ب
بقلم /قاسم حسن الموسوي
كلمتين لعنوان جميل يطرب له كثيرون ويولد انقساما عند آخرين ( حول تقييم العهود الماضية وايهم الذي يستحق صفة الجميل )فهو يحمل النقيضين معا والمنقسمون ينظرون اليه كل من ناحيته الشخصية وكيف عاش ذلك الزمن المعني اي فترات الحكم المتعاقبة المعاصرة في العراق .
وابتداءا لا يوجد جميل مطلق ولا قبيح مطلق ايضا فالمسألة نسبية لمن عاش اي فترة من تلك الفترات بحسب موقفه من ذلك النظام الذي كان قائما حينها من ناحية معيشته وكم كان عمره وسياسة ذلك النظام لذلك لا يمكن اطلاق حكم عام وبالتالي من الظلم نعته بالجميل وعلى اي منها .
فالذي عاش العهد الملكي في بحبوحة مثل الملاكين والاقطاعيين والموظفين الكبار والمستفيدين منه فانه يبكي عليه لانه كان جميلا بالنسبة له لكن الفقراء المعدمين من الفلاحين والعمال وسكان الصرائف وغيرهم يقدسون ثورة 14 تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم الذي انصفهم واعطاهم حقوقهم المسلوبة فهو زمنهم الجميل
والحكم العارفي بشقيه كذلك تنطبق عليه نفس المعايير لنصل الى حكم البعث من 1968 _ 2003 وما حصل فيه من فواجع وآلام ونكبات وهي معروفة لمن عاصرها وعاش فصولها لكن هناك من يقول كان فيها الزمن جميلا وهي قد تعتمد على مدى قربه او بعده عن النظام او داعما له او كان احد اتباعه او يعتبره جميلا لانه كان شابا يافعا ليس عليه اية مسؤوليات وبالتالي لم يتحمل احمال واعباء تلك الفترة التي انهكت الاغلبية حينها فمن كان معتقلا في سجون ذلك العهد يعرف مرارة تلك الايام ومن عاش فترات الخدمة العسكرية الطويلة حيث قضى اغلب الشباب زهرة حياتهم يفترشون رمال السواتر و كذلك التهمة على الظنة والشبهة يعرف قساوة تلك الايام .
ومن اعدم احد اقاربه او ضاع منه في طاموراته سيقول انه رمزا للقبح .
وعند تناول الامر بعد 2003 ينطبق نفس الحال فمن استفاد من هذا النظام تختلف نظرته عن الذين لم يستفيدوا منه او الذين خسروا وجاهتهم وامتيازاتهم كذلك من قاسى من ويلات التفجيرات والمفخخات والارهاب والقتل على الهوية والطائفة والدين والذي شعر ان العراق كدولة تذوب كالشمعة بمرور الوقت لا يمكنه ان يقول ان هذا العهد جميلا عكس اخرين يعتبرونه كذلك وعندهم مبرراتهم وحججهم وانا هنا لست بصدد تقييم تبريرات كل طرف لانها متناقضة جدا ولن يستطيع اي شخص ان يصل الى حل مشترك لكني اقول ان البناء السيء يتبعه بناء اسوء وهكذا وان كل الانظمة حملت القبح والجمال لكن بنسب متفاوتة فنرى في كل عهد بعض السنوات يشوبها الجمال ثم يطغى القبح بعد ذلك وشخصيا اعتبر فترة حكم صدام هي الاقبح بحروبها المجانية وحصاراتها وقسوتها وظلمها
وعموما الان عند تقييمنا للمشهد العراقي حاليا ارى اننا منحدرون من شاهق الى اسوء مآل لا سامح الله ان بقي هذا التراجع والانحطاط في كل مفاصل الدولة ان كانت هناك دولة .