تقارير وتحقيقات

رؤى وافكار تلخصت في قطع فنية معمارية

 

جليل عامر / الأسكندرية

 أنطلقنا في رحلة الأطلاع على قصص وحكايات منها علقت على الجدران والأخرى افكار وضعت على الطاولات فتم تنفيذها بأبهى وأجمل صورة على أرض الواقع لتأسرنا الى عالم قليل الأختلاف لكنهُ كثير التفرد عن غيره ، 

فماذا وجدنا في هذا العالم وأين هو ؟ 

كانت فكرة القدوم الى بلد يكتب الثقافة لم تأتي سُدى ، حيث أتجهنا نحو من يكتب هكذا كانت رؤية الأديب والمفكر المصري (طه حسين) حينما قال “مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ ” وكان هذا العالم كفيل بأن يأخذنا للعيش وسط اجواء غابت عنا منذ فترة، فبعدما افتقدنا حقبة من الزمن باتت من الصعب ان تعود ، هنا عزمنا للذهاب الى القاهرة ومن ثم واصلنا مسيرنا لمسكن يشرد فيه الذهن ، من خلال ماشاهدناه ، لمسات فنية ساحرة سيطرت على المكان لتصنع منه دلالات فائقة الجمال لامست اوتار الخيال لتكون طاغية بالأبداع والتمييز فأبصرنا على أوساط المعالم العمرانية العجيبة وأناقة تصميم تلك الأبنية الشاخصة مخلوطة بالطبيعة الخلابة ، مشاهد لم تكن عابرة لتجعل من الأسكندرية محافظة تتربع على عرش التفوق من بين محافظات مصر ، 

 

قصص وأفكار منها علقت على الجدران والأخرى تم تنفيذها فما هي وكيف نفذت ؟ 

 

 رست بنا الأمواج لتلقينا في مدينة يحتضنها البحر من جميع الجهات لنسقط غارقين في حب أماكنها التي أودت بنا رهائن في محطاتها المطرزة بالشغف حيث هنا اشد ما نتمناه الرقود الطويل في تلك المراتع التي ذهبت بنا الى ارق وانعم مراكز هذه المدينة الخلابة أجراف جامعة الأسكندرية كلية الفنون الجميلة ، فنرى انفسنا مغمورين في هذا البحر الهائج بالأعمال الفنية لتلخص كل ما يحملهُ طلبتها من افكار وخيال ، قصص،وحكايات تم وصفها بفرشاة الرسم لتعلق على شكل لوحات ذوات ابعاد فنية بحتة ، لتصنع من تلك الأمتزاجات الفنية معرض كانت وصفتهُ السحرية هي البساطة ، وأعمال اخرى طبقت بالواقع وأصبحت رموز وشواهد مكانية رصينة لتلك الأرض ، 

 

هل للتصميم في فن العمارة دور في ذلك ؟ 

 

 

 ان مدى اهمية هذهِ الأقسام في تلك المجالات ولزومها في اختياراتنا ، حيث دار حديث شيق وممتع بيني وبين الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد المالك أحد تدريسي اقسام هذه الكلية وأهمها وهو قسم الديكور العمارة الداخلية فوجئت بمدى حبه وتعلقهُ بهذه المهنة التي جعلتهُ يراوغ وعكتهُ الصحية ويخرق قواعد الصحة والسلامة ليلوذ بالفرار من فترة النقاهة بعد المرض 

والعودة بأسرع وقت لممارسة وظيفتهُ التي يعتبرها مسكنهُ الفردوسي فحسب ماذكرهُ عبد الحميد عن سر نجاح الأبنية الفخمة والمتقدمة والمعالم الحضارية هو اتقان عملية التصميم الداخلي مما يعطي البنايات أناقة ورقي ويجعل منها شيء مختلف ومتفرد ليكون بصمة إجتهاد لتلك المصمم الذي أشرف عن العمل من الألف الى الياء فهو مسؤول عن 40 مهنة حسب ما ذكر وقال “لذلك نرى أهم اسباب فشل الأعمال العمرانية الصغيرة والكبيرة هو غياب اتقان التصميم الداخلي لدى الصروح العمرانية ” وذكر ان لا زالو الكثير من الناس يجهلون هذه المرحلة المهمة من البناء لتكون النتائج تخفق من نجاح خطوة الأكتمال ولا تنتهي أهمية هذا القسم في مرحلة التأسيس فقط بل أسهم في جانب المحافظة على المعالم الحضارية وشكلها الخارجي وحمايتها من الزوال من خلال فن العمارة ، 

 

مدى أهمية دراسة هذهِ الأقسام في الوطن العربي ؟

 

ما ألفت نظري ان الجامعة لاتقتصر فقط على المصريين من طلابها بل من انحاء متعددة فوجدت نخبة من الطلبة الباحثين للدكتوراه من دول عديدة ، اثناء الحديث ألتقيت بأحد طلبة الدراسات العليا الباحثة 

(سارة الهويدي) من دولة الكويت وكان السؤال لماذا وقع الأختيار على دولة مصر لأستكمال الدراسة بهذا المجال فقالت “أخترت مصر لأجل أتمام الماجستير ومن ثم الدكتوراه في هذا التخصص لأنهُ البلد الوحيد المناسب لتطوير ما أطمح أليه، ولا يوجد دراسات عليا لهذا القسم في بلدي بالرغم من ضرورة وأحتياج البلد لهذهِ الشريحة من المصممين والذي عملو الأساتذة في مصر جاهدين على صقل وتطوير هذه الوظيفة لدي في مرحلة الماجستير مما زادني ميل وود لأكمل مرحلة الدكتوراه مع تلك التدريسيين الذين جمعتني بهم علاقة طردية غزيرة بالعطاء والخبرة في هذا المجال ليكون حافز ودافع في تطبيق ما تعلمتهُ وأتقنتهُ على أرض الواقع في بلدي ” ، لم ينتابني الأحساس بأني اقوم بعمل صحفي مع تلك الشخوص الرائعين حيث بلغ اللقاء أبهى صورهُ الممتعة وكان من المؤسف ان أختم هذا الحوار المبهج مع الدكتور عبد الحميد الممتلئ بالعاطفة والأنسانية التي تفوق الحد الطبيعي وهو يقف حزين أمام تلك الشجرة المهملة من قبل مالكين الأرض ويقول لي “بُس ياجليل الشجرة عاملة ازاي” .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى