مقالات

مدرب جديد.. ووقت قصير

 

سعد رزاق الأعرجي


المهنية والخبرة العملية عاملان لنجاح اي مهمة وبالتخطيط المسبق تنجح الإدارة. قد ترى وزارة الشباب والرياضة والهيئة التطبيعية ما لم نراه نحن المهتمين بالشأن الرياضي والمتابعين للأحداث الرياضية،، وقد ترى كذلك أن من مصلحة المنتخب وهو على أعتاب المرحلة النهائية للتصفيات، أن يجري تقييم شامل لأداء المنتخب والوقوف على أبسط الجزئيات في النجاح والفشل وكذلك تقييم عمل المدرب وحسم الموضوع بمجرد انتهاء التصفيات، اما الإقالة أو الاستمرار، وهذا بالطبع لادخل لاحد فيه لانه إجراء مهني وعملي، لكن الذي أثار حفيظة المتابعين للشأن الرياضي والشارع العراقي هو أن هذا الإجراء لم يحصل ولم تكن الإدارة المختصة بذلك مهتمة بالأمر،، والذي حصل ان التقييم تم بعد انتهاء المرحلة الثانية ودخل أصحاب القرار في مفاوضات مع المدرب استمرت لأيام وهذا لم يكن منطقيا، فإذا كانت الوزارة والتطبيعية غير مقتنعة بأداء المدرب نتيجة التقييم فلماذا التفاوض إذا؟ هل نفاوض المدرب على تغيير اسلوب لعبه الدفاعي أم أجباره على شيء هو اساسا غير مقتنع به!! فكان لابد من الحسم فورا والاتجاه صوب المدرب الجديد. إلا إذا كنا غير متأكدين من بلوغ المرحلة الحاسمة!!
المهم حسم الأمر مع (كاتنيش) الذي شكى التطبيعية في الفيفا لعدم استلام بقية مستحقاته،، ودخل المنتخب في فراغ تدريبي ومعنوي، في وقت تشتعل فيه منافسات بطولة الدوري المحلي،، في ذات الوقت تستعد بقية الدول لإعداد منتخباتها للاستحقاق القادم وتخطط وتقيم المعسكرات الخارجية.
فلم يعد للانتظار مجال، لقد ازف الوقت،، فالوزارة والتطبيعية وضعت نفسها في عنق الزجاجة، وبدلا من الإسراع في حسم موضوع المدرب واستثمار الوقت، دخلت في مرحلة الاجتماعات وإلقاء اللوم على المدرب السابق.
لقد لعب الشارع الرياضي العراقي والإعلام الحر دورا هاما في الضغط على أصحاب القرار لحسم موضوع المدرب وحتى الإعلام الخليجي كان يستغرب هذا البرود في إجراءات الإدارة العراقية ويقول إن للعراق مكانته وفريقه يضيف لأي بطولة نكهة، وهذه هي الحقيقة..
ادفوكات الهولندي الجنسية، المدرب الذي قاد منتخبات عريقة مثل هولندا وبلجيكا ثم كوريا الجنوبية فالامارات فحقق نتائج مبهرة،، المدرب الجديد رجل مهني طموح و أثق من نفسه، قبل مهمة تدريب المنتخب العراقي وهو يعلم جيدا بظروفه ويدرك خطورة المهمة لضيق الوقت، وبالتأكيد سيسعى خلال الفترة القادمة الحرجة أن يفعل شيئا مع المنتخب يعزز فيه براعته وحرفيته في التدريب.
نصيحة لأصحاب القرار… اتركوا الرجل يعمل فهو مهني محترف وخبير بالتدريب ولديه مفاتيح لعب المنتخبات الآسيوية،، فيا أصحاب القرار أن المهمة خطيرة وان مصير وسمعة البلد الرياضية بيد هؤلاء اللاعبين، فلا تبخلوا على المنتخب بشيء، لأن النجاح إذا ما تم سيجير باسمكم وبعكسه فلا مكان لكم بيننا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى