سعد رزاق الاعرجي
هل ان مفهوم الحرية فسر خطأ في العراق، ام ان هذا البلد ضحية افرازات الماضي الذي غرقنا فيه.
كل عام ياتي نبتهل فيه إلى الله ان يكون عام خير، لكن الايام والسنون تسوء يوم بعد آخر، فياترى هل ان مايحدث و مايجري من فساد أخلاقي واداري ومالي في العراق فقط ام انه مستشر في كل بلاد العالم.
ان مايجري من فضائح على العلن تطيح بسمعة البلد اولا،، فالتطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي هو بالحقيقة تطور سلبي سيء استخدامه فأصبح وسيلة للفضائح بدل استخدامه ايجابيا وان كانت مفيدة في بعض الأحيان.
عندما نقول انه لابد من وضع بعض القيود على بعض التصرفات، نتهم بأننا متخلفون وأننا لانساير مايجري من تطورات، وأننا حجر عثرة في طريق الحرية الشخصية والانفتاح الجديد.. ان هذه الحرية المفرطة والمبالغ بها هي خط أحمر في بلد شرقي له اصوله وتقاليده وهذه هي الحقيقة.
عندما نشاهد حفل تخرج لطلبة اي جامعة أوربية او اميركية، لانستغرب مايحدث فيها من انهيار للأخلاق وأمام العلن، لكن الأمر في العراق مختلف فالأمر مستهجن ولاتقبله كل الشرائح في المجتمع،، ومهما كان الاب الشرقي منفتحا فهو بالتأكيد لايقبل ان يرى ابنته تتراقص كالراقصة المحترفة وأمام العلن وكأنها في عرس نسائي خاص.
اما موجة ( البلوغرات والفاشنستات) فان البلوغر لو عدنا إلى معناه الحقيقي فهي مهنة انسانية وشريفة لاتمت للفساد والاسفاف بشيء، فالبلوغر من يقوم بالترويج عن بضاعة او مطعم او أسواق او متاجر وكذلك ترويج الإعلانات حول السفر للأماكن الجميلة المميزة هذه هي مهمة البلوغر،، اما من يختص بدعاية الملابس والموضة ومواكبة اخر الصيحات والازياء العالمية، فيطلق عليه ( فاشنست). لكن عندما تسمع كلمة البلوغر في العراق تذهب عقولنا واذهاننا ونبتسم ساخرين،، لان هذه المهنة ركب موجتها كل من هب ودب فشوه معناها وارتدت ثوب الشبهة والفساد الأخلاقي، وما يجري من أحداث خير دليل .
ثمة امر اخر لا يقل أهمية عن ماسبق وهو مايجري بدور العلم وداخل الحرم الجامعي والذي تحول فيه بعض مربي الاجيال إلى ذئاب بشرية تنهش الضعفاء وأصحاب الحاجة، في حادثة مشينة ضجت بها الأوساط العلمية والشعبية واعتبرت وصمة عار بحق التعليم العالي،، وهذا مجرد نموذج اكتشف خطأ وافتضح أمره ولا نعلم مايخفي لنا القدر وما تخبأه الايام.
اما الشىء المعيب َواللاحضاري والذي يعد تخلفا فكريا ولم يعالج لحد الان هو ( الدكة العشائرية) التي مازالت تنتشر بعض المناطق بالرغم من وجود سادتنا الاجلاء وشيوخنا الافاضل وذوي الحكمة والمشورة،، هذه الحالة السلبية كادت ان تجد لها بيئة ومرتع في مدينة كربلاء، لولا انها وأدت بالحال ولاصبحت سنة في هذه المدينة الآمنة،، وهناك حالات أخرى تمس سمعة رجال على مستوى عال في البلد.
فلماذا يحدث كل هذا،، والى متى نبقى نقلد الغرب في كل شي ونعتبره ثقافة وحرية،، فليس كل مافي الغرب يصلح ان يطبق في مجتمعنا،، لنأخذ الشيء المفيد ونبتعد عن السيء. فكم سنحتاج من الوقت لنكون شعب سوي خال من الفساد ومتى سنرتقي ونعيد مجدنا التليد….