جعفر الونان
في العادة لايحب كثير من الزعماء السياسيين العراقيين أن يسمعوا مايزعج أذهانهم، ومايربك خياراتهم في العمل السياسي، ويميلون حالهم حال أي زعيم عربي إلى الكلام المُغزل الذي يحولهم لقادة العصر والنصر.
ويجري الحديث عن الأزمات في غرف ” النخب” و المعنيين بالشأن السياسي بنفس مسترخٍ ، حتى تحول دور النخبة من طبقة فاعلة إلى طبقة لاحقة وديكور لصُناع القرار السياسي.
ذات يوم خاطب محلل سياسي ناعم الكلام أحد رؤوساء الكتل السياسية أن سلوكه السياسي هو الذي حفظ العراق وحفظ هيبته، ولولاه لما عاش العراقيون بكرامة، ولما خرج الاحتلال الامريكي، مرت الأيام و شاءت الصدف أن يقابل ذات المحلل زعيم كتلة سياسية أخرى ليقول له ذات الكلام الذي قاله لذلك الزعيم المخالف له بالخطاب والتوجه.
صُناع القرار السياسي والفاعلين فيه ليس من صالحهم أبداً أن يحيطوا أنفسهم بمجموعة من المصفقين و”الملمعين” في الفضائيات وندوات مراكز البحوث لاسيما مع الغضب الناجم في المجتمع عن مخرجات العملية السياسية.
وظيفة التحليل السياسي واضحة لاتقبل القسمة على رقص الأكتاف، تتلخص بكل بساطة على -تحليل الأحداث و رؤية المستقبل السياسي بواقعية متزنة.
التزحلق على اكتاف رؤساء الكتل في ظل نظام سياسي يعاني من عوق شديد يزيد من فجوة الشلل.
من حق الأحزاب السياسية أن تدافع عن أفكارها السياسية في الإعلام والتحليل السياسي ومراكز البحوث، لكن ليس من مصلحتها أن تستنسخ تجارب سابقة مستهلكة حينما تمضي في الطرق الوعرة والمطبات الثقيلة والنهايات المفتوحة، ويجيء محللون سياسيون يقولون لهم انكم تمضون في طرق مُنارة وشوارع مبلطة إلى النجاح!