طه الديباج الحسيني
المنزل الرابع الحاجر:
من هذا المنزل ومن بطن الرمه تحديدا بعث الحسين بن علي عليه السلام ( رسوله الثاني لاهل الكوفة قيس بن مسهر الصيداوي الاسدي وكتب معه اليهم((بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه، والسلام عليكم ورحمة الله)).
والحاجر واد بعالية نجد ويجتمع فيه اهل الكوفة واهل البصرة إن أرادوا المدينة ويذكر ياقوت الحموي انه دون فيد.
وعندما وصل السفير قيس بن مسهر الصيداوي الى القادسية اخذه الحصين بن تميم التميمي قائد شرطة أبن زياد وبعثه له فقال له بن زياد اصعد الى القصر فسب الكذاب أبن الكذاب ( يقصد الحسين بن علي ( ) فصعد ثم قال (إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي بن أبي طالب عليه السلام وصلى عليه فأمر به عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر، فرموا به فتقطع)فمات رحمه الله.
المنزل الخامس. ماء عبد الله بن مطيع.
وسار الحسين ومن معه فأنتهى الى ماء من مياه العرب عليه عبد الله بن مطيع العدوي وهو نازل ها هنا فلما رأى الحسين ( قام اليه فقال بأبي أنت وأمي يأبن رسول الله ما أقدمك فقال له الحسين ( ((كتب إلي أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم))فقال له عبد الله بن مطيع: أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الاسلام أن تنهتك، أنشدك الله في حرمة قريش، أنشدك الله في حرمة العرب، فو الله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحدا أبدا، والله إنها لحرمة الاسلام تنهتك، وحرمة قريش وحرمة العرب، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض نفسك لبني أمية، فأبي الحسين عليه السلام إلا أن يمضي ويضيف الدينوري ان الحسين ( قال لابن مطيع ((أن أهل الكوفة كتبوا اليّ يسألوني أن أقدم عليهم لما رجوا من أحياء معالم الحق وإماتة البدع)) وقال كذلك {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} ثم ودَعه ومضى.
المنزل السادس الخزيمية
تقع قبل زرود من مكة وبعدها للذاهب من الكوفة وهي من منازل الحج وألتقى الحسين( بزهير بن القين حيث نظر ( الى فسطاط مضروب فسأل عنه فقيل له هو لزهير بن القين وكان حاجاً أقبل من مكة يريد الكوفة فأرسل الحسين ( رسولا أن القني اكلمك وبألتماس شديد من زوجته (دلهم بنت عمرو) التي قالت له: سبحان الله، يبعث إليك ابن رسول الله فلا تجيبه؟ فقام إلى الحسين ( فلم يلبث أن انصرف وقد أشرق وجهه! فأمر بفسطاطه فقلع، وضرب إلى لزق فسطاط الحسين ( ثم قال لأمرته أنت طالق فتقدمي مع اخيك الى أن تصلي الى منزلك فأني قد وطنت نفسي على الموت مع الحسين ثم قال لمن كان معه (من أحب منكم الشهادة فليقم ومن كرهها فليتقدم) فلم يقم معه منهم وخرجوا مع المرأة وأخيها حتى لحقوا بالكوفة
ويذكر البلاذري والطبري وأبن الاثير أن زهير بن القين كان عثمانيا(وقد رد هذه الدعوى زهير رحمه الله و لزم الحسين حتى قتل معه رضوان الله عليه).
ويضيف الطبري أن ابن القين نقل لأصحابه حديثا: إنا غزونا البحر ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سليمان الباهلي رضي الله عنه: أفرحتم بما فتح الله عليكم، وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال: إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم. فأما أنا فأستودعكم الله)).