مقالات

بالتسعين.. الديوانية (ليه)..!

 طلال العامري


حين صنع يوسف شاهين بعض روائعه ومن بينها اسكندرية (ليه) واسكندرية (كمان وكمان).. كان يعي مكانة تلك المدينة الجميلة الساحرة حتى ببساطتها أو سطوة المحتل الفرنسي عليها.. كان يركّز على البساطة ليمتعنا بالجمال..
ذات الحال ينطبق على بساطة وجمال كرة الديوانية التي ومهما عانت من عوّزٍ وقلّة اهتمام كانت تطربنا وتجبرنا على احترامها لأننا لم نرها يوماً (مستهلكة) بل منتجة بالمواهب والقدرات التي كانت تصدّرهم بالجملة لأندية محافظات الجوار..
الأحمر الديواني لم يكن يوماً منافساً أو غنياً ولكنه بقي مرعباً تخشاه الأندية العراقية بـ(كبيرها وصغيرها).. وشاهدنا كمثال هي عروض الموسم الماضي والذي سبقوه..
ماذا حصل حين دخل المال عبر بوابة النادي..؟ أعتقد بأن الجميع يعلمون الجواب وهو تراجع رهيب للمستوى الذي عرفناه عن (الأحمر) الذي نجده تضرر أكثر مما انتفع من (دولارات أو دنانير) السيد العنكوشي التي رغم (أهميتها) كمادة الا أنها تحوّلت إلى وبال يريد أن يمحو الصورة التي صنعها رجال كرة الديوانية على مرّ تاريخها..
والسؤال الآخر الذي نوجهه وهو أين الخلل في الذي نراه؟
هل هو التخبّط وفقدان التخطيط السليم لاستثمار مواهب المحافظة كتوليفة وليس الاستعانة بلاعبين من خارجها أفقدوها ايقاعها.. والا هل يعقل مثلاً أن تستورد البصرة (التمر) وهي أم النخيل كذا الحال مع مناجم الديوانية كروياً؟ هذا ما أصابها تحديداً..!
ربما لا يعلم البعض بأن التعامل مع فرق المحافظات يختلف جذرياً عن ذلك الذي نراه لدى أندية العاصمة التي تدرّجت وتمرّست لعقود قبل أن تصل للذي هي عليه اليوم..
نعم من حق الرجل السيد العنكوشي أن يحلم لصناعة (مجد كروي) له ولمحافظته ويصعد السلم درجة بعد أخرى لا أن يقفز إلى السطح مباشرة ومن دون أبسط عمليات الاحماء المعتادة..!
حسب ما نشر على لسان السيد حسين العنكوشي بأنه صرف على الفريق بحدود (مليوني دولار) أي تقريباً مليارين ونصف المليار دينار عراقي قابلة للزيادة.. وهذا المبلغ لم يصرف مثله في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة..
نسأل ومن حقنا السؤال أيضاً.. كيف كانت تعمل الإدارات السابقة للأحمر والتي يجب أن ننصفها هنا، لأنها وبأقل الامكانيات كانت تقارع وتترك بصمة عنوانها (أحمر ديواني).. ولو قدّر لتلك الإدارة امتلاك المال كما هو متوفّر اليوم، نجزم أنها كانت ستحقق أعلى درجات النجاح..
أجل خطأ السيد العنكوشي الذي وقع فيه إضافة لميوله وعشقه للتواجد في كل الساحات الإعلامية بمناسبة أو من دونها، أنه لم يضع (أسس) صلبة ليرتكز عليها.. وما يؤيد ما نقول هو عدد الضحايا الذين بتنا نراهم وهم يقدّمون كقرابين بحجّة ما يعتقد أو يقال عنه أنه (فشل)..!
ختاماً نقول.. فكّروا بالاستقرار وأعيدوا لنا نكهة كرة الديوانية، لأن جمهور الأحمر الذي نعرفه لن يرحمكم في قابل المباريات وكورونا (راحل) ولن يعمّر، واعلموا أن الإبداع المؤطر بالفقر يعادل كنوز الأرض، وليس مهماً أن (تطعمني بملعقة من ذهب لأن الأهم ماذا تطعمني كي يشتدّ عودي) والله ولي التوفيق..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى