مقالات

كربلاء مدينة الحسين (ع) مدينة سلام عالمية

سلام المهندس

كيف نبني ثقافة سلام عالمية؟

بناء السلام هو أكثر فعالية لرفع مستوى المجتمع حيث من المعروف أن الاحتياجات والحلول تأتي من التعاون والتنسيق بين جميع قطاعات المجتمع: الفنون، والتعليم، والبيئة، والأعمال التجارية، والسلامة والأمن، والنشاطات الدينية المختلفة ، يعني بناء المدارس والعيادات الصحية ، وتعليم اللاعنف وتحفيز النزعة الإنسانية ، ورعاية الأيتام والمعرضين للخطر من الفقراء والمستضعفين  ، بمن فيهم مرضى السرطان من الاطفال والكبار والامراض المزمنة والمتضررون من الفقر والجوع ، وفي الاساس احترام وتطبيق حقوق الإنسان الذي هو أساس العدل، فالمجتمعات العراقية مجتمعات مسالمة تحتاج من يحفز نزعتها الإنسانية والوقوف بجانب من يعانون الفقر والجوع ويعانون معاناة كبيرة من التغاضي عن حقوقهم الإنسانية، والتغاضي عن معاناتهم في دولة غنية كالعراق ، لذا يجب ان يعم السلام والامان في داخلهم، وانتشالهم من حاله الضياع والتخبط الذي يعيشون عليه لأمل بعيد المنال لتحقيق احلامهم كبشر لهم حقوق إنسانية، وعلى الدولة ان تسعى لدعم السلام في مدينتي ومدن العراق الاخرى .

مدينة السلام في كربلاء الحسين عليه السلام هو التواصل مع المجتمع ، وسماع مشاكلهم وإيجاد الحلول مع نشر السلام والمحبة، وزرع بذرة السلام داخلهم ورفض العنف، وحوار السلام هو الذي يأتي بالحلول والحوار البناء ووضع الأسس الصحيحة لبناء مجتمع انساني دائم العطاء للمحبة والتسامح، والتعريف بحقوقهم الإنسانية الذي يجب ان تُحترم على مبدأ احترام الكرامة كإنسان حر له حقوق عدم المساس بها. هنا نستطيع إيصال أصواتهم وبناء دراسة متكاملة مما يعانيه المجتمع لبناء مدينة سلام متكاملة، قضية الامام الحسين عليه السلام قضية عميقة ثوابت القضية العدل والمساواة ونصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم وعلينا نكون مجتمع يقتدي بهذه الثوابت، لقد جابه الإمام الحسين(ع) مختلف التحديات وأصعبها من أجل نصرة المظلومين، وإعلاء راية الحق رغم الفاجعة الكبيرة التي أصابته هو وآل بيته، لكن ذكره العطر وتحدياته ما زالت شاخصة حتى يومنا هذا ومنها نستلهم الكثير وجهاد الامام كان ضد الظلم والوقوف بوجه الظالمين و لديه علم بنهاية المصير وهي الشهادة من اجل كلمة الحق، علينا ان نجاهد لنجعل مدينة كربلاء مركز للسلام العالمي ونجاهد لأجل نصرة المظلومين من ظلم وفقر وسلب حقوق الآخرين وهذا الجهاد الاعظم في وجهة نظري.

 

احد الاصدقاء من الادباء لدية موقع ادبي معروف اقترحت عليه فتح صفحة اضافية وليسميها اخبار من مدينتي، اضافة الى اخبار المحلية والدولية وقسم المقالات وغيرها ولتكون مخصصة لمعالجة الاطفال المصابون بالسرطان او الامراض الخطرة وفتح باب التبرعات على حساب الصحيفة، واستغلال الزيارات المليونية لدعم المرضى ولو كان على الف دينار عراقي سوف تستطيع معالجة مئات الاطفال وانقاذ حياتهم، لكن الأخ الاديب قال لا استطيع وخاصة الناس فاقدين الثقة بكل هذه القيم الاخلاقية النبيلة لكون بعضهم اساء لعمل المعروف، وفعلاً الناس فقدت الثقة بعمل المعروف بسبب استغلال ضعاف النفوس العاطفة العراقية، النجف من مدن علم الثقافة الدينية وبها العديد من الحوزات الدينية وكذلك مدن العراق الاخرى التي تمثل تاريخ العراق العريق من الكرم والضيافة ولتكن مدينتنا مدينة السلام عالميًا الذي شرعت منذ مئات السنين بفتح ابوابها لكل زائري العالم.

