كتب أحمد حسين ال جبر
كنت قد كتبت سابقا عن النائب كارولين السويدية مقالا عندما قرأه احد أصدقاء الطفولة من المهاجرين في السويد اتصل بي يعطي رأيه في هذا الموضوع وبعد أن تداولنا الحديث زاد الطين بلة وقال لي : قبل أيام اثيرت ضد رئيس الوزراء السويدي حملة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام كونه قد قام بالتجوال الحر في المدينة لمدة ثلاث ساعات ، علما انه قد أصدر قرار بعدم التجوال الا للضرورة القصوى ولمدة ساعة واحدة بسبب انتشار كورونا وهو إجراء للحد من ارتفاع الاصابات ، لكن الشعب استهجن تجوال رئيس الوزراء لمدة ثلاث ساعات ، لم يكن منه ردا على هذا الاستهجان من الشعب إلا أن يعقد مؤتمر صحفي ليقدم اعتذاره للشعب ويخبرهم انه قام بالتجوال لسبب ضروري وهو عطل ساعته وشراء بعص حاجيات المنزل ولكون صاحب محل تصليح الساعات مغلق تأخر في التجوال ، ليس هذا فقط بل أن ملكة السويد قامت قبل أيام بتجاوز الإشارة الحمراء في تقاطع احد الشوارع كونه فارغ ولايوجد احد فيه بسبب حظر التجوال بسبب كورونا حيث قام شرطي المرور بملاحقة الملكة واوقفها وقام بتوبيخها وقطع وصل غرامة لها لتجاوزها الإشارة الحمراء لم تتأخر في دفعها بل سارعت إلى دفعها وقامت بتقديم اعتذار للشعب عن هذه المخالفة في مؤتمر صحفي ، ضحكنا قلت له : عجبا نفس الذي يطبق في بلادنا حيث قام شرطي مرور قبل فترة من الزمن بأيقاف رتل نائب في البرلمان في إحدى المحافظات هل تعلم ماذا صنعوا فيه لقد قام أفراد حماية هذا النائب بالاعتداء على هذا الشرطي وقاموا بتهديده بالقتل ونقله إلى محافظة أخرى كتكريم له على تنفيذه الواجب ، شر البلية ما يضحك ، ميركل رئيسة ألمانيا غادرت منصبها قبل أيام وسلمت الحكم لمن خلفها دون ضجة أو إعطاء عطلة أو غلق الحدود أو قطع الشوارع ولم نرى قناة فضائية موالية تمدحها أو قناة فضائية معارضة تذمها كونها لم تمنح احد اقربائها منصبا أو ارتال حمايتها اعاقت الطرق واعتدت على احد المواطنين أو استملكت اموال الشعب وسرقتها ولم تبني بيوتا فخمة وتستولي على اراض حكومية أو تصدر قوانين تمنح نفسها امتيازات فيها بل عملت بكل جد واخلاص وتفاني ونزاهة وشرف لخدمة ألمانيا والالمانيين ، هل تعلمون ماذا صنع الشعب الألماني تكريما لهذه المرأة ؟
لم يتجمعوا في الساحات ، ولم ينتجوا لها اغاني لتمجيدها ، ولم يهتفوا لها بالروح بالدم نفيدك ياميركل ، ولم يقتلوا معارضيها ، ولم ولم ولم ، بل جميع الألمان فتحوا نوافذ بيوتهم ووقفوا في شرفات منازلهم واخذوا بالتصفيق لها لمدة ستة دقائق تحية ورد جميل لما قدمت هذه المرأة من نجاحات في خدمة بلادها .
ترى أين الخلل فينا ام فيهم ؟ أمة الإسلام بعيدة عن الإسلام الحقيقي ، ولماذا هذا الخلل في تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ؟
وهل هو الواقع الذي نعيش هو تراكم الحكومات ام هي إرادة الشعب حيث يدع ثلة من المنتفعين يتحكمون في مصير الشعب ؟