اشار ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف الى ان الشباب يعانون من ضغوطات كبيرة، داعيا الجهات ذات العلاقة الى ضرورة الالتفات لهذه الشريحة المهمة.
وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة 11/رمضان/1440هـ الموافق 17/5/2019م، ان الشباب يمثلون الذخيرة التي يعتز بها اي بلد يحاول ان يرسم لنفسه مستقبلا زاهرا.
وتساءل عن المسؤول الذي يجب عليه ان يرسم مستقبل هذه الشريحة خصوصا في ظل ما تعانيه من مشاكل كثيرة وكبيرة، لافتا الى ان الحديث يتركز على تشخيص بعض المشاكل التي يعاني منها الشباب.
واضاف ان البعض من الشباب يعانون من ضغوطات كثيرة فضلا عن وجود قوى تريد ان تأخذهم الى اللامسؤولية لانها تعي بان هذا الشاب سيصبح بعد خمسة عشر عاما او اكثر في موقع المسؤولية وانه في حال عدم اكتمال الرؤى الفكرية والثقافية عنده سيصبح من غير المعلوم ان يكون عنصرا نافعا.
ولفت الى ان هذه الضغوطات التي يعاني منها الشباب تتطلب وجود من يرشدهم سواء أكانت الاسرة التي يجب ان تتحمل مسؤوليتها وكذلك المدرسة والجو العام، مبينا ان خسارة اي شاب تعني خسارة لعنصر نافع في المجتمع كان من الممكن ان يكون مصلحا.
وحث في حديثه الذي وجهه للشباب على ضرورة الالتفات لهذه المسألة وان يكونوا على مستوى من المسؤولية وانه في حال شذ شخص او اثنين فعلى الغالبية من الشباب تحمل المسؤولية وتفهم الامور.
وأكد على ضرورة الجد لان الشاب في هذه الفترة العمرية يكون في مرحلة الفتوة والنشاط العضلي والذهني والعقلي، داعيا الى ضرورة ان يستثمر الشباب جميع الاوقات.
وبين ممثل المرجعية العليا ان الاوطان لا تبنى الا من خلال الاخلاص والسعي والجد وان على الشاب ان يواجه المشاكل والصعاب ويغور في غمارالحياة بمنتهى القوة والشجاعة، مشيرا الى ضرورة ان يكون للشاب هدفا في حياته يسعى الى تحقيقه، مردفا ان الاهداف لا تتحق بالاماني وانما بالسعي وان كان الامل شيء حسن الا انه يتطلب عمل يستتبعه.
وحذر من هدر الوقت بدون فائدة سواء من خلال اللعب والضحك واللغو والقول والعمل الذي لا مصلحة منه لان ذلك سيؤدي الى الندم، مبينا ان الشاب الذي لايستثمر اوقات شبابه سيتحمل تبعات ذلك عند الكبر، موضحا ان من غير الصحيح ان يجرب الشاب كل شيء لان بعض التجارب تسقطه من شاهق وعليه ان يجلس امام المتعلم ممن هو اكبر منه سنا ممن يجد فيه النصيحة والشفقة عليه.
وحذر الشاب من الغرور بالشعور بانه يفهم كل شيء مما يجعله بعيدا عن اخذ النصيحة والاستفادة من تجارب من هم اكبر منه سنا، موضحا ان الشاب لايمكن له ان يفكر نيابة عن الشيخ لانه لم يصل الى تلك المرحلة العمرية ولكن الشيخ مر بتجارب كثيرة حينما كان شابا وينصح عن وعي وبصيرة وادارك.
ويرى ممثل المرجعية العليا ان من الضروري التفكير بالمسقبل وان جزء من عدم توفيق الانسان حينما يكون بصره بمقدار قدمه ولا ينظر الى الامام ويتعامل مع الحاضر فقط ولم يضع اي خطة للمستقبل.
ودعا الى ضرورة ان يتنبه الشاب الى الشخص الذي يأخذ منه النصيحة لان البعض يحاول ان يدس السم بالعسل ويتسلق على اكتاف الشباب لتحقيق غاياته.
