منوعات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد السابع والعشرون. ( زفة عرس في ليلة برد ) القسم الثاني

حسين أحمد الإمارة 

– في اليوم التالي من حصول الموافقة، تم تحديد موعد الزفاف والدُخلة على أن يسبقها وقت كافي لتجهيز كافة متطلبات بيت الزوجية.
من الطبيعي أن يكون سكن العريس مع أهله في غرفة أُعدت لهما مع بقية الأخوة ألتي سكنت في الدار بسبب الضائقة المالية آنذاك .

جرت العادة في السابق أن يتم الإتفاق مع النداف ان يقوم بعمل الفراش في دار العريس.

وأما غرفة النوم فيتم الاتفاق على عملها مع أحد النجارين المهرة المشهورين في المدينة.

بالنسبة لمحدودي الدخل والفقراء فإنهم يبتاعون احتياجات الزواج (غرفة النوم والفراش ) من السوق جاهزاً .

يحدد يوم للذهاب إلى الصائغ لانتقاء (النيشان ) طقم الذهب المناسب سعراً وشكلا. وبعدها المرور على محلات بيع الملابس النسائية( المغازة ) لشراء ما تحتاجه العروس من مستلزمات العرس والزفة.

لا حاجة لادوات المطبخ. سفرة الطعام تكفي الجميع وسيدة الدار هي أم الزوج.

بعد اكمال كافة متطلبات بيت الزوجية يعلن عن موعد الزفاف تسبقه (ليلة الحنة )، لكلا العريسين كلٌ في داره.

في حفلة الحنة تجهز صينية تحتوي على (سبعة اشياء ) تسمى صينية البخت، مع مرآة كبيرة إضافة للقرآن. وتكتمل بالشموع والحنة التي تتحنى بها العروس ومضيفاتها المدعوات لحفلة الفرح ،من بنات المحلة والاقرباء والصديقات. وسط أغاني الفرح وزغاريد الأهل، تصحبه تقديم وجبات الطعام الجاهزة.

مثل هذا الاحتفال يقام للعريس أيضا، بعد أن يتجمع اصدقاء واقرباء العريس في داره فرحين يغنون طرباً يأملون أن يأتي يوم إتمام فرحة زواجهم .
يستمر الإحتفال حتى ساعات متأخرة من الليل ويتم فيها توزيع الاطعمة والمشروبات .

في يوم الدخلة تتولى إحدى صديقات العروس عملية تصفيف الشعر والماكياج،لعدم وجود صالونات التجميل آنذاك لتهيئة العروسة.. وإن وجدت فهي ليست بمتناول الجميع.

عصر يوم الدخلة يتوجه العريس مع اصدقاءه المقربين إلى حمام السوك، لأخذ حمام شامل وقد تطول فترة مكوثهم الى وقت الغروب.

بعدها يتوجه الجميع مع العريس إلى دار العروس تصحبهم الفرقة الموسيقية المؤلفة من عازفي ( الطبل- الدمام- المزمار ) ، وهم فرحين مستبشرين بزيجة موفقة لاستمرار الحياة التي أرادها الله جل جلاله.

يدخل العريس دار أهلها للاستئذان منهم لأخذ عروسته.
يخرجها من دار أهلها وسط الزغاريد والهوسات من قبل الزفافة.
هذااليوم يعتبر آخر يوم في حياتها عند أهلها…

تتقدم الموكب مجموعة حاملي..
الصينية التي ملأت بالشموع مع أغصان الياس والحنة والجكليت والملبس،مع مرآة كبيرة وقرآن وشمعة كبيرة اوقدت لتنير الدرب ،سائرين على طرقات المحلة وسط تعالى زغاريد النسوة من أهل الديرة وترافقها الاهازيج مع عزف الموسيقى حال وصول دار العريس.

يمسك العريس يد عروسته التي ارتدت البرقع الأبيض مغطى بالعباءة، ليدخلها الغرفه المخصصة لهما.

يتجمع المشاركون في حفل الزفاف عند باحة الدار لتناول الطعام وانتظار العريس لإلقاء التحية عليهم وشكرهم.

في الصباح الباكر تتوجه الأم لجلب الإفطار للعرسان.
قيمر العرب والعسل الطبيعي وكباب السوك مع خبز اللحم الذي أعدته الجارة كمساهمة بسيطة للعرسان.
قدمت جميعها على طبك مغطى بقطعة قماش بيضاء، واردفتهم بأبريق الشاي.

 

بصوت هادئ ….
..يمه صباحية مباركة عليكم.
..إن شاء الله الولد الصالح.
..فرحتي جبيرة بيكم يمه.

تتقدم العروسة لفتح الباب، سحبت صينية الإفطار ووضعتها على الأرض، ثم عادت وقبلت يد العمة، وبعدها توجهت لإلقاء التحية على أهل الدار بعد أن قبلت يد عمها، والد زوجها. كيف لا وهو ولي أمرها كما هو ولي أمر زوجها..

بعد الانتهاء من الإفطار يتجمع أطفال المحلة مع فرقة الموسيقى عند باب الدار لعزف الموسيقى تصحبها البستات والهوسات من قبل الجميع.
الفرقة الموسيقية تغادر المكان بعد أن استلموا البخشيش.

ندرج البعض من الاهازيج والهوسات التي يرددها الناس أثناء الزفة .

1.صل على نبينا والعين ما تجينا..
2.عرسك هيل أو طش بالولاية.
3.اخونا خوش أخو يستاهل الهوسة.
4.احنة خالات العريس انريد نلعب جولة.
5.حسوني طفي الكلوب…
خدها يشع ويه الروب.
6.بنت الشيخ لبن الشيخ جبناها.
هو الرادها وهو التمناها.
7.عبود خطبولة مرة من غير حمرة محمرة.

ولازال الكثير في الذاكرة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى