تيسير سعيد الاسدي
بعد ان فشلت احزاب 9 نيسان بالعراق من بناء دولة مؤسساتية ودولة قانون عقب 20 سنة من التغيير الخارجي لسلطة صدام حسين وبعد ان استخدمت الولايات المتحدة شخصيات لملمتهم من هنا وهناك كأداة لتمرير مشروعها الفوضوي بالبلاد في مقابل اظهارهم كقادة ورقيين امام العالم تشير كل التوقعات بان المرحلة القادمة سيكون فيها دخولا سياسيا للقيادات المهزومة في ابريل 2003 القيادات التي سلمت بغداد للاحتلال باقل من 24 ساعة يوم 9/4/2003 ولكن على جيل الصبيان والصبايا جيل ال2000 وما بعدها ان يفهم من اوصل العراق الى ما وصل اليه من ماساة ومن عبّد طريق احتلال العراق ومن سمح لحثالات الشرق والغرب والخليج ان يتربعوا في ارض الرافدين المقدسة ؟!
على الجيل الصاعد ان يعرف جيدا كيف دخل صدام حسين بغباء الى الكويت واعتبرها محافظة رقم 19 وبعد شهر اعترف بها دولة مستقلة بعد ان دُمرت بغداد بالاف الاطنان من القنابل ؟!
وعلى هذا الجيل ان يعرف كيف امر صدام حسين جيشه بالإنسحاب من الكويت بواسطة بيان عبر المذياع تحت وابل القصف والنيران وتهديم البنية التحتية للجيش العراقي دون أي احساس بالمسؤولية ؟!
وعلى هذا الجيل ان يعرف كيف وقع صدام حسين ورقة الإستسلام المخزية في خيمة صفوان وان يسال ما مضمونها ؟!
وعلى الجيل الصاعد ان يعرف كيف كان المعلم والموظف العراقي يعمل بـ(2) دولار شهريا لتستمر الحياة بينما كان الباحثون عن الامتيازات وقياداتهم يعتاشون على موائد الغرب والشرق باسم معاناتكم ؟!
وعلى هذا الجيل ان يعرف من سلم نصف شط العرب واساطيل الطائرات المدنية والعسكرية الى ايران بعد سنوات حرب شرسة استمرت لثمان سنوات ؟!
على الجيل القادم ان يعرف كيف امتنع صدام عن القبول بتصدير النفط مقابل الغذاء والدواء لمدة خمس سنوات واجاع الشعب وقتل الأطفال لكي يحرج الأمم المتحدة حتى توافق على رفع كامل العقوبات؟!
وعلى الجيل القادم ان يعرف كيف استبدل الزيتوني بالزي الجديد لاغلب الواجهات السياسية بعد ابريل 2003 من اجل ركوب الموجة ؟!
وعلى الجيل الصاعد ان يدقق باسماء مجلس الحكم الانتقالي الذي كان يقوده بريمر عام 2003 ليعرف من طبّع مع الامريكان لاجل مصالحه الشخصية مصالح الدول الراعية له حتى نميّز الخبيث من الطيب بالوقت الحالي !
وعلى الجيل الصاعد ان يعرف ويدقق باسماء الشخصيات التي حضرت اجتماع لندن ونيونيورك قبل غزو العراق وكيف جمعتهم واشنطن وجعلت منهم قيادات ورقية لتمرر مشروعها بالشرق الاوسط ..
وعلى الجيل القادم ان يعرف كيف كان المثقف العراقي والاستاذ الجامعي يعمل اجيرا في الاردن واليمن وسوريا حتى وصلوا الى الواق واق مقابل 100 دولار يصرف نصفها ويرسل نصفها الى اهله ؟؟!!
وعلى الجيل القادم ان يعرف ان اغلب الواجهات السياسية بالعراق جعلت من هذا البلد دولة انتماء فقط ومكان ارتزاق ومن الدول الراعية لها دولة “ولاء”
على الجيل الصاعد أن يعرف أن المستهدف لم يكن نظام صدام حسين بل المستهدف هو العراق أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة بأدوات تدميرية مختلفة وحسب المرحله.