حوار / مريم حبيب – هدى محمد
قسم “هندسة الطب الحياتي” في جامعة وارث الأنبياء (عليه السلام) يُعَدّ من أبرز التخصصات الأكاديمية التي تجمع بين علوم الهندسة والطب، بهدف تخريج مهندسين قادرين على تطوير حلول تقنية مبتكرة تعزز من جودة الرعاية الصحية. يسعى القسم إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لتصميم الأجهزة الطبية المتطورة والمساهمة في اتخاذ القرارات الطبية المعقدة.
تتميز الجامعة بتوفير بيئة تعليمية متقدمة تُواكب احتياجات العصر والتطورات في مجال التكنولوجيا الطبية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للراغبين في تحسين جودة حياة المرضى والمساهمة في تطوير قطاع الصحة.
توجه مجموعة من طلبة قسم الاعلام الرقمي لأجراء حواراً صحفياً مع الدكتور أسامة عبد الباري، رئيس قسم هندسة الطب الحياتي في جامعة وارث الانبياء :
مفهوم الطب الحياتي، اهم مجالاته – الاهمية
تحدث رئيس القسم قائلاً: ان الطب الحياتي هو مفهوم تدخل الهندسة في الطب، حيث يعمل مهندس الطب الحياتي على توفير الأجهزة والأدوات التي تساعد الطبيب في التشخيص والعلاج الطبي، ويتضمن الطب الحياتي أيضا أساليب العلاج البديلة او التكميلية التي تتسم بالتركيز على العناية الشاملة التي تضم الجسد والعقل والروح .
مجالات هذا التخصص عديدة حيث يضم كل من: تصميم وصيانة الأجهزة الطبية، تركيب الأطراف الصناعية، الحساسات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، الحساسات التي تقيس حرارة الجسم والدم، تصميم صمامات القلب والأطراف التي تحاكي الإشارات الدماغية.
اهمية هندسة الطب الحياتي في تطوير القطاع الصحي ”
هندسة الطب الحياتي تلعب دورًا حيوياً في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال تصميم وتطوير الأجهزة الطبية المتقدمة مثل أجهزة تخطيط القلب، الحساسات الذكية، والأطراف الصناعية. كما تساهم في تقديم حلول تقنية لمشاكل معقدة، مما يسهم في زيادة دقة التشخيص وسرعة العلاج وتحسين حياة المرضى بشكل عام.
*ما علاقة المهندس بتطوير الأجهزة المتوفرة في الجامعة ؟
يقوم مهندس الطب الحياتي بدور كبير في تطوير الأجهزة الطبية التي تستخدم في الرعاية الصحية والعلاج والتشخيص وأجهزة الأطراف الصناعية، اما الأجهزة المتوفرة في الجامعة هي أجهزة السونار، قوالب الاسنان، مختبرات تحضير العينات، أجهزة تخطيط القلب ، وغيرها من الأجهزة التخصصية .
رؤية الجامعة، اتجاه خريجي هذا التخصص
جامعة وارث الأنبياء تسعى إلى تأهيل خريجي قسم الطب الحياتي ليكونوا كوادر متميزة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل، من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة تشمل أحدث الأجهزة والمختبرات المتطورة وكادر أكاديمي مؤهل. كما تتميز الجامعة بدعم خاص لخريجيها، حيث تُمنح الأولوية في التعيين للأوائل سواء في المستشفيات أو كمعيدين داخل الجامعة، بدعم من العتبتين العباسية والحسينية، مما يبرز حرص الجامعة على ضمان مستقبل مهني واعد لخريجيها.
” دور الجامعة في تأهيل وإيجاد فرص في سوق العمل ”
ان دور جامعة وارث الأنبياء هو دور مهم وبارز في تهيئة الطالب من الناحية الاكاديمية والعملية، حيث توفر التدريب العملي باستخدام الأجهزة المتطورة وتمنح الطالب المهارة اللازمة للعمل في السوق قبل تخرجه.
