تقارير وتحقيقات

في ظل الأزمة الأوكرانية والحرب الروسية والعقوبات الأمريكية ..أجرت وكالة الرأي العام العراقي حوار مع الدكتور المستشار السياسي د.مصطفى الناجي للتعرف على 

اثار الأزمة الأوكرانية والهجمات الروسية والعقوبات التي صدرت يوم امس تجاهها ...وما إذا كان العراق سيتاثر مباشرة أو عن طريق تاثرالعلاقات الدولية في المنطقة الإقليمية؟.

اعداد/زينب شعيب

فاجابنا مشكورا بالقول .: بدءا للاجابه عن هذه التساؤلات ،ينبغي اولا تثبيت النقاط الاتية :-

اولا :انحسار النفوذ الأمريكي في العالم، وخصوصا في العقد الثاني من هذا القرن ،وتتمثل مصاديق هذا الانحسار في :-

١- الانسحاب الأمريكي من افغانستان .

٢- الانسحاب الأمريكي من العراق 

٣- التواجد الروسي في سوريا 

٤- فشل الجهود الأمريكية في ايران 

٥- اتساع النفوذ الاقتصادي الصيني في العالم .

٦- تضاعف قوة حلفاء امريكا في العالم .

وكل ذلك يعني تآكل الاحادية القطبية التي انفردت بها الولايات المتحدة منذ العام 1990 ، وبروز تعددية الاقطاب كالصين وروسيا وبقدر اقل وضوح الاتحاد الاوربي ،وغيرها من التحالفات والتكالات الاقتصادية العالمية التي تطمح لتكون لاعبا دوليا .

ثم أضاف قائلا : 

وبالنسبة لقضية أوكرانيا، وشرق اوربا عموما ،والشريط الغربي لروسيا خصوصا ،فإن ما نشاهده من حراك وتدافع وتنافس بين دول ذلك الشريط وروسيا هو صورة من صور الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وايذانا بحرب غير عسكرية بين معسكرين تقليديين. 

ان الانسحاب السوفياتي من المسرح الدولي لصالح المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة لم يكن مجانيا، بل كان وفق ترايبات بين الطرفين بعدم تمدد احداهما على الآخر،ومنها الدول المستقلة من الاتحاد السوفياتي كجورجيا واوكرانيا وبلاروسيا .

ولكن لعبة التوازنات هذه لم تدم طويلا ،فالولايات المتحدة مارست حربا ناعمة باردة وأخرى ساخنة عسكرية لتقويض وريث الاتحاد السوفياتي(روسيا ) ،فقد تدخلت امريكا في انتخابات جورجيا عام 2008 وتلاعبت باتجاهات الناخبين وتزوير صناديق الاقتراع، مما اجبر روسيا على التدخل العسكري في جورجيا والاطاحة بالحكومة الموالية للغرب هناك .

وفي العام 2014 وعلى أثر التدخل الأمريكي في اوكرانيا ،اتجهت القوات العسكرية الروسية الى شبه جزيرة القرم واعلان انضمامها الى الدولة الروسية كجمهورية مستقلة عن اوكرانيا.  

واليوم يتكرر السيناريو في اوكرانيا بعد ان شعرت روسيا ان الولايات المتحدة قضمت الدولة الأوكرانية ولم تعير لتحذيرات الدب الروسي من ردة الفعل ،والتي بدأت بتحشيدات عسكرية على الحدود الشرقية لروسيا ،ومن ثم إعلان الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك قبل أيام التان يشار إليهما مجتمعتين بمنطقة دونباس. وخرجت تلك المنطقتين، اللتين يسيطر عليهما انفصاليون مدعومون من روسيا عن سيطرة الحكومة في أوكرانيا وأعلنتا قيام جمهوريتين شعبيتين فيهما عام 2014. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الحرب بين قوات الجيش الأوكراني والانفصاليين في شرق البلاد، وهي الحرب التي تقول أوكرانيا إنها أودت بحياة حوالي 15 ألف شخص حتى الآن.

 

ولكن ماذا يعني اعتراف روسيا باستقلال دونباس ؟ 

ان النتيجة الحتمية لهذا الاعتراف ستكون تصاعد مخاوف قيام حرب شاملة في المنطقة . اذ سيسوغ لروسيا نشر قوات عسكرية فيهما، الأمر الذي يعني أن القوات الروسية سوف تكون داخل الأراضي الأوكرانية بالفعل، لا على الحدود مع أوكرانيا، مما قد يعجل بمواجهات عسكرية مباشرة،ولكن هذه المواجهة في حال حدوثها فان اوكرانيا ستلعب دور الحرب بالنيابة عن الولايات المتحدة، والتي لن تقوى على مواجهة الدب الروسي في نهاية المطاف .

 

أما بما يخص العراق والصراع الروسي الأمريكي في اوكرانيا فقد تفضل بالقول :

قد يبدو للقارىء ان العراق لن يكون معنيا بهذا الصراع والتنافس في شرق اوربا ،وان المشاكل التي يواجهها العراق اكبر وأكثر من ان يكون طرفا في نزاع يبعد عنه آلاف الكيلومترات.  

ولكن ؛ هذا الرأي لن يقوى على الصمود امام الحقائق الخاصة بالوضع العراقي ،فالولايات المتحدة تسيطر على العراق سيطرة شبه مطلقة سياسيا وامنيا وعسكريا واقتصاديا، وهي احد طرفي النزاع مع روسيا في العالم وشرق اوربا ،وان اي تنافس بين الطرفين سينعكس بصورة مباشرة على العراق وعلى خطوط التماس بينهما في سوريا المجاورة. 

كذلك ،ان سوق النفط والغاز العالمي سيكون معنيا بشكل مباشر بهذا الصراع ،وسيتأثر العراق بهذا الوضع باعتباره دولة نفطية وعضو في منظمة أوبك. 

ولهذا ننصح الحكومة العراقية للحذر من الانخراط في هذا النزاع في تأييد احد الأطراف، أو في الاعتراف باستقلال مناطق الدونباس ( دونيتسك ولوهانسك) لوجود خطر على استقلاله ،ونعني به قد ستسخدم الولايات المتحدة اعتراف العراق باستقلال تلك المناطق ذريعة لدفع اقليم كردستان لإعلان استقلاله .

ختام ..جزيل الشكر لجناب المستشار د.مصطفى الناجي .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى