قاسم حسن الموسوي
كثيرا مايتصيد البعض سقطات او اخطاء هنا او هناانتفاضة تشرين المباركة وهذه الاخطاء سواء كانت صادرة من جسم الانتفاضة او مختلقة من اطراف معادية لها لالصاقها بها وتشويه سمعتها .
وعلى كل منصف ومتتبع ان يعرف ان هذه انتفاضة جماهيرية وليست قطاعية او نخبويةاو تحت اشراف جهة سياسية معينة وكل انسان مشارك فيها مسؤول عن نفسه ويمثلها في الجميل والقبيح من الافعال والسلوك وطبيعي جدا ان تصدر او تحصل اخطاء وهنات ولحظات ضعف ولذلك ترى الذي يكره الانتفاضة كفكرة اصلا يضخمها ويعتبرها توجها عاما لها في حين المحب والمناصر يهون منها وينصح مرتكب تلك الاخطاء بان يصحح مساره وسلوكه .
العراق الان في مأزق حقيقي بل خانق من خلال التدخل الدولي في شؤونه الداخلية وخيانة الطبقة السياسية لشعبها وادعاءاتها السابقة وسلبية الكثير من العراقيين واستشراء حالة اللامبالاة لمآلات الحال الوطني والجهل والوهن الفكري الذي نعيشه مقابل حالة شعبية مفرحة وقوية تجسدت بالاحتجاجات منذ سنة تقريبا للخلاص من وحل التردي والتخلف لكنها غير منظمة بالشكل المطلوب وتواجه تحديات كبيرة وخاصة ما ذكر اعلاه اضافة الى عدم الدعم الدولي لها واتحاد المختلفين فيما بينهم الذين في السلطة للحفاظ على مناصبهم ومكاسبهم وامتيازات السلطة الكبيرة التي بيدهم .
وانا اسأل المعترضين والمشوهين لحالة الحراك الشعبي وحتى الممتعضين واقول لهم ما الحل اذن عندكم لانقاذ الوطن ؟
قوى سياسية اتكأت على جدار الدين والمقدس وسلبت عقول البعض وقوى سياسية امتلكت المال والسلاح ومقدرات الدولة في خدمة مشروعها تكسب الناس بأغراءات التعيين والوظيفة الحكومية .
والانتخابات التي هي باب التغيير الديمقراطي تزور في كل مرة فان قاطعناها هم الفائزون كما حصل في انتخابات 2018 حيث بلغت نسبة المشاركة في احسن الاحوال حوالي 20%وان شاركنا فيها زوروها بشتى الطرق .
وقد خرجت احتجاجات كثيرة قبل تشرين 2019 عوملت بالقمع احيانا او بالمماطلة والتسويف من خلال الوعود الكاذبة او من خلال الاهمال المتعمد لها الى ان انفجر الحال من خلال انتفاضة تشرين من العام الماضي بعد ان يئس الناس من طول انتظار اصلاح الحال وكلنا شاهد كيف عوملت بالقتل والقنص والخطف والتغييب والاعتقال والتهديد والتشويه وبذلك عدنا الى مربع ما قبل 2003 مع اختلاف انه من حقك ان تتظاهر وتعود الى بيتك وان لم تتحقق مطالبك والا فان الرصاصة تنتظرك او السجن مستقرك .
ورغم ذلك استمرت الانتفاضة المباركة وحققت بعض الاهداف واختنقت السلطة كثيرا ولكن لم يتحقق اهم الاهداف وهو تغيير النظام السياسي سلميا وهو الذي فشل فشلا ذريعا في قيادة العراق نحو الامان والازدهار فحولت ارض السواد الى قاعا صفصفا فليقترح المعترضون علينا السبيل الناجع لانقاذ البلد من الانهيار التام رغم الامكانيات والمقومات الهائلة التي يمتلكها .