نداء العبدالله
يشكل التعداد السكاني في أي بلد بوصلة تحدد مسار التنمية والتطوير. وفي حالة العراق، يأتي هذا الإحصاء كخطوة حاسمة في إعادة بناء الدولة وتحديد أولوياتها المستقبلية يضمن لنا الخروج من العتمة فقد اعلن العراق استعداده لتنفيذ هذا الاحصاء الكبير . عنوان “عدّ، احسب، ابنِ: العراق يبدأ من جديد” يعكس بوضوح هذه المعاني العميقة، حيث يدعو إلى البدء من الصفر، من خلال حصر الموارد البشرية، وتقييم الاحتياجات، ورسم خطط بناء مستقبل زاهر.تكمن أهمية الإحصاء في إعادة البناء من خلال معرفة وتحديد الحجم الحقيقي للسكان بعد عقود من الحروب والنزاعات، أصبح من الضروري تحديد العدد الدقيق للسكان وتوزيعهم الجغرافي، الأمر الذي يساعد في توزيع الموارد بشكل عادل.وبياناته تشكل اساس للتخطيط السليم فهو يوفر بيانات دقيقة عن التركيبة السكانية ، مما يسمح بتخطيط أفضل للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان، وتحديد المناطق الأكثر احتياجا ًوتطوير الاقتصاد فهو يساعد في تحديد القوى العاملة ومهاراتها، مما يجذب الاستثمارات ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة ومكافحة الفقر من خلال تحديد المناطق الفقيرة وتحديد حجم الفقر، يمكن توجيه البرامج الاجتماعية بشكل أكثر فعالية.
وتكمن الآثار المتوقعة لتنفيذ التعداد في تحسين مستوى المعيشة من المتوقع أن يؤدي التعداد إلى تحسين مستوى المعيشة للمواطنين من خلال توفير الخدمات الأساسية وتوفير فرص العمل وتعزيز الشفافية والمحاسبة فهو يوفر بيانات دقيقة يمكن من خلالها تقييم أداء الحكومة ومؤسساتها، وتعزيز الشفافية والمحاسبة فهو قاعدة مهمة لبناء دولة المؤسسات كونه يساعد الإحصاء في وضع خطط تنموية مستدامة مبنية على أسس علمية، مما يساهم في بناء دولة المؤسسات.
إن عملية الإحصاء السكاني في العراق هي أكثر من مجرد عملية إحصائية، إنها بداية جديدة لبناء عراق قوي ومزدهر. من خلال توفير بيانات دقيقة وشاملة، يمكن للعراق رسم خارطة طريق واضحة لمستقبله، وتجاوز التحديات التي تواجهه “عدّ، احسب، ابنِ”عبر عن ارادتك لتجاوز الماضي وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.