وطالب خطيب جمعة كربلاء الاسر العراقية الى ضرورة الجلوس مع الابناء والاخذ بايديهم وتعليمهم وارشادهم واطلاعهم على مخاطر الامور وابعادهم ومنعهم منها، مؤكدا على ضرورة ان يبادر الاب وتبادر الامر بذلك لارشاد الاولاد صباحا ومساء والجلوس معهم وتوجيههم.
وأعرب السيد الصافي عن خشيته ازاء ما يشهده العراق الذي يتميز بالتكاتف الاسري من التفكك نتيجة المشاهدات التي تعيشها بعض الاسر التي يكون فيها الاب في شأن والام كذلك في شأن والابن كذلك، داعيا الى ضرورة استثمار النزعة الفطرية للانسان الذي يكون بطبيعته محبا للجلوس مع اولاده وكذلك الابن يحب ان يسمع من ابيه.
ووجه حديثه في ختام الخطبة للشباب بضرورة التبصر بامورهم وايجاد من يرشدهم برأيه والتعلم منه في جميع المجالات لان العلم يبدأ ولا ينتهي، فضلا عن وضع خطة قابلة للتطبيق والتفاؤل بالمستقبل لان ذلك يحقق النتائج، كما طالب اصحاب القرار سواء أكان سياسيا او اقتصاديا او مدنيا او اي شخص له رأي او كلمة وكذلك الاسر الكريمة للاطلاع على ما يعانيه الشباب وعدم جعل التفكك الاسري ضريبة تزيد من هذه المعاناة.
وتنشر وكالة نون الخبرية النص الكامل لخطبة الجمعة في 11/رمضان/1440هـ الموافق 17/5/2019م لسماحة السيد احمد الصافي من الصحن الحسيني الشريف
اخوتي اخواتي..
لاشك ان الشباب مستقبل كُلَّ بلد، وهؤلاء الشباب هُم عبارة عن ذخيرة يعتزّ بها أيُّ بلد يحاول ان يرسم لنفسه مستقبلاً زاهراً، ونحن في الواقع عندنا مشاكل كثيرة وبعض الحديث يُمكن ان يُقال وبعضهُ لا يُمكن ان يُقال، لكن ما يمكن ان نختصره بشكل قد يؤدي بعض المطلب وهو انهُ من المسؤول عن رسم مستقبل ابنائنا واولادنا ونحن نرى البعض منهم قد يُعاني مشاكل كثيرة وكبيرة؟؟
طبعاً كما هي العادة الحديث ليس فيهِ تعميم وانما الحديث الغرض منهُ تشخيص بعض المشاكل التي يُعاني منها شباب اليوم..، وسأتكلم عن هذه الفئة المهمة والحمد لله الحضور ان شاء الله كلهُ شباب..
هذه الشريحة من ابنائنا والذي لم يبلغ عمر الشباب قد يكون لهُ نحو من التنبّه والذي في مرحلة الشباب ايضاً نحتاج منهُ ان يلتفت وان يسمع والذي تجاوز مرحلة الشباب لعلّهُ عندهُ في اسرته ومعارفه خصوصاً الذي تجاوز مرحلة الشباب كان شاباً فيُمكن ان يفهم طريقة التعامل..
الشباب اليوم في الواقع واقول البعض لا اُعمم يعانون من ضغوطات كثيرة وهذه الضغوطات قد ارادت ان تنحو بهم منحى قوامُه هو اللامسؤولية ان يُبعدوا الشباب عن كل مسؤولية لأن هذا الشاب بعد عشرين سنة او خمسة عشر سنة سيكون في موقع ما واذا كان في موقع ما ولم تكتمل عندهُ الرؤية الفكرية والثقافية بشكل جيد ليس من المعلوم ان يكون عنصراً نافعاً..
وهؤلاء الشباب اليوم عندما يعانون من ضغوطات ايضاً يحتاجون الى من يرشدهم..
سبق وقلنا في خدمتكم لعل الاسرة تتحمل بعض المدرسة تتحمل بعض الجو العام يتحمل بعض لكن بالنتيجة هذه خسارة لمجتمعنا عندما نفقد شاباً واحداً سنخسر كمجتمع عنصراً مفيداً كان يمكن ان يُصلح اشياء كثيرة.. اذا فقدنا اثنين ستكون الخسارة اكبر واذا ثلاثة وهكذا..
فحديثي للاخوة الشباب واعزتنا وابنائنا..
بعض الامور اُحب ان اُلفت نظركم لها كأب وارى نفسي مسؤولاً وانتم ابنائنا ايضاً انتم في هذا البلد المؤمّل فيكم خيرٌ كثير.. ونحن دائماً نتفائل اذا شذَّ واحد او اثنين فلا يعني ان الكُل..، بالعكس الغالبية من الشباب اليوم بحمد الله يتحملون المسؤولية ويفهمون الامور ولذا الكلام سيكون سهل..
اولاً:
ابنائي عليكم بالجد، هذا العمر عمر الفتوة والنشاط العضلي والنشاط الذهني ايضاً النشاط العقلي استثمروا كل ما بوسعكم من الاوقات لأن تكونوا مجدّين، الاوطان لا يبنيها الا الجِد لا يبنيها الا الاخلاص لا يبنيها الا السعي..
تعلّموا الجِد في حياتكم، لابد ان ايضاً تلتفتوا الى تحقيق او التفكير بوجود هدف، هذه الحياة حياة فيها ما فيها من مشاكل وصِعاب والانسان عليه ان يخوض غِمارها بمنتهى القوة والشجاعة، لابد ان تحددوا هدفاً ما وهذا الهدف ايضاً يحتاج الى سعي لا يتحقق الهدف بالأماني فقط..
نعم الأمل شيءٌ حَسِن اذا استتبعهُ عمل يوافق هذا الأمر، ان لا تكون هناك اماني بلا عمل، لابد ان يتحدد في انفسكم ورؤاكم ان يتحدد هدف من الاهداف عندكم، الضحك وقضاء الاوقات بلا فائدة انتم ستندمون عليه قبل غيركم..
انا لا اقصد بالضحك هي انبساط اسارير وعضلات الوجه ليس المقصود بالضحك هذا وانما الضحك هو عدم الاستفادة من الاوقات وقضاء الاوقات في اللعب واللغو من القول واللغو من العمل بلا محصلّة.. كم من شابٍ قضى وقتهُ باللعب ثم نَدِمَ على ذلك بعد حين وكم انسان لم يلتفت الى ايام شبابه فارتكب ما ارتكب ولا زالت بعض الآثار تلاحقهُ وان كَبُر..
ابنائي ليس من المصلحة ان تُجرّب كل شيء بعض الاشياء لا يمكن ان تجربها لانك اذا جربتها سقطت من شاهق، عليك ان تستشير وعليك ان تجلس مجلس المتعلّم امام من هو اكبر سناً وتجد فيهِ النصيحة والشفقة والرأفة، لا يأخذك الغرور في هذا العُمر وتَزعم انك تستطيع ان تفهم كل شيء وتستطيع ان تفعل كل شيء..
كُنّا شباباً وبعض من بلغ الستين والسبعين والخمسين ايضاً كانوا شباباً ومرّ هؤلاء بهذه التجربة استفد منها انت لم تكن شيخاً حتى تفكر نيابة عنه لكن الشيخ كان شاباً فهو يعرف ادوار الشباب فإذا اراد ان ينصح ينصح عن بصيرة واذا اراد ان يُقدّم يقدّم عن وعي وادراك..
كم من شابٍ الآن يقضي وقتهُ بلا فائدة؟؟!!
اٌقسم بالله عندما نرى بعض الابناء وبعض الاولاد يقضون اوقاتاً فيما لا يستحسن ذكرهُ نتألم عليهم كثيراً لأننا نرى مصير هذه الافعال الى أين ستؤدي..
الشباب اليوم ابنائنا، طبعاً انا اتحدث كل من لهُ مسؤولية في هذا الجيل ان يراعي ذلك..
وهؤلاء الاعزّة شبابنا عليكم اخواني شبابنا ابنائي لاحظوا فكروا في المستقبل لعلّ الانسان جزء من عدم توفيقه اذا كان بصرهُ بمقدار قدمهِ لا ينظر الى الامام، الانسان يتعامل مع الحاضر لأنهُ يتحسس يومياً مع الحاضر لكن المستقبل ضَع خطةً لمستقبلك وامشي عليها فإن لم تصب تمام الخطة فقد أصبت ثلثيها.. اما اذا لم تضع أي شيء فإنه سيفوتك كل شيء..
شباب الآن في عمر معين عليهم ان يخططوا وعليهم ان يفكروا، انتم ابنائنا خذوا النصيحة ممن يسعى لمصلحتكم، أعلم هناك من يحاول ان يدس السُمَّ في العسل ويتسلّق على اكتاف هؤلاء الشباب لمصلحة هو اعلم بها..
لا يحق لكم ان تتخذوا من الشباب جسوراً لمآربكم.. هؤلاء ابنائنا وبناتنا، الأُسر الكريمة لأكثر من مرة هذا المطلب نُعيدهُ لأهميتهِ، الاُسر الكريمة الرجاء الرجاء منكم ان تجلسوا مع اولادكم وان تأخذوا بأيديهم وان تعلّموهم وان ترشدوهم ارجوكم افعلوا ذلك.. اجلسوا معهم بيّنوا لهم مخاطر الامور، لا تنصرفوا عنهم لمُلهيات ثم تنهونهم عن هذه المُلهيات.. هذا لا يمكن..
انت بادر ايها الاب العزيز ايتها الاخت الام الفاضلة انتم بادروا.. هذه سعادة الدنيا والاخرة الانسان يجلس امام اولاده يعلّم ويرشد ويستمع ويصادقهم ويعلمهم هذه هي السعادة..
انت تجهد صباحاً ومساءً حتى تأتي لأهلك بالزاد وتجلس امام اهلك واولادك هذه الجلسة الاُسرية الرائعة هذه استثمرها لما فيه توجيه للأبناء..
لاحظوا اخواني في العراق الاُسر يعني العراق بلد فيه هذا التكاتف الاُسري والله بدأنا نخاف على هذا التكاتف الاسري وبدأنا نخشى عليه، الاب في شأن والام في شأن والابن في شأن.. كيف تسير الامور؟؟!
هناك نزعة فطرية الانسان يُحب ان يجلس مع اولاده وهناك نزعة فطرية عند الابن يُحب ان يسمع من ابيه، لماذا يحاول البعض ان يأتي بهذه النزعة الفطرية ويحاول ان يهدمها او يعمل ضدّها؟
ايها الشباب الاعزّة اولا ً اسأل الله تعالى ان يمهد لكم سُبل السعادة في الدنيا والاخرة وان يبصركم باموركم وان تجدوا من تسترشدون برأيه ويكون رأياً حكيماً نافعاً دقيقاً..
تعلّموا والعلم يبدأ ولا ينتهي، الانسان عندما يضع قدمهُ على العلم يبدأ ولا ينتهي يبقى يتعلم ما شاء الله له تعالى ان يبقى سواء كان علوم بمختلف العلوم اتحدث.. وايضاً استنصحوا وخططوا تخطيطاً يقبل التطبيق وتفاءلوا بمستقبل اذا عملتم بخطوات حكيمة دقيقة لاشك ان النتائج ستكون وفق هذا التخطيط..
لولا حرصنا على ابنائنا ولولا اهمية هذا الموضوع لما تطرقنا لهذا الموضوع لكن لأهميته قد سنعيد الكرّة والكرّة لشعورنا بأهمية ابنائنا وبناتنا واهمية هذا العُمر بالنسبة الى مستقبلهم رغم كل المشاكل التي تعصف بالبلد لكن لا نجعل هذا التفكك ضريبة لهذه المعاناة..
وطبعاً هذا الكلام اريد ان يسمعه السياسي ويسمعه الاقتصادي ويسمعه المدني ويسمعه جميع من يتصور ان له رأي وكلمة وتسمعه الاسر الكريمة التي تحرص على ابنائها كما تحرص على انفسها..
نسأل الله تعالى سلامة الدين والدنيا والمعافاة وان يرينا في بلدنا وشبابنا كل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..