فارس الحسناوي/رئيس التحرير
من رحم المعاناة يولد النجاح هناك من لا يؤمن بهذه المقولة لقناعته التامة ان المعاناة تولد المعاناة وتهدر الطاقات وتبعد النجاح عن هذه الفئة .. قد تكون هناك جزء من المنطقية بقناعاتهم هذه ولكن هناك اشخاص اثبتوا عكس ذلك من خلال تسلقهم سلم المعاناة رغم الالم والصعاب التي يواجهونها وابرز هذه الفئات هم الرياضيين فهم يصرون بعنادهم في مواجهة الصعاب وكثير من الامثلة القريبة نستذكر بعضها ومن هؤلاء اللاعب العالمي المصري محمد صلاح الذي خرج من قرية في اطراف البلاد المصرية ليسطر تاريخا مصريا وعربيا في اوربا وسط نجوم العالم ويصبح بين ليلة وضحاها حديث الصحافة العالمية بسبب موهبته الساحرة واصراره على النجاح فهذا مثال لهؤلاء الابطال الذين لم يستسلموا للمعاناة.
واليوم في كربلاء المقدسة وقضاء الهندية تحديدا يبرز اسم الشاب علي كاري في رياضة بناء الاجسام ليلفت الانظار رغم الظروف السيئة التي يعانيها فهو يعيش وسط اسرة فقيرة محدودة الدخل ومتزوج ولديه طفلة ولا يجد عملا الا في المناسبات وهي (العمالة) بعد التوسط ليسد احتياجات عائلته ورغم هذه الظروف القاسية حصل على المركز الاول في محافظة كربلاء المقدسة بوزن٦٥ كغم ليستمر ويجتهد وشارك في بطولة الفرات الاوسط في محافظة بابل ليحرز المركز الاول ايضا بنفس الوزن ولم يقف عند هذا الحد حيث شارك مساء هذا اليوم في بطولة العراق في العاصمة بغداد ليتوج بالمركز الاول بوزن ٦٠ كغم بعد منافسه شرسه من منافسيه الذين تهيئ لهم كل الدعم والاهتمام ليرفع اسم محافظة كربلاء المقدسة وقضاء الهندية في المقدمة ولن يقف بجانبه سوى دعوات اهله ومحبيه وخبرة مدربه المتميز حسين كامل .
ولكن تبقى معاناة هذا الشاب المجتهد كما هي عاطل عن العمل ..مستأجر لداره المتواضع..وسوء التغذية الخاصة لهذه الرياضة والتي تعتمد بنسبة كبيرة على نوعية الغذاء الملائم لمثل هكذا سباقات.
فرغم محاولاتنا السابقة بايصال صوته للسادة المسؤولين ولكن دون جدوى واليوم اكرر المحاولة وادعو المسؤولين من السيد المحافظ واعضاء البرلمان بالالتفات لهذا البطل وتكريمه لانجازاته ودعمه لمواصله مسيرته الرياضية وهذا يعتبر جزء من مسؤولياتهم تجاه هذه الطاقات الشبابية الواعدة.
وليوفروا فرصة عمل لهذا الشاب الطموح لكي يحاول من خلالها ان يعين اسرته وممارسة هوايته ليتقدم نحو النجومية و تمثيل المنتخبات الوطنية.