كتب أحمد حسين ال جبر
تزاحمت المستشفيات العربية باستخدام اللقاحات الأجنبية ذات الاستخدام الطارىء لمواجهة جائحة كورونا التي اخذت تفتك في البلاد وآخرها السلالة الهندية وقبلها الإنكليزية والبرازلية وغيرها من السلالات ونحن الان بانتظار السلالة الأفريقية التي بدأت بوادر الإعلان عنها تنتشر ، نلاحظ أن منظمة الصحة العالمية أعطت موافقات للاستخدام الطارئ للقاحات ومنها سينوفارم الصيني وفايزر وموديرنا الأمريكي واسترازينكا الإنكليزي واللقاحات الروسية قبلها لكن لم نرى اي لقاح عربي قد نال موافقة منظمة الصحة العالمية بالرغم من وجود كوادر عالية المستوى ولكن تماشيا مع المثل العراقي الذي ينص على ان ((مطربة الحي لاتطرب )) كذلك عدم توفر مراكز البحث المتطورة المدعومة وكذلك دعم البحوث العلمية من قبل الحكومات في موازناتها العامة لان نسبة مايخصص لها هي نسبة قليلة وتكاد لاتذكر ، وبقيت وزارات الصحة والعافية العربية تعتمد على ماينتج في الدول المتقدمة من اللقاحات ولكافة الامراض والفيروسات بالرغم من وجود شركات ومصانع الأدوية الكبيرة وهي تقريبا فروع من شركات عالمية كبرى ومعروفة على المستوى العالمي ، وانتشرت بين الناس طرق لمعالجة الامراض قبل الجائحة بالطب البديل والذي لجأت إليه الناس بعد اكتشافها ردائة نوعية الادوية والعلاجات المستخدمة نتيجة الفساد والفاسدين والسارقين للمال العام حيث أصبحنا نرى اسعار مختلفة لهذه الادوية باختلاف الشركات المنتجة لها وكذلك غلاء الأسعار وعدم متابعة الصيدليات واسعارها من قبل نقابة الصيادلة والأطباء وكذلك اتفاق اغلب الأطباء مع بعض المذخر والصيدليات لترويج نوعيات الأدوية لها وكتابة بطاقة الفحص برموز لايعرفها الا صاحب الصيدلية التي يتعامل معها الطبيب كذلك لم تحل هذه الطريقة ابدا من قبل نقابة الصيادلة بغياب الرقابة والمتابعة ، كذلك أسعار هذه الادوية خاضعة في تحديدها لقناعة صاحب الصيدلية أو المذخر ومزاجه ، لذا ونتيجة هذا ظهرت منذ بداية انتشار كورونا عدة طرق لعلاج الفايروس في مواقع التواصل الاجتماعي علما بأن محاولات الناس باللجوء إلى الطب البديل أو مايسمئ ((طب الأعشاب)) وهو من الموروث نتيجة للأسباب المذكورة سابقا ، علما ان وزارات الصحة والعافية ونقابات الأطباء كانت تجابه هذا بالسخرية والاستهزاء والانتقاص منها كونها حسب الانتقاد غير خاضعة للعلم ، حتى ظهرت انتقادات للقاحات وتحذر المواطنين من أخذها لعدة اسباب وهي خاضعة لنظرية المؤامرة كون اغلب الشعوب ليس لها الثقة التامة في وزارات الصحة وحكوماتها وكذلك إدارتها للازمة التي تمر فيها بإستثناء بعض الدول العربية التي واجهت الجائحة منذ البداية ، وهذا يذكرني بنقل احد الرؤساء العرب للعلاج في ألمانيا وحينما سأل عنه احد الأطباء الألمان في المستشفى الذي يتعالج فيه قال له انه رئيس إحدى الدول العربية استغرب وقال لهم أن هذا الرئيس غير عادل وانه فاسد كونه لم يبني مستشفى يتعالج فيه في بلاده ، وليس هذا الرئيس وحده بل كثير من الحكام يلجؤون إلى العلاج في الخارج وليس في بلادهم كونهم لايثقون في المستشفيات الوطنية وهي نتاج مانرى اليوم من اعتماد البروتكولات العلاجية التي تتبعها الدول المتقدمة ، ونبحث عن اللقاحات العالمية ولانجد في بلد عربي لقاح من إنتاج العرب مع الأسف الشديد واقع حال مؤلم جداً ، لذا أين نحن من إنتاج لقاحات نواجه فيها مثل هذه الجائحة وغيرها من الأمراض وماهو الحل ؟ .