كتب/ طلال العامري
اعتدنا رؤية ما يتم بناءه على عجلٍ أو صعوده بسرعة غير (معقولة) أو مخطط لها بتأنٍ أن يتهدم تلقائياً أو حال الاتكاء عليه لأنه بنيّ كالقصر من ألـ(رمال) أو يهوى بسرعة الصاروخ بعد تفكك ما يحميه بفعل دخوله أو خروجه من (الغلاف الجوي) أو ارتطامه بشيء لم يكن يعلم به وكان السقوط أسرع..!
هذا ينطبق على جميع من يعملون في أي سلك حكومي.. وظيفي.. رياضي.. صاحب أو مشتري أو متآمر على (كرسي) لأن (الثقة) نقصد البناء يحتاج أشخاص عاملة طاهرة اليد لتعمل وتعلّي البنيان المنشود، لأنها تعلم بكونها لاحقاً من تجني من خلفه الفائدة الشرعية وإن لم تستطع فسيكون للأجيال القادمة هذا إن كان هناك من يفكّر بهم أصلاً..!
وكي لا نتشعّب ونغوص في حيثيات قضايا كثيرة وساعتها يصنّفنا (البعض) في صف (سين أو صاد) .. ها نحن نختصر ما نريد قوله بهذه الحكاية المأخوذة عن المجتمع المصري الشقيق وباتت مثل يضرب ويعتد به وهو.. (يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار)..
حيث يطلق المثل عند خيبة الأمل بعد الفرح الشديد المؤقت قصير المدة..
قالوا وقطعاً العهدة على من قالوا: أن إمرأة فقيرة اشتهت قرطاَ من الذهب تزيّن به أذنيها، خاصة وأنها كانت (طويلة العنق) فأرادت لفت الأنظار لجماله (عنقها).. فأخذت تدّخر القرش (عملة مصرية) على القرش و(الدينار) عملة (عراقية) على أخيه.. تحرم نفسها وأبناءها من كل ملذات الحياة، حتى جمعت المبلغ المطلوب..
ذهبت المرأة الى السوق واشترت القرط (تراجي) باللهجة العراقية وعادت به إلى البيت، لا تكاد الدنيا تسعها من شدة الفرح، لكنها لم تصبر حتى تدخل بيتها، فوقفت على باب الدار تنظر الى القرط بسعادة غامرة… كان في ألـ(تراجي) خرزة حمراء، وتعلمون ان الطيور الجارحة تهوى اللون الأحمر وحتى الغربان تجذبهم الألوان الساطعة..!
شاهد غرابٌ المنظر فهوى على القرط بسرعة فائقة واختطفه منها وطار، جزعت المرأة وحزنت وصاحت قائلة والدموع تنسكب من عينيها فقالت على الفور: يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار..
يقابل هذا المثل مثل شعبي مصري آخر يأتي نفس المعنى وهو.. ( اجت الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح)..
كثير من هذه الأمور تحدث في يوم وليلة ولكن من يتعلّم ويستكن ويعرف حدّه فيقف عنده..؟ لأن البناء مهما (ارتفع) تكفيه (هزّة) واحدة ليتهاوى ويصبح نثراً (منثورا) وهكذا بعض الطموحات..
ربما يزعل (علينا) البعض ويعتقد أننا نقصد شيئاً بعينه..!!
نخبر هؤلاء الآتي.. من اعتقد أننا قصدناه فقد صدق.. ومن لم يعتقد ذلك فصدق هو الآخر.. ولا تنسوا أن الغربان أصبحت كثيرة وحركاتها مثيرة في الاغواء.. وما كان بيدك اليوم (داري عليه وإلا سيؤخذ بوقت أسرع مما وصل إليك).. دمتم ولنا عودة..