تقارير وتحقيقات

انتعاش مشروع الحزام الاخضر في كربلاء بعد أعوام من الإهمال 

فارس كريم 

هدد الجفاف والإهمال “للحزام الأخضر” سابقًا والذي كان يضم أشجاراً زُرعت قبل 16 عاما حول مدينة كربلاء المقدسة للحد من التصحر والعواصف الرملية التي تتزايد بشدة في العراق.

حيث أقيم هذا الحزام عام 2006 في إطار مبادرة أطلقتها حكومة محافظة كربلاء المحلية وزُرعت فيها عشرات آلاف أشجار النخيل والزيتون والأوكالبتوس، بهدف الحد من التصحر والعواصف الرملية التي تنطلق من صحارى تحيط بمدينة كربلاء المقدسة جنوب العاصمة بغداد.

 

ويستذكر هاتف الخزعلي المقيم في هذه المدينة التي يزورها الملايين سنوياً بينهم عرب وأجانب، قائلا “لقد استبشرنا خيراً بهذا الحزام الأخضر لصدّ الأتربة” المتطايرة.

لكن بعد 16 عاماً، لم يعد هذا الحزام الأخضر الذي كان مقررا أن يمتد كقوس طويل حول المدينة، يؤدي الدور المحدد له في المخطط الأساس الرامية إلى تحويل مساحة تصل إلى 76 كيلومترا إلى أراض خضراء.

وحيث اقتصر هذا الحزام الى جزئين، الأول يمتد بطول 26 كليومترا وعرض 100 متر من الجانب الجنوبي، والثاني بطول 22 كيلومترا وعرض 100 متر من محور الشمال، ” وبسبب توقف السيولة المالية” للمحافظة وخاصة بعد عام 2014 اندثر هذا المشروع .

وحمل الخزعلي المسؤولية إلى “الحكومة المركزية والسلطات المحلية في وقتها لعدم الاهتمام وايقافها للتخصيصات المالية”.

 

وبسبب هذا الإهمال في المشروع بدأت هذه المنطقة تقلق ساكني المناطق القريبه في وقتها وقال الصحفي علي الخالدي بهذا الخصوص ان المكان تحول لحالات لاتليق بسمعة المدينة حيث بدأ يرتاد المكان المهجور بعض أصحاب النفوس الضعيفة لممارسة امور خارجة عن القانون والسبب يعود لهجر المشروع واصبح مصدرًا للقلق الى الجهات الامنية والمواطنين.

 

ولكن في بداية عام ٢٠٢٢ بادرت العتبة العباسية المقدسة باستثمارها لهذا المشروع والعمل على إعادة تأهيله وباتفاق مع الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة وبلديتها تبنت المشروع وأعادت إحياءه وتمكنت من تعويض جميع الهلاكات التي أصابته”.

 

وقال المهندس الاستشاري للمشروع علاء هادي عباس أن “العتبة العباسية المقدسة باشرت بأعمالها في إحياء المشروع في بداية الاشهر لسنة ٢٠٢٢ و بجهود مكثفة ودعم كبير من قبل المتولي الشرعي للعتبة”.

لافتاً الى أن “مراحل العمل بالحزام بدأت بتحويط أشجار النخيل وتحضينها ثم مكافحتها من الحشرات والآفات الزراعية وتلقيحها بتوقيتات زمنية متوالية”.

وأكد عباس، أن “المشروع حقق إنتاجاً كبيراً من التمور إذ بلغ الإنتاج فيه أكثر من 150 طناً من التمور فضلاً عن تمور الأعلاف” وهو في تزايد مستمر .

 

ليصبح اليوم مشروع الحزام الأخضر الجنوبي في كربلاء المقدسة متنفساً ومنتجعاً لاهالي المحافظة وداعماً اقتصادياً للبلد لاحتوائه على أكثر من سبعة عشر ألف نخلة وأكثر من تسعة وعشرين ألف شجرة زيتون فضلاً عن استقطابه الأيدي العاملة التي وصلت الى ثلاثمئة وخمسين عاملاً يعملون في هذا الحزام”.

ليفتتح مشروع الحزام الأخضر التابع للعتبة العباسية المقدّسة، أبواب واحاته لاستقبال الأهالي والزائرين في محافظة كربلاء.

 

وقال مسؤول المنظومة الأولى للمشروع السيّد خالد جمال الأسدي “بتوجيهٍ من المتولّي الشرعي للعتبة العباسية، افتتحت المحطّة (1) في مشروع الحزام الأخضر، منظومة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) أمام الزائرين والعوائل من أهالي كربلاء، وهي واحدةٌ من أصل 20 واحة للمشروع”.

وأضاف ان الواحة تحتوي على أماكن مخصّصة لألعاب الأطفال وأحواض الزينة وتربية الأسماك، كذلك تحديد أماكن مخصّصة للشواء، فضلاً عن مساحاتها الخضراء وحدائقها العامة، ونافورات المياه”.

وأوضح الأسدي أن المشروع يعتبر متنفّساً للزائرين وأهالي كربلاء، مبيّناً أن “الواحات تشهد توافد الزائرين في أوقات مختلفة .

 

لتنتهي المأساة التي كان يمر بها المشروع والذي كان مصدر قلق للناس ليصبح مكانًا لتجمع العوائل الكربلائية والتنزه بالاضافة لكونه مصدا للاتربة والغبار والعواصف الرملية التي اجتاحت المحافظة في الآونة الاخيرة.

نشرت هذه المادة الصحفية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى