سعد رزاق الأعرجي
لعل عام 2022 سيسجل بالتاريخ الرياضي العراقي فبه أصبح في العراق دوري للمحترفين بعد فترة انتظار ليست بالقليلة قد ندرك العربة الأخيرة من القطار الذي انطلق وركبه الجميع، لكننا نفتخر ونبقى بأن لنا قصب السبق في هذا المجال،، لكن ما الفائدة فالحياة مستمرة والوقت يمضي ولم نعد نجاريه وبهذا نكون الدولة الوحيدة في العالم الذي يكون ماضيها أجمل من حاضرها .
أن التطور في العالم يسير بسرعة الصاروخ والتكنولوجيا الحديثة في تطور ونحن غارقون في المشاكل الإدارية ونجد صعوبة في اتخاذ القرار وبالتالي تطبيقه، لذا لم نعد نساير هذا التطور، وأن طبق فيكون محفوفا بالمشاكل والمعوقات.
انطلق الدوري بحلة جديدة ملفتة للنظر، وأن اكتنفته بعض الهفوات كانت محل انتقاد البعض، لكن البداية كانت موفقة، ثمة معطيات أضافت للدوري رونقا مختلفا وجعلته يظهر بهذا الشكل،، فالأمر الأول كان يتعلق بالملاعب التي احتضنت مباريات الجولة الاولى، فهذه الملاعب ظهرت بشكل رائع من حيث الأرضية الخضراء ومدرجات الجمهور وأشياء أخرى جعلته يليق بالحدث، فقد شهدت السنوات الثلاث الأخيرة ثورة باعمار الملاعب وإكمال الأعمال المتلكئة في إنجازها مثل ملعب المدينة وملعب الساحر وملعب الميناء واخرى.
لقد كانت جدية الأندية في التنافس واضحة للعيان مما اضفى حلاوة وتشويق للمتابعين، حيث افرزت الجولة الاولى ان جميع الأندية قوية لافريق فيها ضعيف وأخر متفوق، فالمستويات الفنية متقاربة والنتائج مقبولة فظهرت بعض الأندية بمظهر مميز لتدق ناقوس الخطر للاندية الجماهيرية، وهذا يدل على قوة انطلاقة الدوري العراقي.
أن الدوري العراقي الجديد سيكون محط أنظار جميع المتابعين والمهتمين بهذا الحدث عربيا او عالميا، فنرى كل اللاعبين يحاولون ابراز مهاراتهم وامكانياتهم والتألق في الملاعب العراقية وتحقيق النجومية ليكونوا محط اهتمام الأندية العربية وربما العالمية وهو حق مشروع، وبالتأكيد ستعم الفائدة على الدوري العراقي وسمعته عالميا.
والأمر الذي افرزته الجولة الأولى، هو الجمهور الذي حضر الملاعب سيما ملاعب المحافظات،، فجمهور نادي دهوك مثلا كان مميزا في الحضور والهتافات مما أشعل لهيب الندية خاصة وان الفريق الضيف كان نادي الشرطة، فكان فعلا اللاعب رقم 12 في الملعب، ولاننسى دور روابط مشجعي الأندية الجماهيرية العريقة التي لازمت فرقها في حلها وترحالها.
وهناك مسألة أخرى تعد علامة فارقة في الدوري العراقي وهي تواجد المحترفين الأفارقة، فقد كان وجودهم ملفت للنظر في جميع الأندية فقد كان لاصحاب البشرة السمراء الحظ الأوفر في الدوري العراقي.
اما الأمر المهم فهو النقل التلفزيوني المميز والذي جعل الجميع في الحدث مما يسهم بكل تأكيد في نجاح مسيرة الدوري وهو انجاز يحسب لاتحاد الكرة الذي اتفق مع شركة عشتار لتسويق الاحداث الرياضية الخاصة باتحاد كرة القدم العراقي، فعملية النقل التلفزيوني تتم بشكل يتناسب مع سمعة الدوري العراقي، بالإضافة إلى استخدام تقنية الفار في خطوة نوعية تضفي الكثير من العدالة التحكيمية في المباريات.
ولا بد من كلمة نقولها للمحترفين العراقيين خارج البلد، أن العراق أصبح فيه دوري يحظى باهتمام الجميع والأندية العراقية بحاجة لخدماتكم فمتى تكون العودة ؟؟