عبدالهادي البابي.
في كل مجالات حياتنا وتعاملاتنا وعلاقاتنا يجب أن يكون لدينا ميزان للحب والبغض ، فالناس عادة تحب وتكره دون موازين دقيقة ولاتستند في حبها وبغضها على أساس متين ولاعلى بصيرة نافذة ، لذلك علينا أن لانحب حباً أعمى أو نبغض بغضاً أعمى ، بل يجب أن يكون حبنا مفتوح العينين ،وبغضنا كذلك ، بحيث نحب على أساس وبصيرة ، ونبغض على أساس وبصيرة..
فالميزان هو في أن نجعل الطرفين في موقع واحد ، وأن لاتميل قلوبنا إلى أحدهما لإنهقريب إلينا ، أو لإنه صديق لنا،أومن حزبنا أو مذهبنا ، أولإنه يملك موقعاً مميزاً أو منصباً رفيعاً ، وهذا أمر ليس سهلاً علينا ،قد تكون الكلمة فيه سهلة ولكنها ليست كذلك في عالم التطبيق ، لإن ذلك يفرض على الإنسان أن يجاهد نفسه ويتخلى عن كل عاطفته لمصلحة الحق ، وهذا ماتقوم الحياة كلها عليه ، وهذا مايمكن أن تتوازن الدنيا وكل الوجود من خلاله ..!!
وهكذا نجد في كل مفاصل حياتناالعامةالمدح والثناء أو الهجاء والذم ،ولكن عندما نمدح إنساناً علينا أن نتوازن في مدحه ، بمعنى أن لانعطيه أكثر مما يستحق ، وكذلك لانذم إنساناً بأكثر مما يستحق ، وكما جاء في الحديث الشريف : [إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في أثم ولافي باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه عن قول الحق ، والله تعالى يقول : [ ولايجرمنكم شنآن قومٍعلى أن لاتعدلوا ،إعدلوا هو أقرب للتقوى ] …وفي آية أخرى [ وإذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى ] …فيجب أن يكون عدلنا مع الصديق ومع العدو بنفس المستوى ، بحيث يتساوى في ميزان العدالة عندنا العدو والصديق ، والقريب والبعيد ،وأن يكون إيماننا هو الميزان الذي نزن به الأشياء في كل المواقع القريبة والبعيدة ، حتى ننطلق في الحياة كلها لنزن مواقع الأشخاص ، فمثلاً عندما نجعل شخصاً ما في موقع المسؤولية (الأمنية ….أو السياسية ..أو الإقتصادية … أو الإجتماعية أو العلمية )فلا بدأن ننظر في كفاءة هذا الشخصوكفاءة ذاك الآخر ، ولابد لنا من ميزان معرفة ووعي ، ميزان واضح في التأييد والرفض ، وأن لانؤيد ولانرشح الإنسان الذي لايستحق التأييد وليس هو في مستوى الترشيح ، وأن لانرفض الإنسان الذي لايستحق الرفض أو الترشيح ،وأن يكونإيماننا بالله ومصلحة الشعب هو الميزان في كل أمورنا الخاصة والعامة