سعد رزاق الأعرجي
السياقة فن وذوق وأخلاق… ثلاث كلمات معبرة وعتيدة كالليرة الذهب، هي دستور السائق الذي يهتدي به، وهي السبيل الذي يسلكه فيصل فيه لقمة المهارة واللياقة.. هي خلاصة فيلسوف قل كلامه وكثرت حكمه،، وهي القيد الاختياري الذي يكبح جماح السائق اذا ما أدرك معناها وهو يجلس خلف المقود،، فمن تمسك بها لن يضل طريق النجاة والسلامة.
سابقا لم نكن ندرك مانقرأ،، كانت كلمات مخطوطة ومعلقة على الجدران ربما لم تكن تعنينا لأننا لانملك سيارة او دراجة ومع مرور الوقت الذي أصبحت فيه ضرورة ملحة لايمكن الاستغناء عنها، وهنا أصبحنا ندرك بعض المصطلحات التي تدور حول السيارات ( حادث مروري، اصطدام، وفاة) فنتساءل لماذا حصل الاصطدام؟ وضحكنا كثيرا عندما رأ ينا سيارة برازيلي تحتضن عمود الكهرباء،، وهنا بدأنا نتساءل من السبب هل السائق ام السيارة،، ليست السيارة دائما هي السبب فهي مجرد ألة من صنع العقل البشري، هبة الخالق العظيم للانسان الذي استطاع ان يوظفها لخدمة البشرية.
السياقة فن : السائق هو القائد للسيارة شأنه شأن قائد الطائرة وقبطان السفينة وسائق القطار، يثبت براعته بالقيادة الآمنة فيطلق على السائق الذي يقود سيارته بمهارة وإتقان بالفنان والسائق الفنان من يحافظ على سيارته سليمة إلى بر الأمان بعد صراع مرير في الشوارع فينال مبتغاه ولسان حال أطفاله يقول لاتسرع يابابا نحن بانتظارك. إن ليس كل من حاز على رخصة قيادة هو سائق، فالاجازة إنما هي رخصة قانونية تخول حاملها قيادة السيارة في الشارع بعيدا عن المساءلة القانونية،، فهي لاتنفع عندما ينعتك من في الشارع بالمتهور والفاشل وهذا السائق هو كثير المخالفات المرورية وكثيرا مايكون سببا في حوادث مميتة.
السياقة ذوق: ان الذوق الذي يجب أن يتحلى به سائق السيارة أثناء قيادته في الشارع هو جزء لايتجزء من الذوق العام، فالوقوف المثالي في نقاط السيطرات والتعامل الجيد وحسن التصرف مع أفراد السيطرة هو من الذوق وعدم استعمال المنبه العالي في الأماكن الممنوعة قمة في الذوق وعدم انتهاك الإشارة الضوئية هو دليل حضارة وثقافة الشخص لان عدم الالتزام بالإشارة المرورية يمثل خدش لحرمة القانون وهو قلة ذوق وضرب من ضروب اللامبالاة.
أن الشارع ليس ملكا لاحد فكلنا طارئون عليه نسلكه باحترام وأدب ونغادر تاركين بصمة رضا وقبول لدى الجميع ومنهم رجال المرور المتواجدين.
السياقة اخلاق : الأخلاق سمة حميدة مستمدة من الأصول العربية فهي تنشأ في كل مكان، في البيت، في العمل، في الشارع… والشارع هو نقطة التقاء الغرباء وبه يظهر المعدن الطيب من السيء.
نحن اليوم نعاني من أزمة في الأخلاق، وهذه الازمة تتجسد في البعض ممن لايفقهون لغة الأخلاق، ونحن من خلال عملنا نلاحظ ونسمع الكثير من هذه الحالات منها الإيجابي ومنها السلبي وكل يدل على صاحبه. لقد ظهرت مؤخرا حالات شاذة من السقوط الأخلاقي لدى بعض السائقين وخاصة سائقي الدراجات (التكتك و الستوتة) والذي يمثلون قمة في انعدام الثقافة والأخلاق وللأسف هم ممن ادركوا زمن الفوضى وضعف في تطبيق القانون، فهؤلاء خسروا احترام الناس وبالاجماع بالفاضهم البذيئة وبذوقهم المتدني في اختيار الألفاظ ونوع الموسيقى والتصرفات اللااخلاقية أثناء القيادة
إذا فالسياقة المثالية هي قمة الذوق والأخلاق التي تنشدها الشعوب الراقية،، فهل يكون ذلك بدون رقابة؟ فأذا كان كذلك فنحن من أرقى الشعوب.