قاسم حسن الموسوي
– الحسين ثورة ووقفة عز وشرف ضد الظلم والباطل ولا يحدثنا التاريخ عن تضحية او شهادة بدون قضية أو مبدأ وللحسين قضية مقدسة بذل الروح والدم من أجلها حين لاحظ الانحراف والميل عن النهج المحمدي الاصيل ليستل سيفه ومعه الاحرار لتصحيح ذلك الانحراف .
وان عرجنا الى وضعنا الحالي فانه لا يختلف عن سوء تلك الايام ان لم يكن اسوء منها ليمتشق الاحرار ( سيف الحسين ) بتبنيهم موقفه وسيرهم على دربه بانتفاضة سلمية في تشرين 2019 وحدث ما حدث من قتل وخطف واخفاء وجراح وآلام وتعب ورغم ذلك حققت بعض الاهداف التي انطلقت من اجلها لتأتي جائحة كورونا فتسبب خفوتا في جذوتها من خلال التباعد الاجتماعي وبالتالي اخلاء ساحات الاعتصامات وفض التجمعات وقد فرح السياسيون الفاسدون بذلك واعتبروها استراحة لهم واستردادا لانفاسهم .
اذن الحسين قائدا ونبراسا ودليلا لثوار العراق لكن ما حدث يوم 18 صفر لم يكن موفقا من البعض الذين اختاروا المكان الخطأ والتوقيت الخطأ فلزيارة الاربعين طقوسها واعرافها وقوانينها وضوابطها وزخمها الجماهيري الكبير وان اراد احد ان يشارك مع المواكب المعزية عليه ان يسلك الطريق الصحيح الذي وضعته الجهات المسؤولة ورغم ذلك ما حدث مؤلم لانه اعطى فرصة للطعن بثورة تشرين المجيدة ورجالها وفرصة للفاسدين ان يرفعوا رؤوسهم بعد ان تطأطأت خوفا ورعبا من الانتفاضة واعطت الفرصة للبعض ( المتحامل أوالمتضرر او من انصار الطبقة الحاكمة ) للانتقاص من هذه الانتفاضة المباركة .
وهنا يجب الاشارة انه ليس من الصحيح اعتبار ما حدث يمثل الانتفاضة بل هو اجتهاد وتصرف خاطيء من البعض القليل ، وادعو البعض الى التحلي بأخلاق الحسين واسباب ثورته وترك جاهزيته للانقضاض على اهداف الانتفاضة ونعتها باوصاف لا تمت لها بصلة .
واكثر المستفيدين من ما حدث هي الطبقة السياسة الفاسدة التي افلست سياسيا وشعبيا من خلال تسببها بانهيار وشيك للدولة بعد ان عجزت عن توفير رواتب الموظفين في دولة نفطية مع ثروات اخرى وبلد زراعي بمياهه الوفيرة ولكنها سياسة الحلب المنظم حتى جف الضرع العراقي واصبح عاجزا عن تلبية ابسط حقوق العراقيين وهي لقمة العيش .
ولم يبق لديهم شيئا في رصيدهم الا ان يلعبوا هذه الورقة الدينية لاستدرار عواطف الناس من خلال ادعائهم المحافظة على الشعائر الحسينية وطقوس الزيارة وحماية المقدسات متناسين انهم لم يسيروا على هدى الحسين ولا على خطه ولا على ما آمن به وما دعا له بل كانوا اسوء مثل ومن اكثر الصفحات سوادا في تاريخ الشعب العراقي .