اخبار محلية

في يومهم المميز ، ترقد الفرحة في زوايا خجولة

 

جليل عامر / لوكالة الرأي العام العراقي

الساعة تشير الى السابعة صباحًا فتعزفُ شوارع العاصمة على اوتار أصوات المركبات وخناقات عدة تشهدها الزحمة ، قررنا ان نبدأ الرحلة بعيداً عن ضجيج المدينة لكي نستكشف الحياة القروية وكيف يكون الشروق في الريف ، أنطلقنا لنشاهد صور ذهنية مختلفة ومتفاوتة في أوقات النهوض بين الريف والمدينة ، توجهنا نحو قضاء المدائن لنكتشف كيف تسير الحياة في مثل هذا اليوم ؟ ، بدأت الرحلة وألقت أختلافها الملحوظ منذ وقت الشروق لنعيش ونستمتع بلحظات متفردة يطغي عليها الهدوء وضوء الشمس ، وعلى أصوات زقزقة العصافير في تلك الحديقة التي تتعددت بها أنواع الزهور وسرحت بها الكثير من حيوانات الزينة ، هنا الحياة أكثر أستقراراً وسكون بعيداً عن ضوضاء المدينة ، يستيقظ سكان الريف للتوجه الى اراضيهم المزروعة ومواصلة مراحل الزراعة لأقتطاف ثمرة تعبهم وحصاد محاصيلهم ، فهنا تُصدح الأوتار لحنًا مختلف تمامًا يمتاز بالطبيعة في كافة الأمور ، لم يكن أختيار الوقت في هذا اليوم للتوجه لذلك المكان هو محض صدفة انما سبب أختيارنا لأنهُ
(يوم الفلاح العراقي ) وكان اللقاء مع احد المزارعين هناك ألا وهو (ابو نامس) صاحب السبعين ربيعًا وما زال يهتم بأرضهُ مثل ما كان مبالٍ منها وهو في ريعان العمر بل يزيد الأهتمام والعطاء كلما يتقدم به الزمن حبًا وأكتراثًا بالأرض ، كان الحديث ممتع وشيق معهُ وهو يسترسل بالنقاش عن الزراعة ودورها الأساسي في البلد ، وأثناء الحديث طرحتُ عليه سؤال كيف باتت الزراعة وعلى ماذا أصبحت في العراق ؟ كانت ملامح الحزن تبرز بوضوح على وجه ابو نامس وكانت الأجابة حقًا مؤلمة عندما نسمع كيف كنا وعلى ماذا اصبحنا ، في وقت كان بلدنا يشهد الحروب الدامية ومن ثُم الحصار الأقتصادي ومع ذلك لم يتوقف الدعم للمزارعين ولن يتضرر الأنتاج من الزراعة في سابق العهد كان العراق لا يقتصر على الأكتفاء الذاتي بالمحاصيل الزراعية بل ينتج ويصدر الى خارج القطر ، فيكتسح العراق الساحة ويتصدر الأول في المنتوجات الزراعية مقارنةً بالآخرين من حيث الجودة والطعم ، فكانت وسائل النقل الخارجية جرارة للأستحواذ على محاصيل الزراعة بلدنا ،

ماذا حصل لنفقد حتى مرحلة الأكتفاء الذاتي بالزراعة ؟

ببساطة لم تعد الدولة تقدم دعمًا ماديًا للفلاح ولا حتى معنويًا بل جاءت الحكومات من بعد 2003 كانت مجحفة بحق الفلاحين وأنهكت الزراعة في العراق وشارفت على فقدان دورها بعدما كان دورها لا يقتصر فقط على العراق ، في حديث مع احد المزارعين (ع.و) الذي لم يود بالكشف عن أسمهُ ذكر عن دعم الدولة سابقًا وقال “كان يتوفر لنا الماء وكافة مواد السقي وحتى وزعت لنا مركبات عملية في مجال الزراعة وكانت تدعمنا بالالات والمكائن وكل هذا بأسعار رمزية ومدعومة مما شكل دافع لنا لزيادة الأنتاج وزرع كميات اكثر وتوسعة الأراضي لتعم الفائدة على الجميع اما بعد عام 2003 فلم يتوفر لنا اي شي بل على العكس تزيد المواد غلاء كل يوم واصبحنا غير قادرين على الأنتاج الذي يسد حاجتنا ” وكان السؤال مالذي يدفعكم للبقاء في اراضيكم ؟ فقال “حبنا للأرض يدفعنا ان نخسر المادة من اجل ان نزرع ونحصد وتزهر الأرض بمحاصيلها وخضارها نكتفي بهذا الشيء وتزداد السعادة والبهجة بأرضنا فهي ارث حضاري وشموخ وطني ”
ولا نعرف مالذي دار على العراق من مؤامرة او شيء مفتعل لأضعاف دور الزراعة في البلد ولا يسعنا الا ان نقدم للمزارعين في يومهم خالص التهاني والتحايا والأشادة بدورهم ، ف ياليت الأهتمام بالدعم من الحكومة للفلاحين وان كانت الأمنية كمثل ذلك العجوز الذي قال ياليت الشباب يعود يومًا .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى