مقالات

الارهابي علي !!

 

فارس الحسناوي

سابقا عندما كنا نشاهد الافلام يكون تركيزنا على ابطال الفيلم فقط ونتعاطف معهم ونتحمس لنهاية الاحداث وهمنا الوحيد كيف ينجو بطل الفيلم تاركين جميع الرسائل والايحاءات التي رسمها الكاتب وتفنن بها الممثل لتحقيق الاهداف المنشودة .
ولكن بمرور الوقت وتغير التفكير واختلاف الوعي بدأنا نفهم كل الرسائل والاشارات في جميع الافلام ونحلل ماهو الهدف من قصة الفيلم ولربما من مشهد صغير يمر مرور الكرام نعرف من خلاله ان الغاية من الفيلم هو هذا المشهد .

هناك افلام شاهدناها لعشرات المرات سابقا ومررت الكثير من الافكار في الاذهان ولكن عندما نشاهدها اليوم تتضح لنا الكثير من الرسائل التي رسخت في اذهان الكثير دون ان يشعرون .

ومن ضمن هذه الافلام فيلم الارهابي للفنان الكبير عادل امام الذي اخذ دور الارهابي وكان يظهر حقده وكرهه للحكومة وافراد الشعب المصري المنفتحين في حياتهم ويصفهم بالكفرة ويحلل قتلهم واستباحت اموالهم وان الدين يجيز له حتى باخذ نساءهم غنائم لكونهم خارجين عن طاعة الله كما يعتقدون وتدور احداث الفيلم الى ان يتعرض لحادث سيارة من قبل الشابة في وقتها الفنانة شيرين لتقوم بحمله لبيت اهلها وتعتني به مع أسرتها وتعالجه وهو منتحل صفة الدكتور مصطفى الاستاذ في مادة الفلسفة وبعد معايشته لهم اتضحت له صور غير ماكان يعتقد بهؤلاء الناس الذين كان يظنهم كفار ويبدء الكاتب بارسال الرسائل وكيف يلقن اصحاب الفكر التكفيري دروسا قاسية بفضحهم على حقيقتهم وفسادهم المخفي بالدين وكيف المصريون يتصدون لهذه الحركات ويضحون من اجل بلدهم ويرسم ايضا اجمل الصور لبلد يحب العيش بحرية وسلام.

وبعدها قارنت كيف تصدى العراق لأشرس واخطر ارهاب في العالم ومرت به مئات القصص البطولية الحقيقية ضد الارهاب ولكن لم نشاهد عمل فني يرسخ هذه البطولات في اذهان المجتمع اكتفينا بالفن النازل فن النكات والتحشيش والمصطلحات السوقية لتندثر حقبة الدفاع الأسطوري عن الوطن و النصر على الارهاب دون عمل فني يليق بها .

ومن الرسائل التي لمحتها في فيلم الارهابي هي حالة مألوفة في الافلام الغربية عندما يدينون شخصية ارهابية ويقاتلونها يطلقون عليها احد الأسماء (محمد او صادق او جعفر…الخ ) لكي يرسخوا ويبعثوا رسائل مبطنة لمجتمعاتهم ان اصحاب هذه الاسماء هم ارهابيين فكان الغريب من فيلم الارهابي ان اسمه الحقيقي علي!!

ايضا كانت رسالة لاستهداف فئة مسلمة معينة من خلال هذا الاسم الذي يعتبر احد الرموز المقدسة لديهم ورمز للعدالة والانسانية والايمان لكل المنصفين في العالم ومن كافة الطوائف والاديان .

هنا يلعب التمثيل دوره الاساسي في تحقيق الاهداف التي يرسمها وفي اعتقادي انه لو طرح اسم آخر يعتبر رمز لطائفة اخرى لا تتم الموافقة عليه !!

فالعمل المسرحي والسينمائي له دور بارز وخطير في تلقين المجتمعات سواء على المحبة او الكراهية .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى