اخبار محلية

اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي في مكتب رئيس الوزراء تقود مبادرة وطنية لإنقاذ أطفال التوحد من التهميش

عمر البغدادي 

 بناءً على توجيهات دولة رئيس الوزراء، وانطلاقاً من الإحساس العالي بالمسؤولية الإنسانية والوطنية، شرعت اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي في مكتب رئيس الوزراء بتنفيذ واحدة من أهم المبادرات الاجتماعية والصحية في العراق، عبر الإشراف على إطلاق برنامج وطني متكامل لرعاية مرضى اضطراب طيف التوحد، ووضعه موضع التطبيق العملي على أرض الواقع.

وجاءت هذه المبادرة عقب المصادقة الرسمية على توصية اللجنة، لتُترجم سريعاً إلى خطوات ملموسة، تمثلت بإنشاء مراكز تخصصية لاستقبال حالات مرضى التوحد بشكل مجاني في مختلف محافظات العراق، وبالتعاون مع وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة، والتربية، وضمن المراكز التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بما يضمن شمولية الخدمات وتكاملها، ويخفف العبء عن العائلات التي عانت طويلاً من غياب الدعم المؤسسي.

وفي خطوة رائدة تعكس جدية التنفيذ، كانت جامعة الموصل أولى المؤسسات الأكاديمية التي بادرت إلى تطبيق البرنامج الوطني، عبر فتح أبوابها لاستقبال الحالات المرضية مجاناً، وبرعاية وإشراف مباشر من رئيس الجامعة الدكتور وحيد الإبراهيمي الذي بذل جهوداً جبارة في تهيئة الكوادر التخصصية واستقبال الحالات مجاناً، فكانت جامعة الموصل هي الرائدة وباكورة التطبيق، لتؤكد دورها الريادي ليس فقط كمؤسسة تعليمية، بل كرافد إنساني ومجتمعي فاعل في معالجة القضايا الحساسة.

ولم يتوقف التعاون عند حدود تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية، بل شهد هذا الملف تنسيقاً نوعياً متقدماً بين وزارتي التعليم العالي والصحة، تُوّج بخطوة علمية غير مسبوقة، تمثلت بإقرار الدبلوم العالي المهني في تخصص اضطراب طيف التوحد، في مسعى لتأهيل كوادر تخصصية قادرة على التعامل العلمي والمهني مع هذه الحالات، وتأسيس نواة عمل حقيقية تعالج سنوات طويلة من التهميش وقلة الاهتمام بهذا الاضطراب.

وقد تحدث الدكتور حيدر الساعدي رئيس اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة برامج ومشاريع وطنية تتبناها اللجنة، وتهدف إلى خدمة المجتمع، وملامسة هموم المواطن بشكل مباشر، وترسيخ مفهوم الدولة الراعية التي لا تترك مواطنيها وحدهم في مواجهة التحديات الصحية والاجتماعية، بل تقف إلى جانبهم مع مراعات الضروف الانسانيه والاجتماعيه لهذه الشريحه المهمه لابناء الوطن .

وتجسد هذه الخطوات، بحسب القائمين عليها، رؤية حكومية واضحة تجعل من الإنسان محور السياسات العامة، وتؤكد أن الاهتمام بالفئات الأكثر هشاشة هو معيار حقيقي لنجاح أي دولة تسعى إلى العدالة الاجتماعية وبناء مستقبل أكثر إنصافاً واستقراراً للعراق وأبنائه.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى