تقارير وتحقيقات

محو الامية البيئية 

مريم الفرطوسي 

يتفنن الافراد والمصانع بقتل روح البيئة التي هي حاضرنا ومستقبل الاجيال كم ان البعض يرى ان الاهتمام بالبيئة هو نوع من انواع الترف او مجرد هواية لشغل وقت الفراغ.مهما كان اهتمام الدولة والمنظمات والشخصيات المعنية بالبيئة كبيرا فلن يجدي نفعا او يحقق الهدف من الرقي والمحافظة على البيئة أذا لم تعالج المشكلة من الاساس وهي ( أمية البيئة ) لدى المجتمع بأساليب علمية تجذب الكبير قبل الصغير والنظر الى البيئة بأنها حياة أمة ومستقبل الاجيال ولارفاهية بدونها.ان الجهل البيئي يدعونا الى مبادرة ( محو الأمية البيئية والمناخية ) حيث أن ادراك الفرد والمجتمع لأهمية البيئة وضرورة المحافظة على مواردها الطبيعية ضرورة لابد منها أذا اصبحت حياة الانسان ورفاهيته مرتبطتان بصحة البيئة والاستغلال الصحيح لمواردها الطبيعية خاصة بعد التغيرات المناخية التي تواجهها البلدان مثل ندرة المياه والجفاف وتلوث الهواء وتدهور المناطق الطبيعية من حيث التربة والحيوانات والنباتات وتوجد العديد من الظواهر التي تتطلب تثقيف بيئي

 

الرعي الجائر

 

الدكتور نبيل الميالي أكاديمي في كلية الزراعة / جامعة المثنى تحدث عن احد الظواهر السلبية التي تتطلب محو امية بيئي وهي ظاهرة الرعي الجائر قائلا : انه يحدث الرعي الجائر عندما تتعرض بعض النباتات لعملية الرعي المكثف لفترات طويلة من الزمن يمكن ان يكون سببها الماشية او محميات الصيد او الحيوانات البرية كذلك يحدث عندما تتم ازالة الغطاء النباتي او المراعي بشكل متكرر من الارض ولايمنح الوقت الكافي لمواصلة النمو مما يقلل من انتاجية التربة وفائدتها ومن اسباب الرعي الجائر ايضا عدم وجود ادارة سليمة ومناسبة لتغذية الحيوانات كذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمزارع حيث بعض المزارعين غير قادرين على دعم مواشيهم بالكمية المناسبة من العلف كذلك الجفاف او الانخفاض في هطول الامطار يؤدي تلقائيا الى تأثر نمو النباتات والغطاء النباتي بشكل كبير وبقائها على قيد الحياة مما يؤدي الى توقف النمو وتجفيف النباتات كما توجد انشطة تؤثر بشكل كبير على توافر النباتات والاعلاف مثل قطع الاشجار وحرقها والتعدين والامتداد العمراني وتلوث الارض وضعف طرق الري مما يؤدي الى تراكم الملح في التربة الذي يعيق نمو النباتات ويقلل من توافر العلف

 

حرق النفايات 

 

المهندس قابل حمود مدير تخطيط المثنى تحدث عن ظاهرة حرق النفايات كظاهرة تنم عن جهل وتحتاج الى تثقيف وتوعية بيئية حيث يقوم الافراد بحرق القمامة في الهواء بكل ماتحتويه من اكياس بلاستيكية او قناني مياه الشرب والتي تتحول الى أبخرة سامة جدا تأثيراتها ضارة على الصحة العامة للافراد وعلى البيئة المحيطة والكائنات حيث ان استنشاق هذه الابخرة يزيد من مخاطر اصابتهم بأمراض خطيرة منها السرطان وأمراض في الجهاز التنفسي كما ان حرق النفايات لايقتصر على مناطق السكن العشوائي والقرى بل امتدت الى المدينة كذلك بعض السكان يحرقون مكبات النفايات لمحاولة التخلص من الحشرات والبعوض والروائح التي تجلبها كمياتها المتكدسة ويعتبر حرق النفايات عملية لاتقل خطورة عن تراكم النفايات خاصة في ظل انعدام وجود البيئة الصحية والاهتمام بتوفير مساحات خضراء وبنى تحتية

 

الضوضاء وتأثيرها سلبا على البيئة والانسان

 

الدكتور عدنان الطائي استاذ البيئة في جامعة القادسية عرف الضوضاء بأنها اصوات ذات استمرارية غير مرغوب فيها وتحدث بسبب التقدم الصناعي تأتي من المدن بسبب التضخم السكاني وأزدياد النشاط العمراني والصناعي واستخدام مركبات النقل ونتيجة ذلك تصبح اصوات السيارات والسكان والباعة المتجولين من الاصوات التي تزعج السكان وتسبب له امراض نفسية وجسدية تؤثر على صحته كذلك أمراض اخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والاضطراب وأتلاف الخلايا السمعية والتأثير على التفكير لذا يجب الحد من استخدام مكبرات الصوت وسماعات الاذن ( الهيتفون) حيث تؤثر على طبلة الاذن والجهاز العصبي ويفضل غلق الشبابيك والابواب لتقليل الضرر الناتج عن مكبرات الصوت

 

اما اهم التوصيات لمحو الامية البيئية والمناخية من وجهة نظر مختصين وفلاحين وعامة المجتمع فكانت كالاتي

 

١_تعديل النظام الغذائي من خلال تناول المزيد من الوجبات النباتية حيث ان النظم الغذائية الغنية بالمنتجات النباتية تساعد في تقليل الامراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والسرطان 

٢_تسوق المنتجات المحلية والمستدامة من مناطق السكن لتقليل البصمة الكاربونية في الطعام وتقليل انبعاثات الوقود الاحفوري المرتبط بالنقل 

٣_عدم الهدر بالطعام والاستفادة من كل جزء صالح للأكل من الاطعمة وقياس احجام حصص الرز والسلع الأساسية الأخرى قبل طهيها وتخزينها بشكل صحيح والتعامل الصحيح مع بقايا الطعام مثل مشاركة مايزيد عن الحاجة مع الجيران والاصدقاء

٨_استخدام المخلفات غير الصالحة للأكل في صناعة السماد ولتخصيب الحدائق لادارة النفايات العضوية مع تقليل الاثار البيئية

٩_ارتداء ملابس ذكية بيئيا حيث خلفت الموضة السريعة ثقافة التخلص من الملابس الى مكبات النفايات لذا يمكن تغيير هذا النمط في السلوك من خلال شراء عدد أقل من الملابس الجديدة وارتدائها لفترة اطول واستئجار الملابس للمناسبات الخاصة بدلا من شراء جديدة واعادة تدوير الملابس وأصلاحها عند الضرورة .

١٠_تحفيز المجتمع على الزراعة للتقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحثهم على زراعة الفاكهة والخضراوات والاعشاب في حدائق المنزل والشرفات 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى