سعد رزاق الأعرجي
ليس فضلا ولا منة من احد، لم نستجدي يوما من احد ولن نفعل ولن نستعطف أحدا في يوم من الايام، ماهو الا استحقاق لبلد يعشق الرياضة بكل انواعها ولشعب يتنفس كرة القدم، شعب حضارته تبلغ ملايين السنين زاخرة بالثقافة والعمران والشرائع التي غدت خارطة طريق الأمم فيما بعد.
منذ انطلاق بطولة الخليج العربي عام 1970 في البحرين مقتصرة على أربعة فرق وهي تعد بطولة محلية منغلقة بلا طعم ولا أضواء وحتى عام 76 مع أول مشاركة لمنتخب العراق في الدوحة، بدأت البطولة تأخذ منحى اخر واصبحت تتابع من قبل الجمهور الخليجي وبشغف، لقد أضاف العراق للبطولة جوا من المنافسة وكسر الملل والروتين والخطط التقليدية في اللعب،، منتخب مرعب كان لنجومه شأن ومكانة مرموقة في ذاكرة العرب عامة ودول الخليج خاصة.
هذه الكوكبة من اللاعبين دخلوا البطولة فأشعلوا روح المنافسة والندية، فهزموا من هزموا وبغلة كبيرة من الأهداف ووجهوا انذارا للكويت التي هيمنت على ماسبق من البطولات، كل هذا كان في البطولة بنسختها الرابعة.
في عام 1979 كانت بغداد هي المستضيفة للبطولة بنسختها الخامسة وكانت محط إعجاب وذهول للوفود الخليجية من حيث العمران والنظافة وجمال بغداد وثقافة أهلها.
لم يكن عزل العراق عن دول الخليج الا امر دبر بليل لم يكن بيد احد لان القرار سياسي بحت ولاعلاقة له بالرياضة، وإلا فكل الحجج كانت واهيه ضعيفة ومنهاان العراق غير أمن!! فهل كانت الأراضي السعودية آمنة والصواريخ تتساقط عليها كالمطر،، أم الأراضي الإماراتية التي لاقت نفس المصير !! مع ذلك أقيمت على ملاعبها منافسات كأس العالم.
أن مسألة تنظيم بطولة لاتتعدى فرقها الثمانية، لاتحتاج لكل هذه الهالة، لأن عقلية التنظيم وحسن التدبير هي الراجحة فلا تحتاج لكثرة الملاعب والبهرجة، والعقل العراقي هو الأول عربيا ويشهد له الجميع.
حقيقة أن احتضان البصرة لهذه البطولة وان كانت خطوة متأخرة خليجيا، الا انها فرصة لإثبات الذات وأخرى للتقارب الخليجي وكذلك محو الصورة السوداوية التي تحملها الشعوب الخليجية بفضل الإعلام المغرض، اذا نستطيع أن نتخذ من هذه البطولة نقطة تحول نحو تنظيم بطولات اكبر وأهم.
الحديث الذي نريد أن نصل اليه ان هذه الخطوة الخليجية متأخرة جدا وبها ظلم العراق لأنه بلد الأنبياء والاولياء فهو أمن،،، فهل بأستطاعتنا ان نؤكد هذا الأمر عندما ننجح بالتنظيم ويقر الآخرون بأنهم كانوا على خطأ ان غدا لناظره قريب .
