بقلم: خالد الناهي
المقاييس اختلت، فصار ابن الشهيد يقضي أغلب وقته يراجع دوائر الدولة لعله يحصل على حقوق والده الشهيد، او في البحث عن لقمة العيش.. وابن الإرهابي يجلس في مخيمات محمية من خارجها من الدولة، ويدار داخلها من قبل داعش!
ابن الشهيد يعود إلى داره وقد أتعبته مصاعب الحياة، وليس لديه متسع من الوقت ليقرأ ويطلع على ما يدور من حوله، وابن الداعشي توفر له الدولة الطعام والمأوى، ولديه الوقت الكافي، ليتغذى الفكر الذي سار عليه والده.
إن كان سجن بوكا أنجب لنا عشرات القتلة والإرهابيين، فماذا ستنتج لنا مخيمات داعش؟!
الأنباء تتحدث عن تغذية فكرية متطرفة لذوي قتلى داعش، والمخيمات أصبحت مكانا آمنا لنشر هذا الفكر وتثبيته، يقابل ذلك لا مبالاة من الدولة ومؤسساتها المعنية بالأمر، بل أصبحت المخيمات تدار من قبل منظمات غير معروفة” تحت عنوان منظمات مجتمع مدني”!
تحدث النائب السابق مشعان الجبوري عن مباراة أقيمت بين الشرطة المكلفة بحماية المخيم، وشباب المخيم، كان شباب المخيم كلما سجلوا هدفا، اخذوا يكبرون ويهللون، كما كان يفعل داعش.. فتصور!
المخيمات تقيمها الدول لإعادة التأهيل، وتوجيه أفكار من في المخيم توجيها ينسجم ومتبنيات الدولة، أما تركها بهذه الكيفية، حيث يقتصر واجب الدولة فقط على توفير الطعام والمسكن، وكأنها تدير مواقع للتسمين فقط. فهذا ينذر بخطر كبير.
داعش لم تخرج من العراق، إلا بنهر من الدماء الطاهرة، من واجب الدولة أن تقدر هذه التضحية، ولا تجعل هذه الدماء رخيصة، فمن واجب الدولة أن تستأصل هذا الفكر من جذوره، وتحاربه أينما وجد، ودون رأفة.
لنحذر مخيمات أولاد داعش لأنها تمثل خطرا كبيرا، ولا نجعل منها محميات لهم، يتكاثرون فيها ويكبرون، لكي ينغصوا علينا حياتنا مرة أخرى متى ما توفرت لهم فرصة لذلك.