مقالات

غزة… صرخة ضمير في زمن الصمت

منار قاسم 

في زمن تكثر فيه الحروب، وتتوالى فيه الأزمات، تبرز قضية غزة كجرح نازف في ضمير الأمة، وكصرخة مدوية تتجاوز الحدود والجنسيات. وبينما تتجاهل الكثير من الأصوات هذه المأساة، وتتلاشى أخبار الإبادة الجماعية اليومية من شاشات الإعلام، يظل واجبنا كمسلمين، بل كإنسانيين، أن نحمل على عاتقنا مسؤولية نصرة أهل غزة، ونكون صوتاً لهم في وجه الصمت المطبق.

مسؤوليتنا: النشر، والدعاء، والدعم

إن نصرة أهل غزة ليست مجرد خيار، بل هي واجب ديني وإنساني. في كل يوم، تزهق أرواح، وتدمر بيوت، ويقتل أطفال ونساء ورجال وهم ينتظرون بصيص أمل على شكل مساعدات إنسانية. 

 

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، فإن أبسط ما يمكن أن نقدمه لهم هو أن لا ننسى قضيتهم.

إن وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس والمحادثات اليومية هي ساحات جهادنا في هذا العصر. فلننشر الحقائق، ولنعيد نشر منشورات تدعم صمودهم، ولنتكلم عن مظلوميتهم في كل مناسبة. لا تستهينوا بكلمة حق تنشرونها، أو منشور تعيدون نشره، فربما يصل إلى قلب غافل ويوقظ ضميراً.

 

 

حتى الأجانب يتحدثون… فلماذا نصمت نحن؟

من المدهش أن نرى الكثير من غير المسلمين حول العالم يرفعون أصواتهم تضامناً مع غزة، ويكشفون عن جرائم الاحتلال. إن هذا الوعي العالمي يجب أن يكون دافعاً لنا، نحن المسلمين، لنكون في طليعة المدافعين عن قضيتهم. فكيف يمكن للآخرين أن يشعروا بظلمهم، ونحن أقرب الناس إليهم عقيدة وروحاً، نتخاذل في نصرتهم؟

إن كل كلمة تنطق بها، وكل دعاء ترفعه، وكل منشور تشاركه، هو حجر تضيفه في بناء النصر. لا يهم حجم المساهمة، ففي ميزان الله، لا يضيع عمل مثقال ذرة. فلنكن جميعاً جنوداً للحق، وشهوداً على الظلم، ولنرفع أيدينا بالدعاء لهم في كل صلاة، فالدعاء سلاح المؤمن الذي لا يخيب.

نحن مسؤولون أمام الله

في النهاية، تقع على عاتقنا مسؤولية كبرى أمام الله تعالى. فلنكن صادقين مع أنفسنا: هل قدمنا ما نستطيع؟ هل بذلنا جهداً لنصرة إخواننا؟ أم أننا اكتفينا بالصمت والتجاهل؟ إن تخاذلنا هو ذنب يتحمل تبعاته كل واحد منا.

انصروا غزة بما تستطيعون، فوالله إنها في ميزان حسناتكم. لا تدعوا هذا الصوت يخفت، ولا تسمحوا لهذه المأساة أن تصبح مجرد خبر عابر. ليكن اسم غزة حاضراً في ألسنتنا، وفي قلوبنا، وفي كل ما نقوم به. إن نصرتهم هو نصرة لنا جميعاً، وصمودهم هو صمود للأمة بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى