواطف والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد ومع كل حملة تقوم بها مديرية المرور لتطبيق النظام وفرض ارادة القانون، تعج هذه المواقع المأجورة بحملات خارجة عن الأخلاق بالسب والشتم والاتهام الباطل وإيقاض الفتنة والتحريض وزرع البغض في نفس الإنسان البسيط تجاه اخوه رجل المرور وتجعله عدوا مفترضًا .
فمن هو رجل المرور؟ هو ابني وابنك، اخي واخوك ابن عمي وابن قبيلتي ان لم يكن صهري،، وهذا الرجل موظف لدى الدولة يقوم بواجبه ويطبق القانون والتعليمات التي توجه له وما هو بعدو،، انك تحتاجه في كل شيء فهو المرابط في الساحات والشوارع لايغادرها مادام هناك مركبات تسير، وهو انسان سوي وله اخلاق وعشيرة.
لو تحدثنا عن الوضع العام، الا نرى ان الوضع بحاجة إلى إصلاح ؟؟ فهناك مواطن كثيرة تحتاج للإصلاح، ونحن نعلم ذلك جيدا ومن هذه الأمور مسألة تزايد الاستيراد العشوائي للدراجات دون وضع قانون لتنظيم دخولها للبلد فأصبحت تشكل عقبة كبيرة للدولة.
أن الدراجات في معظم بلاد العالم لاتشكل اي عقبة للدولة او لرجال المرور، لأن هذه الدراجات تخضع لنظام وقانون لاستيرادها وان السلطة هناك تمارس دورا رقابيا شديدا على جميع المركبات وتنظم حركة سيرها ويكون النظام والقانون سيد الموقف وتعامل هذه الدراجات معاملة اي مركبة ولا احد يتجرأ ان يخالف القوانين لان العقوبة قاسية جدا، قد تصل لحد الحبس وحجز المركبة ويسجل بحقه قيدا جنائيا.
للأسف فإن هذه القوانين وهذه العقوبات غير مفعلة في بلد الحضارات، البلد الذي علم العالم الكتابة وصاحب اول مسلة للحقوق.
اثيرت قبل فترة قصيرة مسألة ملاحقة رجال المرور للدراجات وحجزها في مدينة كربلاء المقدسة وحصل ماحصل، وركب بعض المنافقين الموجة واثاروا الرأي العام بموضوع ان الدولة تحارب هذه الشريحة،، أن الموضوع برمته لايتحمله رجال المرور وإنما هم رجال ينفذون القانون.
اليوم أضع أمامكم أمورًا عدة وادعوا الجميع أن يحكم فيها، هل ان أصحاب الدراجات (وهم أبناءنا واخواننا) منزهون أمام الجميع وهل هم ملتزمون بقواعد السير الآمن في الشوارع وهل يتمتع بعضهم بالأخلاق الحميدة التي يجب مراعاتها فالشارع للجميع وليس حكرا عليهم، وأن معظم هؤلاء الشباب لايراعون حق الله في الناس وان اغلبهم لايلتزمون بالإشارة الضوئية وهل تعلمون ان أعلى نسبة للحوادث يكون أحد أطرافها سائق دراجة ؟!! فمعظم هؤلاء هم دون سن الثامنة عشره لايفقهون شيئا من الحياة. وان جميع الدراجات غير مسجلة في دوائر المرور وهذه بحد ذاتها مخالفة كبيرة.

أن رجال المرور أخوة لكم لا أعداء فالسائق الملتزم في قيادة سيارته ودراجته هو صديق لرجل المرور تحياتي للجميع بالسلامة .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى