فارس الحسناوي ـ رئيس التحرير
ما شهدناه من رد فعل قوي ومباغت من إيران، واستهدافها المباشر لقلب تل… أبيب، واختراق صواريخها المتقدمة لأنظمة الدفاع الجوي الإسرا…ئيلي، وضربها لمراكز الأبحاث العلمية الأكثر حساسية لدى هذا الكيان المحتل، مثّل تحولًا استراتيجياً غير مسبوق، وألحق خسائر فادحة بمرتزقة طالما تباهت بتفوقها العسكري والاستخباراتي.
اللافت في المشهد اليوم هو المساعي الحثيثة التي يقودها ترامب لعقد اتفاق سلام عاجل، في محاولة يائسة لإنقاذ الحليف الاستراتيجي.
لقد أثبت هذا الرد أن القوة، ولا شيء غيرها، هي التي تفرض الاحترام في هذا العالم، ليس حبًا ولا تقديرًا، بل خشية وخضوعًا.
فالقوة هي التي تمنحك الكلمة، وتُكسبك القرار، وتفرض وجودك بين الكبار.
لو لم تقع هذه الضربات المؤلمة، التي أثلجت صدور الأحرار، لتمادى الكيان الصهيو…ني في وحشيته أكثر، ولسعى إلى المزيد من الاستعلاء والهيمنة على شعوب المنطقة.
إن هذا الكيان الهش لم يُبنَ على القوة الحقيقية، بل على وهم ضخم صنعناه نحن، بضعفنا، وتشتتنا، وغياب موقف عربي موحد.
موقف نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، لنستعيد حضورنا، ونصنع توازنًا حقيقيًا في مواجهة التحالفات الإقليمية والدولية.
