كتب أحمد حسين ال جبر
لم يعد هناك شيء ما يستحي منه السياسين في أدائهم السياسي والتنفيذي والفئوي والحزبي والفكري وسلوكهم الفاسد مهنيا أو إداريا أو ماليا حتى دينيا أو سياسيا كذلك أخلاقيا أو فكريا ، واضح جدا لكل الذين يتابعون الوضع في البلد ، فكل شيء مباح ومسموح به وحين تتحدث معهم يقولون هذا الممكن ومايتطلبه الموقف والظرف الذي نمر فيه ، والسنوات تدور وتمر دون أن يحصل أي تغير في السلوك والعمل السياسي والتنفيذي من أعلى المناصب حتى تصل للمنظف والحارس في قاعدة الهرم التنفيذي ، فكم من سياسي فاسد وسارق للمال العام يأبى أن يعترف بفشله في أداء واجبه الذي يكلف به ، أو أن يبادر احد المواطنين ليطعن بنزاهة أو سرقة أو خيانة الأمانة التي وضعها المواطن في السياسيين بالتصويت لهم في الانتخابات ، فمنهم من تراه في وسائل الإعلام المختلفة يتحدث عن الفساد والفاسدين وسرقة الأموال العامة وعدم تنفيذ المشاريع وينتقد ويضع اللوم على من هو خارج نطاق حزبه أو كتلته وفئته وقوميته ، ولكن سوف ينقلب إلى مهرج يؤدي دورا تراجيديا حين تطرح عليه ملفات فساد كتلته أو حزبه ويبرر فساد أو سرقة المتهم كونه من فصيلته التي تأويه خصوصا اننا نعلم ومطلعين على قضايا فساد وخيانة عظمى وسرقات وجرائم قتل وتهجير وتفجير ابطالها نافذين ويتحكمون بمصير شعب ودولة وقدرات وخيرات البلد دون قلق أو خوف من مصير أمثالهم في دول أخرى ، والجميع مطلع على حجم الكارثة التي يعاني منها البلد والمواطن من مسيرة السنوات السبعة عشر الماضية من الاحتلال لليوم ، القباحة في السلوك والتصدي لكل من يؤشر أو يطعن بكتلة أو حزب أو فئة أو قومية توضح حجم الضرر والمعاناة والمأساة من خلال تدمير البنية التحتية في البلد وتجهيل الشعب ووضعه في دوامة العنف والاقتصاد الأحادي المورد وإهمال كافة القطاعات الاقتصادية وعدم وجود تنمية في كافة المجالات الأخرى ، والجميع يعرف ذلك لكن دون اعتبار أو أمل في تغير الحال أو الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد والمواطن وهذا يعلنه السياسين في القنوات الفضائية والإعلامية دون رادع قضائي أو شعبي ، بالرغم من وجود قضايا تشهير مقامة في المحاكم لكنك ترى وتسمع عن قضايا رشوة وسرقات مبالغها قليلة غير مؤثرة ، وقضايا النزاهة خجولة جدا حيث تجد إحالة قضايا ومحاكمة الفاسدين وجاهيا لقضايا ذات الملايين وغيابيا لقضايا سرقة مليارات الدنانير والدولارات ، وكثيرا منهم أصبح يدافع عن مصلحة بلد الدعم والتمويل على حساب مصلحة الوطن او يطالب بتغير الحال والظروف التي يعاني منها المواطن ومعالجة همومه وهذا هو الواجب على كل من يتقلد مناصب لكن الواقع مزري جدا ومن سيء إلى أسوء ، كثيرا مايتحدث أغلب السياسين عن الشرف والوطنية والنزاهة وسعيهم الدؤوب إلى خدمة الوطن والمواطن لكن الواقع يشير الى غير ذلك فكثير من سياسي الصدفة والفلتة حفاة اغتنوا من سرقات ورشى وعمولات وكذلك الحصول على منافع ، وهذا يذكرني براقصة عاهرة حينما تلتقي بها إحدى القنوات الفضائية تتحدث عن الشرف والتزامها حتى قبل أن ترتقي المسرح كي تمتع الجماهير بهز اكتافها وخصرها والجمهور يصفق لها ويتمايل مع هزات وركها الذي لايغطي حجم السرقات ويعبر عن شرف السياسيين .