حسين أحمد الإمارة
( زفة عرس أهل الصنف )
كنت واقفاً أمام محلنا الكائن على شارع العباس. ع. عصر يوم الخميس بمعية أحد الأصدقاء، نتبادل الحديث الذي يخص الامتحانات النهائية.
سمعت من بعيد صوت هلاهل وعزف على الآلات الموسيقية( الطبلة والدمام والمزمار ) قادمة من جهة شارع الجمهورية بإتجاه الصحن.
كلما إقتربت أكثر وضحت الصورة والصوت.
كانت عبارة عن مجموعة عربات تجرها الخيول (ربلات ) عددها تجاوز الثلاثين عربة ،يحتفلون بزفة عرس.
يتقدم الموكب عربة العروسة، مزدانة بأجمل الألوان (چراغون )،جلست بصحبة زوجها داخل العربة مرتدية البرقع الأبيض وعليه عبائتها.
أمامها جلس طفلان ارتديا الثوب الأبيض ،يحملان القرآن والشمعة .
تتبعها بقية العربات التي ازدانت هي الأخرى بالورود ومختلف أنواع الزينة ،حاملة الشباب من أصدقاء العريس وهم يغنون البستات ويصفقون فرحين بزواج صديقهم ،حالمين بيوم عرسهم.
ناداني أحد أصدقاء المدرسة وكان ضمن الزفة بالصعود معهم ومشاركتهم فرحتهم.
أخبرت والدي على عجل وركضت صوب العربة.
أخذت مجموعة العربات بالدوران حول نقطة وقوف شرطي المرور الواقعة أمام باب القبلة، والاستدارة والعودة لذات الشارع للسير في إتجاه مبنى المتصرفية والعودة إلى منطقة باب طويريج من خلال تقاطع شارع العباس وشارع الجمهورية.
حدث هذا وسط تفاعل ومشاركة الناس المتواجدة على الطريق ومن أصحاب المحلات .
عند وصول الرتل في التقاطع، ترجلت من العربة وعدت إلى المحل لأحكي لوالدي أحداث الزفة، وهو يستمع لي مبتسماً.
واحدة من مناسبات الفرح والزواج التي كانت تجري بهذا الشكل آنذاك.
بعض المعلومات عن الربل.
وأما سبب تسمية العربة (بالربل) فقد جائت من (Rubbr) وتعني المطاط باللغة الانجليزية، وهو الحزام المطاطي الذي يحيط بالإطار الخشبي الذي تسير عليه العربة، وتحور الإسم فيما بعد إلى الربل.
دخلت العربة ألتي تجرها الخيول( الربل ) كوسيلة من وسائل النقل إلى العراق في بداية القرن العشرين،أثناء دخول الجيش البريطاني للعراق.
كانت بدايتها في بغداد ومنها انتشرت في بقية مدن البلاد.
استمر العمل بها لغاية أواسط السبعينات، بعد أن حلت مكانها السيارات العاملة على نظام المحروقات.
أجرة النقل قليلة الثمن إذا ما قورنت باجرة السيارة .
أغلب الميسورين من التجار وأصحاب المواقع التنفيذية في الحكومة، كانوا يتفقون مع أحد أصحاب عربات الخيول( العربنچية ) لايصالهم لمكان عملهم وكذلك لعوائلهم إذا رغبت بالتنقل.
وهي ايضاً وسيلة نقل تتولى إيصال من لديه معاملة لمراجعة إحدى دوائر الدولة التي تقع أغلبها خارج المدينة.
أماكن وقوف العربات (الربلات ) الكراجات.داخل المدينة .
1. منطقة باب بغداد، بالقرب من المدرسة الهاشمية.
2.شارع الإمام علي. ع.قرب مدخل سوق التجار.
3.ساحة الإمام علي عليه السلام (البلوش ) .
4.أمام باب قبلة صحن الإمام الحسين عليه .ع.
5.أمام باب قبلة صحن أبا الفضل العباس .ع .
وبسبب ازديادها في المدينة، فقد تطلب إنشاء (مرابط ،طوايل ،خانات ) لإيوائها (العربة والحصان) .
وكذلك وجدت محلات لصناعة وعمل متطلبات الخيول والعربات مثل:
القمچي- السوط /
حذوة الحصان /اللجام.
إطارات العربة (الچرخ ) .
الرشمة- شرائط القيادة .
المضلة/الجلال – الكرسي- السرج /الجرس.
الدنگير.وهو العمود الوسطي الرابط بين جسم العربة واللجام./ المصباح./
العليجة. كيس الطعام.
وغيرها من احتياجات العربة.