كتب أحمد حسين ال جبر
كارولين نائب في البرلمان السويدي ترأس لجنة العلاقات الخارجية تم ايفادها إلى إيطاليا لمتابعة الانتخابات ، قامت هذه النائب بأصطحاب أخواتها وامها في هذا الايفاد بعد أن قامت بحجز التذاكر لهن من نفقتها الخاصة وهذا ماينص عليه القانون أن تتحمل الدولة نفقات الايفاد للنائب ، وان رغب النائب بأصطحاب احد افراد عائلته أو اقربائه او أصدقائه عليه أن يتحمل تذاكره ونفقات المرافقين له ، وهذا ماقامت به النائب كارولين مع أخواتها وامها ، وبعد عودتها من الايفاد قامت بنشر صورة لها مع أخواتها في احد المطاعم الايطالية تتناول البيتزا على حسابها في التليغرام ، شاهد احد المواطنين السويدين هذه الصورة كتب تعليق ((من أين لك هذا)) ولم يكتفي بهذا بل قام في صباح اليوم الثاني بالذهاب إلى البرلمان ليطالب بكشوفات الايفاد الخاصة بالنائب كارولين ليتم تدقيقها من قبله وبعد التدقيق تبين أن هناك فرق مقداره (٢٠٠٠) كرونة سويدية مايعادل تقريبا (١٥٠) دولار أمريكي وهي عبارة عن تكاليف إقامة والدة كارولين في الفندق أثناء سفرها مع بنتها النائب في البرلمان السويدي ، تم نشر هذا الموضوع من قبل هذا المواطن السويدي الذي يمتلك روح المواطنة في القنوات الإعلامية وآثار قضية راي عام ضد هذه النائب وأصبحت قضية معروفة في السويد مما دعى النائب كارولين أن تخرج في مؤتمر تعتذر من الشعب السويدي وان تقول لهم انها ارجعت هذا المبلغ الى موازنة البرلمان وإنها سوف لن تقوم بمثل هذا الموضوع مرة أخرى نادمة واسفة على مابدر منها من فعل .
هذا طبيعي في البلدان المتحضرة والتي تمتلك أنظمة ديمقراطية يكون الشعب هو الحاكم والمراقب على السلطات كون هذه السلطات قد وجدت لخدمة الشعوب ومن يعمل في السلطات هم موظفون يقومون بادارة الدولة لتقديم الخدمات وتوفيرها للشعب وهذا يعرفه الجميع كونه الأمر الطبيعي والمنطقي ، لكن مع الأسف الشديد واقعنا الذي نعيش فيه الكثير من التناقض الذي تعيشه بلادنا حيث أن السلطات هي نقمة على الشعوب تمتاز أغلبها بالديكتاتورية رغم إنها تدعي الديمقراطية وتقوم بتنفيذ اجندات ليست بصالح الشعب بل أغلب من تولى إدارة البلد يشار إليهم بقضايا فساد مالي وإداري وكذلك جرائم قتل وتغيب وتشريد وتهجير ، علما اني ضحكت كثيرا عندما سمعت عن قصة النائب كارولين وتذكرت كثير من القصص التي تناولها الإعلام عن قضايا تجاوزات النواب في البرلمان للقانون ، والقضايا التي أعلن عنها يندى لها الجبين ولم يتأثر هؤلاء الفاسدين من إعلانها بل يخرجون في الإعلام بكل قباحة يبررون فسادهم ، والمصيبة الكبرى يعاد انتخابهم وكأن البلاد لايوجد فيها غير هؤلاء السراق والفاسدين والقتلة .
للتذكير الانتخابات لم يبقى عليها الا ستة أشهر أن حصلت في موعدها لنكن من المتفائلين بأنها ستحصل في موعدها علما ان الترويج والصراع الانتخابي بدا مبكرا جدا والجميع مستعد لها وهناك مجموعة لن تقتنع أن حضوضها وخسارتها واضحة ، وكذلك المراهنة على التزوير والتلاعب في النتائج للحصول على المكاسب والمناصب ومستعدة لعمل اي شيء ووسيلة لذلك بغض النظر عن الطريقة التي يحصلون فيها على مايريدون ، لذا على الجميع العمل لغرض توضيح الصورة الحقيقية عن كل المرشحين ومعرفة اصل هؤلاء لغرض اختيار الأفضل منهم كون الجميع مسؤول عن هذا الاختيار لأنها اربع سنوات قادمة .