من جانب اخر نؤكد بان: فرص العمل متاحة بشكل كبير لمهندسي الطب الحياتي ، خاصة لخريجي جامعة وارث الأنبياء ، حيث يمكنهم العمل في المستشفيات التابعة للعتبة مثل مستشفى زين العابدين ومستشفى السفير أو العمل كمعيدين في الجامعة، بالإضافة إلى فرص العمل في القطاع الخاص.
كيف تساعد برامج التدريب العملي في تأهيل الطلبة لسوق العمل؟
برامج التدريب العملي تزود الطلبة بفرصة تطبيق المعرفة النظرية على أرض الواقع. من خلال التدريب في المستشفيات أو المؤسسات الصحية، يتعرف الطلبة على كيفية استخدام الأجهزة الطبية وتشغيلها وصيانتها، مما يعزز ثقتهم ويزيد من جاهزيتهم للعمل فور التخرج.
“التحديات او العقبات التي تواجه مهندسي الطب الحياتي ”
رغم أن مجال هندسة الطب الحياتي حديثاً، إلا أن المهندسين العاملين في هذا المجال قد يواجهون بعض التحديات التي قد تؤثر على عملهم. من أهم هذه العقبات هي الحاجة المستمرة للابتكار والتطوير. بما أن التكنولوجيا الطبية تتطور بشكل سريع، يتعين على المهندسين مواكبة هذه التغيرات من خلال التعلم المستمر والتكيف مع التطورات الحديثة. كما أن تطوير تقنيات جديدة يتطلب استثماراً كبيراً في البحث والتطوير، وهو ما قد يواجه صعوبة في التمويل أو الموارد.
اضافة الى ذلك هناك تحديات تتعلق بالجانب الأخلاقي، مثل التأكد من أن الأجهزة الطبية والتقنيات المستخدمة تلتزم بمعايير الأمان والخصوصية. في بعض الأحيان، قد يواجه المهندسون صعوبة في تطبيق التقنيات الحديثة في البيئات الصحية التي قد تفتقر إلى البنية التحتية الكافية أو القدرة على تبني هذه الابتكارات.
ما هي العلاقة بين الأخلاقيات المهنية وهندسة الطب الحياتي؟
الأخلاقيات المهنية تلعب دوراً أساسياً في هندسة الطب الحياتي لضمان سلامة المرضى وحماية خصوصيتهم. يجب أن يلتزم المهندسون بمعايير السلامة والجودة أثناء تصميم الأجهزة الطبية، مع مراعاة التأثيرات الصحية والاجتماعية لهذه الأجهزة.
ختاما: نصيحة اكاديمية الذين يرغبون على دراسة هندسة الطب الحياتي ”
عند التفكير في دراسة هذا التخصص، يجب أن يكون الهدف الأساسي للطلبة هو فهم الدور الإنساني الذي تلعبه هذه الهندسة في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات. هندسة الطب الحياتي ليست فقط تخصصًا تقنياً، بل هي مجال يسهم في تطوير أجهزة وتقنيات طبية تسهم في علاج الأمراض وتحسين الرعاية الصحية. لذا، ينبغي للطلاب أن يتحلوا بشغف وحماس لفهم كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تساهم في علاج الأمراض وتحسين جودة الحياة. يتطلب التخصص أيضاً قدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات، بالإضافة إلى الانفتاح على التعلم المستمر في ظل التقدم السريع في التقنيات الطبية.
من الجوانب المهمة أيضاً، أن تكون لديك مهارات تواصل فعالة للعمل ضمن فرق متعددة التخصصات مع الأطباء، الباحثين، والمختصين الآخرين. كما يجب أن تسعى لتوسيع معرفتك في مجالات علمية أخرى مثل الفيزياء، الكيمياء، وعلم الأحياء. من خلال ذلك، ستكون قادرًا على فهم العلاقة بين التكنولوجيا والصحة بشكل أفضل، وهو ما سيزيد من فرص نجاحك في هذا المجال الأكاديمي.