 

لو رجعنا لقصة الإمام الحسين عليه السلام كان هدفه  تحقيق العدالة ورفع الظلم والحيف عن المسلمين والخروج عن الوضع الراهن ومحاولة تغييره بكل وسيلة متاحة، وفي الإرث الحسيني فإن الثورة لم تقم إلا لإصلاح الأمة ويذكر المؤلف محمد مهدي شمس الدين في كتابه المعنون “ثورة الحسين ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية” أنه مُنذ أن بدأ الحكام المسلمون يبتعدون عن النزعة الإنسانيّة في الإسلام ليحولوها إلى مؤسسة تخدم مآربهم ، بدأ الإمام علي وأبناؤه عليهم‌ السلام وأصحابهم يدافعون عن الإسلام ويردون عنه شر من يريد تحريفه وتزويره، كان هذا هو هدف الإمام علي (ع) طيلة حياته، وقد عاصر الحركة التي بدأها أعداء الإسلام الدخلاء فيه والمتسترون والحاقدون وطلاب المنافع العاجلة في حربهم ضد الإسلام وضد مبادئه الإنسانية. ويذكر أن الإمام الحسين(ع) قد عاصر هذه الحركة منذ نشوئها هو وشقيقه الحسن (ع).

 

أكدت المصادر التاريخية، أن الإمام الحسين كان ينبذ العنف ويرفضه تماماً وأن خروجه وتوجهه إلى العراق، لم يكن سوى لإحلال السلام والعدالة الاجتماعية، إذ عندما غادر الحسين المدينة المنورة، متوجهاً إلى مكة المكرمة وبقي فيها لفترة ما ثم توجه إلى العراق، في اليوم نفسه تم قتل ابن عمه وسفيره مسلم بن عقيل، علماً أن خروجه عليه السلام قد أربك الأمويين كثيراً، وبحسب تلك المصادر فقد مر بأكثر من 19 موقعاً، متوزعة من مكة إلى العراق، وأثناء التجوال كان ينشر رسالته الإنسانية ويتحدث بالعدل والمساواة الاجتماعية، هذا يثبت لنا إن الإمام الحسين علية السلام كان يسعى لجعل مدينة كربلاء مدينة سلام  و يسودها الأمن والأمان ونصرت المظلوم والوقوف بوجه الظالم.

زيارة اربعين الإمام الحسين عليه السلام لعام 2023 اكثر من 22 مليون زائر ، لو فرضنا تكفلت لجنة من اهل العراق ولتكن لجنة مدنية غير حكومية لاستطاعت بمساعدة الشعب جمع اكثر 100مليون دولار للفقراء وبناء مناطق سكنية من اموال حب الحسين، لاستطاعت تحقيق مالم تستطيع الحكومة تحقيقه لرفاهية الشعب، هناك من يسأل كيف تستطيع جمع 100 مليون دولار؟ عملية بسيطة جداً كل محب للحسين يتبرع ب 5 الاف عراقي قيمتها 4 دولار لصندوق الفقراء تحت اللجنة المحلية الموزعة على مناطق كربلاء، لكن هل نأتي بأم تبريزا للقيام بالمهمة أو نأتي بمارتن لوثر  وكأن العراق خلى من الناس النبلاء؟ لم يخلى العراق ولا كربلاء خاصة من الناس الشرفاء، لكن فقدان الثقة بين الشعب والحكومة الذي عاثت فساداً جعل الثقة متزعزعة لانهم تأكدوا هناك الف يزيد ينتشي بقتل شعب العراق وبذلك خرجوا عن اهداف ومبادئ الامام الذي ضحى بروحه من اجلها.

المشكلة الكبيرة الذي يعانيه اكثر الاخوان من الاصدقاء  ذات التوجه الإنساني، انهم عندما يبادروا لكشف الحالات السلبية في مدينتهم ينصدمون بأناس متطفلين يحاولوا يقفون ضدهم والسعي لتحيدهم عن طريق الحق، قرات منشور لصديق يكشف حالة سلبية ويحاول ساعياً لحل هذه الحالة السلبية وهذا نابع من محبته لمدينته لتظهر بمظهر جميل وإذ اتفاجأ بمنشور الضد واسلوب بعيد عن الاخلاق الإنسانية ضد منشور الصديق متجاوزاً حرية الراي المكفولة محليًا ودوليًا، إذا كيف تستطيع السير في طريق الحق وهناك الكثير من يجلسون على رصيف الباطل لمحاربة اهل الحق؟ صديقي لم ينشر فتنه طائفية ولم يبادر بتصفيات عرقية بل يسعى كصحفي رصد السلبيات ويسعى بفائدتها للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى